اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/hasn/19.htm?print_it=1

بروتوكولات سفهاء صهيون

محمد حسن يوسف

 
تعرضنا في مقال سابق لبعض المفاهيم والأقوال الخاطئة التي تنتشر بيننا، والتي أصبحت من المسلمات التي يصعب تغييرها ما لم تكن إرادتنا قوية لتحقيق ذلك. وقد أرجعنا بعض أسباب تلك المفاهيم والأقوال الخاطئة إلى الترجمة السريعة والمتعجلة التي تتأثر بكتابات الغرب ومفاهيمه، والتي تتعارض بالأساس مع قيمنا ومفاهيمنا.
ومن تلك الأخطاء المنتشرة بيننا، كتاب مترجم للغة العربية، قام بترجمته " الأستاذ / محمد خليفة التونسي "، وأسماه: " بروتوكولات حكماء صهيون ". والناظر في كتاب الله العزيز يعلم خطأ هذه الترجمة، ذلك أن الوصف الذي أطلقه الله سبحانه وتعالى على اليهود، بل وعلى زعمائهم وصفوتهم، هو " السفهاء "، وليس الحكماء!!
يقول الله تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ ] البقرة: 142 [. والسفهاء الذين يقصدهم الله تعالى هم اليهود والمشركون.
كذلك فحينما اختار موسى عليه السلام سبعين رجلا من خيار اليهود، وذهبوا للاعتذار إلى ربهم عما بدر من بني إسرائيل من عبادة العجل، أخذتهم الرجفة والزلزلة الشديدة، فوقف موسى عليه السلام يستعطف ربه ويسأله ألا يهلكهم. فما هو الوصف الذي وصف موسى به قومه؟ لقد قال عنهم: " السفهاء ". يقول تعالى مخبرا عن هذه القصة: ﴿ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ﴾ ] الأعراف: 155 [.
إذن فالأولى أن نعود إلى كتاب الله العزيز الذي بين أيدينا، والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وذلك حين نريد أن نكتب عن أي موضوع، وعلينا ألا ننساق وراء مفاهيم وقيم هي غريبة عنا، لمجرد أن غيرنا يستخدمونها!!
كذلك فمن المفاهيم المخالفة لنصوص القرآن، أن نطلق على الاحتلال الذي وقعت أمتنا في براثنه اسم " الاستعمار ". ذلك أن القرآن حينما تكلم عن الاستعمار، لم يتكلم عنه بنفس ذلك المفهوم. قال تعالى: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ﴾ ] هود: 61 [. وكلمة ﴿ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ بمعنى: جعلكم عماراً تسكنون بها. أما الاحتلال الذي وقع لشعوبنا من قبل المحتلين الغاصبين، فكان هدفه استنزاف موارد بلادنا وخيراتها ونهبها. لذا فإن أدق وصف له هو " الاستخراب " وليس " الاستعمار ".

15 من شعبان عام 1426 من الهجرة ( الموافق في تقويم النصارى 19 من سبتمبر عام 2005 ).
 

محمد حسن يوسف
  • كتب وبحوث
  • مقالات دعوية
  • مقالات اقتصادية
  • كيف تترجم
  • دورة في الترجمة
  • قرأت لك
  • لطائف الكتاب العزيز
  • الصفحة الرئيسية