صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

من أسرار المودة والرحمة (4)
بيوت بلا حب.. ولكن؟!

خالد عبداللطيف

 
وتبقى الرحمة..!
بعد أن حلّقنا في الحلقات القليلة الماضية مع بعض أسرار المودة والرحمة، وكيف تؤسَّس معالمُ البيت السعيد عليها وبها.. نقف هنا مع بعض الأحوال الحرجة والمنعطفات في طريق العلاقة الزوجية. ومن أهمها وأخطرها أن يتصور أحد الزوجين أو كلاهما أن "المودة والرحمة" غير متحققة بينهما!
والحق أن منْ يتبع الشرع المطهّر ويرضى بحكم الله ويسلّم.. لا يمكن بحال أن يتجرّد من الأمرين كليهما معاَ! فحتى لو انتفت عاطفة الحب (بمعناها القاصر بين الناس!)؛ تبقى عاطفة الرحمة أساساً صالحاَ لبقاء البيت والعلاقة، مع الصبر والاحتساب، وخشية الله وتقواه في حق كل منهما على الآخر، وحق أولادهما عليهما!
نحو نظرة أوسع..!

وفي كلام أئمة التفسير فقه لمن كان له قلب تقي:
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة. ورحمة وهي الرأفة فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها أو لرحمة بها؛ بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك..".
وقال القرطبي رحمه الله تعالى - في بيان المعاني العديدة للمودة والرحمة التي تتجاوز التصورات القاصرة المحدودة -: " قال ابن عباس ومجاهد: المودة الجماع, والرحمة الولد; وقاله الحسن. وقيل: المودة والرحمة: عطف قلوبهم بعضهم على بعض. وقال السدي: المودة: المحبة, والرحمة: الشفقة; وروي معناه عن ابن عباس قال: المودة حب الرجل امرأته. والرحمة: رحمته إياها أن يصيبها بسوء".
وقال أيضاً رحمه الله تعالى - في سياق تفسير الآيات نفسها: "فأعلم الله عز وجل الرجال أن ذلك الموضع (أي موضع الجماع) خلق منهن للرجال, فعليها بذله في كل وقت يدعوها الزوج; فإن منعته فهي ظالمة وفي حرج عظيم; ويكفيك من ذلك ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها". وفي لفظ آخر: "إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح".." انتهى كلامه رحمه الله.

فطرة تطابق الفقه..!
يتبيّن مما سبق أن المعنى الواسع لكل من المودة والرحمة يتجاوز التصورات المحدودة.. التي ينجم عنها المسارعة إلى إعمال معاول الهدم في البيوت!!
والعجيب - ورب الكعبة - أن بعض النساء الأميّات اللاتي يصبرن ويحتسبن أمام بعض الصفات السيئة في أزواجهن - بحكم تربيتهن على عظم حق الزوج وحفظ البيت والرحمة بالأولاد - يضربن أروع الأمثلة، ويبلغن بفطرتهن السويّة ما نص عليه فقه أهل العلم والتفسير. بخلاف جامعيات ومثقفات يطلبن الخلع لأتفه الأسباب!
والله تعالى أعلم بالمفسد من المصلح!

حروف الختام..
وقفات عُمَريَّة تلخّص القضية..
روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك، فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب..!
وقال لرجلٍ أراد أن يطلق زوجته لأنه لا يحبها: ويحك! ألم تبن البيوت إلا على الحب!؟ فأين الرعاية؟ وأين التذمم؟!

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية