اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/hamza/68.htm?print_it=1

مُفردات الشيطنة الاجتماعية...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@aboyo2025


مع اتساع الساحة الاجتماعية، بيئةً، وفكراً ودعوة واستثمارا، وسلوكا وإدارة ، وتنافسا، واحتمالها لكل الأطياف والتوجهات الإسلامية المفيدة، إلا أن أطرافا تضيقُ عليها الميادين الفكرية والثقافية والدعوية والشبابية والانتخابية بما رحُبت، وتحاصرها الأرض بما بسطت، فتعمد إلى افتعال الأزمات، وصنع المشكلات، إلى درجة شيطنة أصدقاء المهنة، وأحباب الدعوة، ورفقاء الطريق والمسيرة،،،،! ومع حلول الانتخابات البلدية الثالثة، تشتعل عملية الشيطنة والإقصاء.
والمراد إبعادهم عن المشهد، وتشويههم ، ورميهم بكل نقيصة، حتى يتهموا في نياتهم، والعياذ بالله ...
فقد تسمع :
ماذا أنتجوا ؟!
لا يملك علما ولا فكرا..!
هؤلاء عديمو الإخلاص ..!
جاءوا للشقاق وليس للوفاق..!
ديدنهم الاستحواذ ..!
فيشيعون شبه ذلك، وجله لا أساس له من الصحة، وإنما الظِّنة والوشاية، ونسوا أن (من نم لك نم عليك)، كما قال الحسن البصري رحمه الله .
وما الذي جرهم إلى مثل ذلك السلوك؟
وجعلهم ينزلون منزلا، تعيس الشكل والعاقبة،،،؟!

لا ارتياب أن ثمة أسباب وبواعث، نجلّيها في الآتي :


١/ التقوقع المَقيت : والذي مصلحة التجمع والانتماء والحزب عندهم ، فوق كل اعتبار، وإنما يعظم الإسلام من خلال الحزب المؤدلج وظهوره وتوهجه،! ولا قيمة للمبادئ الشرعية، وقواعد الإلف الإيماني، إذا تجاوزت جهتهم وانتماءهم، واحتضنت الآلاف من المحبين العاملين، والعناصر الفذة المتوقدة.
فمن لم يكن على طريقتهم ومن مسلاخهم، لا يُحفل به، بل ربما عودي وأوذي..!

٢/ الضيق بالخلاف : لانعدام القدرة على الحوار والفهم، فيتعاملون بتسطيح جوانب الاختلاف، وأن الأمر خيار واحد، ومنهج واحد،،! ولهذا إذا خولفوا بدليل سديد، وبرهان أكيد، ضجّوا وتنمروا، وضاقوا من الرجوع والتصحيح،،! وعندهم الإصغاء الأحادي، والانصياع الفردي لمن تقادم أو كبر أو تصدر،،،! ولو افتقد مؤهلات ذلك كله،،،! (( ما أريكم إلا ما أرى )) سورة غافر .

٣/ الاستفراد القيادي : حباً للتصدر والوجاهة والتنفذ ، وتجاهلا لمكانة أناس، وسعة المساحة، وكثرة الرؤى والأفكار،والمؤسسات،،،!
ويذكرك بحال شيخ القبيلة المحدودة، والتي يتقاصر عددها عن المئات ، وكيف يصنع من نفسه شيئا بلا شي،،،؟!
أو رفقة سفر يتسلط عليهم صاحبهم بغير وجه حق...! والآن ظهر في القروبات( مشرف المجموعة )، وتحدثنا عنه في مقال سابق ( ظاهرة الزعامة الواتسية )...

٤/ الاستبداد الدعوي : ولسان حاله ومقاله، نحن هنا، فلا تخطط ولا تفكر، نحن نفكر عنكم، ونكفيكم مؤونة ذلك كله،،،،! والمعنى نلبسكم ونطعمكم كيف ما نشاء...!
وربما شاور شكلياً، واستدل بنصوص المحاورة والتعاون الفكري، ولكنها من باب التزييف، والضحك على الذقون،،،،!
لأنه أول من يخرمها، ولا يحترمها، وكل مراميه للناس متصف بها، وفي القرآن (( أتأمرون الناس بالبر واتسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب )) سورة البقرة .

٥/ النفسية المضطربة : والغاصة بأسقام تنتظر المعالجة، والاهتمام بتزكية النفس وإصلاحها ،،،! إذ قلة الذكر وعمليات التزكية الشرعية، مؤذنة بالتورط في بعض الأمور من الحسد والحنَق والقلق الدائم، وحب الظهور، واعتقاد الفضل على الإخوة،،،! (( ونزعنا ما في صدورهم من غِل إخوانا...)) سورة الحِجر .
وهذه لا تُعالج إلا بالتزكية الشرعية المستدامة...! قال تعالى : (( قد أفلح من زَكَّاهَا، وقد خاب من دَسَّاهَا )) سورة الشمس. وفي الحديث الصحيح (( إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة )).
ولا أسوأ من تدسية الدخَن الداخلي، والسقم النفسي البيني..!
(( ولا تجعل في قلوبنا غلا الذين آمنوا )) سورة الحشر .
وقد قال أبو الطيب :
لهوى النفوس سريرةٌ لا تُعلم// عرَضاً نظرتُ وخِلت أني أسلمُ !

٦/ القناعات المتردية : والمبنية من معلومات منقوصة، أو جهالات متقدمة، ومعتقدات فارغة،(( إنهم ألفوا آباءهم ضالين، فهم على آثارهم يُهرعون )) سورة الصافات. أو مجالس خاوية ، لا تمت للعلم بصلة، أو للفقه بقرابة،،،!
وقد تكون ناشئة من تصورات شخصية محضة، أو تربية حزبية او قبلية مَقيتة، لا تحتكم للعلم ولا مصادره ومنابعه ...! (( إنَّا وجدنا آباءنا على أمة )) سورة الزخرف . أي طريقة فلن نعرض عنها .

٧/ العوَز الشرعي والاستراتيجي : غالبا قلة العلم، جارّة إلى التخبط وسوء التقدير، وإذا انضاف إلى ذاك انعدام الرؤية الدعوية والاستراتيجية المؤسسية، فأنت أمام جهود مبعثرة، وفجوات لا يُستهان بها،،،! من شأنها إغراق السفينة، وتبديد الأوقات والجهود والأموال، وشحن النفوس ....!!

٨/ الضيق بالإبداع : من موسسة ناجحة، وإدارة متقدمة، وشخصيات بارزة، يسخط بها أناس، ويضجر من تأثيرها أقوام، فيفتعلون أزمة، ويشعلون مشكلة،،،! مِدادها التهم وسوء الظن، لتحدث التشويش العام، والتلوث الاجتماعي تجاه ذلك كله...!
شرَقاً من نجاحهم، وحبا لإسقاطهم، ورجاءً لتنكيسهم (( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )) سورة النساء . ... بدون أدنى سبب، سوى حب السيطرة والاستفراد...! والله لا يصلح عمل المفسدين .
إذ التوفيق من الله، والقبول من الباري تعالى، ولكل مجتهد مخلص نصيب وتقدير....! إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا .
ومن مساوئ الشيطنة وآثارها: شرعنة التنازع وتفريق التجانس وشق الوحدة وتبديد الطاقات، وانشراح المنافقين وتقويتهم، وتأليب القلوب، وتراجع الدعوة وانحسار المؤسسة، واشتغال كل فريق بما لا يعنيه، والله المستعان .
والواجب حينئذ إشاعة التسامح والعفو، والصبر والاحتساب ، وكما قال الصديق يوسف عليه السلام (( من بعد أن نزع الشيطان بيني وبين إخوتي )) سورة يوسف .

إضاءة/ قالوا : لا يخلو السيد من ودود يمدح ، وحسود يقدح..!
١٤٣٦/١١/١٥

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية