صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

{ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف..}!

خالد عبداللطيف

 
كثيرة هي النصوص التي تشدد على حق الزوج على امرأته وتصفه بأوصاف عظيمة؛ حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" (رواه أحمد وابن ماجة وصححه الألباني). بل حث نبي الهدى صلى الله عليه وسلم المرأة - وإنْ ظلمت! - أن تصبر ولا تذوق نوما حتى يرضى زوجها؛ ويذهب ما في نفسه..!
ولم تكن هذه التضحيات الكبيرة من المرأة الصالحة لتذهب سدى، بل وعدت في مقابلها بما تتصاغر أمامه هذه التضحيات، وعدت بالجنة، منتهى الآمال ومحط الرّحال!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت" (رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني).
وقال صلى الله عليه وسلم : "ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العئود التي إذا ظلمت قالت: هذه يدي في يدك لا أذوق غمضا حتى ترضى" (رواه الدارقطني، وحسّنه الألباني).
لكن الذين يؤمنون بالكتاب كله، ويتبعون هَدْي محمد صلى الله عليه وسلم، يجدون في شواهد السنة والسيرة ما يهب للنساء مثل ذلك من الحقوق والمراعاة والاهتمام.. تروي لنا طرفا من ذلك أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – فتقول: "لما كانت ليلتي التي كان النبي فيها عندي، وظن أني قد رقدت، فخرج، فانطلقت على أثره) ظنتْ أنه ذهب إلى إحدى نسائه) حتى جاء البقيع، ثم انحرف فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فسبقته.. فدخل فقال: مالك يا عائش حشياً رابية؟َ! (أي يخفق صدرك كثيراً) فأخبرته.. قال :أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟!" ( رواه مسلم(.
فلم يعنفها أو يؤنبها، بل أعلمها - صلى الله عليه وسلم - بأنه لم ولن يظلمها.. مطيّبا خاطرها ومرخما اسمها (يا عائش).. في عبارات ملؤها الرفق والمودة والحنان!
إن عظم حق الرجل على امرأته لا يعني سلب حقها المماثل في حسن العشرة والمعاملة، أو منحه الصلاحيات المطلقة عليها دون مراعاة لجانبها بمثل ما أمرت به تجاهه من البذل والتواضع.. وقد جمع ذلك في قوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}؛ حتى قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسيرها: "إني لأتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي". وفسّر الإمام الطبري "الدرجة" في قوله تعالى بعدها: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} بمزيد من الأعباء المطلوبة من الرجل!
إنه ميزان العدل الذي تستقيم به شراكة الحياة؛ يأمر به القرآن، وتنطق به السنة، وتشهد له السيرة؛ فحريٌّ بمن يؤمنون بالكتاب كله، ويتبعون خير الهدي، أن يستلهموا منه نورا يضيء جنبات بيوتهم!

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية