صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

فهم النفسيات أولاً..!!

خالد عبداللطيف

 
علامات كثيرة.. للاستفهام، والتعجب، أثارتها نتيجة استطلاع الرأي على موقع "آسية" الذي طرح سؤالاً عن "السمت الغالب على حالك في رمضان"؟! من خلال خيارات خمسة لا يكاد يخرج حال المسلم والمسلمة عنها.. الاجتهاد في العبادة وتلاوة القرآن.. كثرة النوم بالنهار وكثرة الطعام والشراب بالليل.. تكثيف التسوّق والتزاور والمحادثات الهاتفية.. المواظبة على البرامج المسلية عبر الفضائيــــــات.. خلط عمل صالح بآخر سيء.. والحرب سجال!!

ولا شك في أن نتيجة الاستطلاع ليست علمية أو مؤشراً دقيقاً، لكنها على الأقل تفتح ميادين للتأمل والتفكر، والتقاط العبر والفوائد، ومنها في هذا الاستطلاع:
شجاعة المشاركة بالتصويت في بنود لا يمدح صاحبها!! فإن قال قائل: وما يضيره في ذلك وهو لا يصرّح بشخصه؟! قلنا: شجاعته هنا هي في الرغبة في التعبير عن حاله وإنْ لم يعرف، وإحساسه بتقصيره بينه وبين ربه! وإنا لنرجو لمن هذا حالهم أن تكون هذه المبادرة منهم خطوة على درب إصلاح النفوس، كما جاء عن أحد السلف: "إن من صلاح نفسي علمي بفسادها" فهي خطوة مهمة!
كما لوحظ أن التصويت لبندي " الاجتهاد في العبادة" و" خلط عمل صالح بآخر سيء" شبه متقارب؛ وهو ما يدل على نفسيتين: الأولى ذات همة وتحب أن يُقتدى بها؛ إذ احتمال الرياء هنا غير وارد (لعدم معرفة المصوّتين)، وهي نفسية دعوية إيجابية نهديها إلى كثيرين من الصالحات والصالحين الذين يقتصرون على إصلاح أنفسهم دون أن يُعرف لهم كبير تأثير على ألآخرين، في غفلة عن هذا المقام العظيم، الذي هو درب الأنبياء والمصلحين من بعدهم، مقام الدعوة.. {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}!
والنفسية الأخرى: نفسية "النفس اللوّامة" التي تصارع ولا تستسلم للنزوات والأهواء، ولسان حالها كما أخبر المولى عز وجل: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}!
والخلاصة التي تربط ما سبق بعضه ببعض هي أهمية فهم النفسيات، ومعرفة مفاتيح القلوب؛ لمن يريدون النصح والدعوة والإصلاح. فالفقيه أو العاقل - كما قال ابن القيم رحمه الله - ليس من يعرف الخير من الشر! ولكن "من يعرف خير الخيرين وشر الشرّين"!
فعلى رعاة البيوت الراغبين في إصلاح من بداخلها، وإصلاح من حولهم، وسلوك سبيل الحكمة في الدعوة إلى الله.. أن يتسلّحوا بهذا السلاح المهم للغاية؛ حتى توتي دعوتهم أكُلها بإذن ربها.. ألا وهو "فهم النفسيات"!

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية