صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

(العبودية في البيوت8)
ترمومتر الأسرة (واجب الوقت)!

خالد عبداللطيف

 
ترمومتر لكل بيت..!
تحتفظ أغلب الأسر في بيوتها بأداة قياس درجة الحرارة (الترمومتر).. لاستعماله في العوارض الصحية، وخصوصا للصغار عند الشك في ارتفاع حرارتهم؛ لتفادي أخطارها وأضرارها عليهم.
ولا شك أن ذلك يعدّ من وسائل الوقاية والسلامة بإذن الله تعالى؛ لكنّ البيوت - إلى جانب ذلك - تحتاج إلى "ترمومتر" آخر..؛ بل هو الأهم، ترمومتر للوقاية من حر النار يوم القيامة؛ تقاس به حرارة الإيمان وصدق العبودية لله تعالى.. ترمومتر ليس بأداة ترى، ولكنه يستقر في القلوب؛ ويستمد معاييره من الوحي المعصوم!
اختبار دقيق..!
إذا دخلت بيوتا فأردت أن تعرف: هل لدى أهله هذا الترمومتر أم لا؟ فانظر إلى حالهم وقت الأذان:
هل هو تأهب فوري للصلاة وانشغال بالاستعداد لها؛ يليه تبكير إلى المساجد من الرجال، ومبادرة من النساء.. أم تشاغل عنها وتثاقل وتأخير وتسويف؟!
وانظر إلى حالهم في مواسم النفحات ومضاعفة الحسنات؛ كرمضان وعشر ذي الحجة:
هل تتغير أحوالهم، ويكثر انشغالهم بالطاعات، أم تمر عليهم دون فرق بينها وبين سائر الأيام؟!
وانظر إلى سائر أحوالهم في كل أوقاتهم.. في أخلاقهم ومعاملاتهم:
هل يعرفون بلين الجانب عند الغضب، والصبر عند الأذى، والإنفاق في السراء والضراء..
أم بالثأر ممن أغضبهم، والتعدي على من آذاهم، وإمساك اليد وقبضها؟!

سُلَّم الصعود..!
إنه ترمومتر الحياة كلها "واجب الوقت".. ذلكم المقياس الرائع لصدق العبودية، وحرارة الإيمان؛ رجال مؤمنون.. ونساء مؤمنات.. لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة.
ومع ذلك فهم في معاملاتهم وأعمالهم.. كما هم في هذه العبادات؛ ؛ فهم أمناء الأعمال؛ وأتقياء المعاملات، ورياحين المجالس؛ لأنهم علموا أن حياتهم كلها عبادة وعبودية؛ فعملوا بما علموا.
إنهم أناس يشغلهم نظر خالقهم عن نظر الناس.. وإنْ قوبلوا بالصدود؛ لأن سُلَّمُ أولوياتهم يرقى بهم إلى السماء.. فلا تراهم إلا في صعود!

حروف الختام..

إلى من يبحث عن العبودية الكاملة؛ ليتأسى ويسدد ويقارب:
عن الأسود رحمه الله قال: سألت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت:
"كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة" (رواه مسلم والترمذي).
وفي رواية: "يحدثنا ونحدثه ويلاعبنا ونلاعبه فإذا حضرت الصلاة كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه".


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية