صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

بيوت رمضانية (1)
(اجتماع رمضاني عاجل..!).

خالد عبداللطيف

 
اجتماع رمضاني عاجل..!
ما أجمل أن يجمع الرجل أهل بيته قبيل رمضان بأيام؛ مذكّراً بفضيلة الشهر، ومعيناً لهم على الاستعداد له، وحرصاً منه على ما ينفعهم في دينهم كحرصه على أمور دنياهم، بل أوْلى وأكثر!
ثم يتم وضع برنامج عملي لاغتنام الشهر وفضائل العبادات فيه، ولن تتوقف البرامج الحيوية الأخرى، فعمل الوالد وأعمال المنزل والدراسة، وغيرها، كلها برامج مستمرة، لكن لها في رمضان توقيتات مناسبة، وللعبادات توقيتاتها، دون تعارض، ولكن يتعاون أهل البيت فيما بينهم على استثمار أوقاتهم بجدية وإيجابية، وألاّ يكونوا من المغبونين في هذا الشهر العظيم!
ولله درّ رجال يهمس أحدهم في أذن زوجه: "لا أريد زيادة أعباء في البيت ولا اجتهاد في كثرة طعام، ولكن اجتهدي في العبادة وتلاوة القرآن"، وهمسة تشجيعية للأولاد: "سنقلّل أوقات اللهو بعض الشيء، لنستفيد من الشهر في ختم كتاب الله عدة مرات، وأريد أن يتابع بعضنا بعضاً في ذلك". وللصغار الذين لا يتحملون الصيام برنامجهم أيضاً، فيُعوّدون الصيام بقدر ما تتحمله أجسامهم من سويعات قليلة، ويُعانون على ذلك بما يسلّيهم ويؤنسهم، كما في الصحيحين عن الصحابية الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: "كنا نصوّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار" (متفق عليه).
والعجيب أن بيوتاً أخرى كثيرة، على النقيض؛ فتنعكس لديها القضية في رمضان..!
فبدلاً من التعاون على استثمار الأوقات في الطاعات.. تزيد برامج التسوق خارج البيت، وتزدحم الأسواق، وتزيد برامج الطبخ داخل البيت وتزدحم الموائد، وكأن المقصود من الشهر هو كثرة الطعام لا العبادة والصيام!
وبدلا من تقليل أوقات اللهو المباح المشروع.. يُضم إليها اللهو المحرم، وتنتهك حرمة الشهر ومكانته في النفوس بالعكوف على الفضائيات الهابطة، التي يتفنّن شياطين الإنس في ملئها بالمحرمات والمنكرات، إضافة إلى إضاعة الأوقات الكثيرة في الأسواق!
ألا ما أشد غُبن هذه البيوت الضائعة، التي تطوى آجال عامريها، وقد توالت عليهم مواسم الخيرات، دون أن يكون لهم نصيب منها!
وما أشد تفريط الصالحين والصالحات(!) الذين يعلمون عن كثير من هذه البيوت لأقارب وجيران وزملاء.. دون أن يحظوا منهم بالنصيحة والموعظة الحسنة!
أما البيوت التي يشعّ منها نور الطاعة؛ ويضيء ما حولها بالنصيحة والدعوة، فتلك - والله - مصابيح الظلمات، والأوتاد التي يحفظ الله بها الأمة من طغيان المعاصي والأهواء.
وإن بيوتاً هذا حال أهلها في رمضان وغير رمضان.. لمنارات يهتدى بها في مجتمعات المسلمين، وأقرب ما تكون إلى الفوز بصفات عباد الرحمن، كما في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية