اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/kald/25.htm?print_it=1

خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

انتصف رمضان؟ لا تحزن!

خالد عبداللطيف

 
أصبح من الشائع في رمضان سكبُ العبرات، وإبداءُ الأسف والحسرات.. في توقيتات معلومة؛ فإذا مضت العشر الأولى كانت لبعض الناس وقفة أسى، وإذا رحلت العشر الوسطى فلهم أخرى، فإذا تم الشهر كانت الوقفة الكبرى للبكاء على الشهر والأسف لفراقه.
ولا غبار على ذلك مادام سلوكاً فعّالاً؛ يتمثل في اتهام النفس بالتقصير مع حثها في الوقت نفسه على جبر النقص وتدارك الخلل، قال الله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (هود: 114)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها" (صحيح الجامع 97).
لكن أن يكون الواقع هو محطات من التباكي على التفريط المتواصل، الذي أصبح التأسُّف نفسه جزءا منه! فهذا ما لا يليق بالعاقلين الحازمين، ولكن ينبغي أن يكون ذلك دافعاً لإصلاح النفس وإعلاء همتها للّحاق بدرب السابقين بالخيرات، أو مقاربتهم!
وما أحسن أن يكون لرب البيت وقفات من هذا النوع الإيجابي المحمود على مدار الشهر؛ يذكّر أهل بيته فيها بفداحة الغبن في أيام الشهر ولياليه، ويحثهم على تجديد النشاط للطاعات فيما تبقّى من الشهر، ويعينهم على مواجهة ما يعترضهم من عقبات؛ فيكون دليلاً لهم ورائداً في بيت مبارك!
فإذا آنس من ولده فتوراً عالجه برفق وحكمة، أو أحس من ابنته بيأس لفوات الكثير دون عمل كبير أزال عنها تلبيس إبليس، أو لمس من زوجته انشغالاً زائداً عن الحدّ بالمائدة اليومية أعانها ومن في البيت حتى يتوزّع الجهد بينهم، ولا يحرم أحد من الخير والتلاوة والعبادة.
وإن في ذلك لتربية على مجاهدة النفس، وعدم الاستحسار والانقطاع عن الأعمال، ميدانها شهر عظيم حافل بأنواع الطاعات، وقلّما تتوفر فرصة مثله لهذه التربية، التي لا يحسنها إلا من تعلّقت قلوبهم بالجليل سبحانه، وعظُمت رغبتُهم فيما أعده سبحانه لعباده الصالحين مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر..
فإذا انتصف الشهر.. لا تستحسر ولا تحزن، وجاهد نفسك، وانبذ يأسك، وشمّر وأهل بيتك!

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية