صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

لن أتخلّى عنك أبداً..!!

خالد عبداللطيف

 
يخطئ خطأً فادحاً في حق نفسه وفي حق شريك حياته من يضنّ من الزوجين على الآخر بالقول الجميل والعبارة الرقيقة التي تمس شغاف قلب الآخر.. أو يظن أن غياب الكلمات الحلوة العذبة من قاموس الحياة الزوجية لا أثر له على المودة بينهما!!
وإنْ تعجب فاعجب لرجل يصوغ أطايب القول لرفاقه في وصف مشاعر الحب في الله بينهم، ولا نصيب لشريكة حياته من مفردات الحب التي تتحرّق شوقاً لسماعها منه! وفي المقابل.. من تصوغ لصديقاتها نثراً وشعراً في عاطفتها نحوهن.. فإذا خلت بزوجها حلّ الملل وخيّمت الرتابة!
إن بيوتاً كثيرة تحظى بالصلاح والوفاء والعشرة بالمعروف؛ لحسن التربية في الأساس، والنشأة الصالحة قبل الزواج. لكنها للأسف تمضي بها سفينة الحياة في صمت كئيب، قد يترك أثره في تنشئة المزيد من الأجيال والبيوت المشابهة لها في السمت والصمت!
ولئن حُمد لهؤلاء استقامتُهم وصلاحُهم.. فقد فاتهم خير كثير يتحلّون به مما يثقل به الميزان؛ من التحقيق الأمثل لـ"المودة" المذكورة في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
قال ابن كثير: "وجعل بينهم وبينهن مودة، وهي المحبة". وقال الطبري: "مودة تتوادون بها، وتتواصلون من أجلها". وذكر القرطبي أقوالاً كثيرة، منها: "المودة والرحمة: عطف قلوبهم بعضهم على بعض". فهذه الأقوال تؤكد على أحوال عملية تبرهن على المحبة القلبية؛ فتظهر على اللسان وفي الأفعال، وأنّى لشجرة الحب أن تقوى وتبقى بغير سقيا؟!
يقول أحد الباحثين في تحليل مفهوم المودة: "المودة هي: الحبّ الذي يحمله أحدهما تجاه الآخر، ويكون على درجة من الفاعلية بحيث يبقى تأثيره موجوداً أثناء غيابهما وحضورهما، ويكون مبعث سرور لهما عندما يلتقيان، ولا يحمل أحدهما في قلبه للآخر إلا الخير. ويستشف من الأحاديث الشريفة أن هذه المحبة موجودة في القلب وجارية على اللسان.." اهـ.
فما أجمل أن تشيع كلمات الحب الحلوة، وعبارات الامتنان العذبة، بين شريكي الحياة ورفيقي العمر، حتى في الأوقات العصيبة.. كأن يفاجئ أحدهما الآخر عقب مشادة طارئة بقوله: "لن أتخلى عنك أبداً.. ولن أدع الشيطان يفسد سعادتي بك".. أو: "حبي لك أقوى من أن تعصف به هبَّة غضب عابرة". ومن أفضل شواهد ذلك ما جاء في السنة في وصف "الودود العؤود" من النساء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العؤود التي إذا ظلمت قالت: هذه يدي في يدك لا أذوق غمضاً حتى ترضى" (رواه الدارقطني وحسّنه الألباني). ومثل ذلك يقوله ـ بدوره ـ الزوج التقي الوفيّ لزوجته الذي يفقه قول الله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}!
ألا ما أجملها من عبارات وشعارات للحب والوفاء بين الزوجين.. وما أعظم الفرق بين من يعيشون هانئين في ظلالها.. ولهم فيها احتساب ونية.. وبين المحرومين منها ومن آثارها!!


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية