اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/hamza/362.htm?print_it=1

ورقات رمضانية..!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


ورقات رمضانية..!(١)
من الذاكرة...!
التعرفُ على رمضان..!


من الماضي المؤنس الجميل... من أحاديث الذاكرة العابق...
ومن ذهبيات المرحلة العطرة..
أرويها وأستذكرها....
وأبثها وأحكيها...
وأشم حسنها وعبيرَها....
وكلما اشتقت واستحضرتها .. يُخالطُني الأسف، ويَهزّني الشوق،، ولا أدري هل هو منالطفولة وبراءتها، أو رمضان ووبيص أسراره وجمالياته..؟.!
يا لهفَ روحي على دهر ورونقهِ... ما أجملَ الصفو في أيامهِ الغُرَرِ
إني تذكرتُ أنساما وعازفها ...كيف الوصولُ إلى ما كان في الصغرِ؟!

وفي بدايات الصبا والتعرف على الحياة، سمع "اسم رمضان"، .. لم أفهم، كما كان يقال.... غداً عيد...،!
أو جاء الحج.....
لا تدري ما يقصد الكبار،،،!
ولكن من حين دخل..... رأيت فرحةَ الناس،،،،! وتغير طعامهم،،،،!
واختلف نومهم،،،.!
ولم تَر لا إفطاراً .. ولا غداء،،، على الوضع الشعباني السابق،،،،!
إذن هنالك شيء تغير،،،،،!
وتقدم لك الوالدة، شيئا من المعلبات،،،،!
أو ترى بقايا سحور أول ليلة،،،،،!
واستيقظنا والكل نائم...!
هدوء في المنزل...!
ومَواتٌ في الشوارع....!
تخرج إلى البقالات ،،،. لا تشاهدُ أحدًا .... وحتى البقالات مقفلة،،،،.!
قد غُلِّقت تلك الربوعُ وهالنا... نومُ الجميع وهجعةُ الدكانِ..!

ومن الثامنة والنصف صباحا أرى صديق الحارة أو جارنا،،،، فيقول هذا رمضان....!
ايش المعنى...!؟
قال : لا أحد يفتح الآن.....!
أنت صائم...؟!
والمقصد....؟!
يعني ما تأكل إلا المغرب....!
وتشعر بالطبع بصعوبة ذلك على طفل خمس ... وَست سنوات...!
فتخالطك الكآبة،،،،!
والأجواء في تهامة تلك الحقبة حارة ...!
ولا يَعزفُ في جوانحك الفرح ، إلا مع أذان المغرب،،،
وقبل المغرب...
تحس بحركة في البيت، وتسمع جلَبة الكرتونات، وأطعمة أشكال وألوان، وأشياء لمنعرفها من قبل،،،،،،،!
ويأذنون انا بقطع من السمبوسة الرمضانية مع مشروب....!!
هكذا رمضان،،،! إذن سيحبه الجميع...
ويدخل الوالد بكرتون كبير ....محمل بالفاكهة والأطعمة.... والسمبوسة،،، وطلبات رمضان... فيتجدد الفرح عند الطفل....!
وقبل انطلاقة الأذان بنصف ساعة تُمد سفرة متوسطة الحجم عليها ما يَطيب ويزينويغري،،،،،!
وقالوا هذا رمضان،،،،،!
فطورنا كل يوم هذه الساعة يا حمزة، وَيَا فلان،،،، ولا أحد يخالف النظام،،،،،!
وسيشتري والدهم كراتين مخصوصة لأطفال المنزل، متى يستيقظون يأكلون،،،،،!
والسحور لا يدركه أكثرهم،،،،!
والحياة صعبة الصوم،،،، فلا كهرباء، ولا ماء بارد ... ولا ثلاجات... أو مطاعم فاخرات،،،،!
ولكنّ الجميع صائم،،،
ومخبت،،،،، ومسلّم لأمر الله تعالى ،،،!
وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على عمق تدين الناس، وخضوعهم لأركان الإسلام بلاتضايق أو تفلت...!
وأما جيل الأطفال فيتعسر صومهم، ويصبحون باحثين عن الطعام، ونستذكر أننا نأخذطعام البارحة ونسخنه ثم نأكله، وهذا إذا لم تقم الوالدة بذلك،،،! ونجد عيشا بائتاوأحيانا متغيرا، ولاستعماله تكفينا فتوى الوالدة،،، فإن قالت كلوه، استطبناه .. وكانصالحا للاستعمال ...
ومع الظروف والمعاناة التي تتغشى أكثرنا، إلا إن الفرحة غالبة، والاستمتاع ظاهر،وتلحظ التغيير في المنازل والمساجد والأرواح، وهي كافية في إشعار الطفل، بأن ثمةضيف قد حل، وها نحن نهتم به وننشغل...
وبرغم صعوبات العيش وانعدام الكهرباء حينها.. إلا أننا لم ندرك الفقر القديم الذيعايشه الآباء، وربما أننا جئنا في ختامه، والموائد تعلوها أطباق متنوعة فلله الحمدوالمنة.... وفي الوقت الراهن توسع وإسراف مبالغ فيه .
والله المستعان .
 



ورقات رمضانية (٢)
استطعامُ حلاوة رمضان..!
 

من حينما عرفنا الصيامَ استطعمنا حلاوةَ الشهر، وشمَمنا رائحة السعادة، وبتنا به فيسرور ٍغامر...!
كنّا عاجزين عن تفسيره...
وأسألُ عن جمال الوصلِ فيها// فما أدري السؤالَ ولا الجوابا

أنسٌ عجيب...
لذاذةٌ داخلية...
طعام شهي....
مساجد مستنيرة...
وتراويح خلابة...
وبرغم بساطة الحياة كما أذكر في (التسعينيات الهجرية) ، إلا أن المتعة حاضرة، وتآلفالناس مشهود ..!
وفي الناس حبٌ قد أشعَّ وطيبُ// وفيهم ودادٌ عامرٌ وخصيبُ

ومساجدنا بلا كهرباء،، والمستعمل سراج (الاتريك)، كما يسمى،،! وبعضهم فوانيس،ولكنها ليست المصرية حاليا،،،،،، ذات الزينة والبهجة ، بل فوانيس تشحن بالجاز...!
فتشتعل موقدة لنا طريقنا، ومخففة عناء الظلام...!
وفي المسجد ظلمةٌ تخترقها عناقيد الضياء الفانوسي، فتذهب بؤسها، وتصلي في أجواءمختلطة....
وتلكم الفوانيس جاء بها المؤذن، أو تصدق بها فلان.....!
وكنا نجتمعُ مع أطفال الحارة في غالب الأوقات، لا سيما بعد العصر والإفطار،، وقليلا بعدالتراويح ، حيث انعدام النور،،،!
وبعد مدة ظهرت "مواتير الكهرباء"، وأمسى كل منزل وله لمبة خارجية، وقد أتاحت فرصةاللقاء اليومي، والتجمع على بعض الألعاب،،،،!
والمهم أن الجميع في نهر من السعادة دفاق،،!
غالبنا مفطرون، ولا يستطيع الصيام... للحر الشديد، والوهج القاتل، فكان رمضان له مناسمه معنى، فهو يرمض ويشتعل اشتعالا ، حرارة وتعبا وإنهاكا،،،!
وقد قيل إنه سُمي بسبب ذلك..،!
وكنت أشاهد إخوتي الكبار، وقد أغرقوا الفُرش بالماء تبليلا وترويحا، ليتمكنوا منالصوم،،،!
ونحن نمسك بالكاد إلى ٨ أو ٩ ، ثم سرعان ما نفطر،،،!
وبصرتُ رمْضانَ القديمَ فلم أرَ...إلا فراشًا بُلّ بالأمواهِ
الشمسُ حارقةٌ وجلُّ لهيبها... في الصوم والجوع الشديد الطاهي

ويتحايل كثيرون على التعب بالنوم إلى الظهر مثلا، ليتم استكمال اليوم،،،،!
وأستذكرُ( مدفع رمضان ) موضوعا كعلامة للإفطار، على سفح جبل، وكنا نسمعه قبلمكبرات الصوت، وكانت قليلة والمساجد قليلة أيضا،،، وتفتح النوافذ، ويصعد الصغارليسمعوا المدفع، ويصيح صائحهم،،،، دفّع،،، دفع،، والمعنى حان الإفطار،،،،! ثم اختفىفي التسعينيات ولا أذكره بعد ذاك، والتجأ الناس بعد ذلك للأذان، وبات علامة لكل البلاد،وأظنه تُرك
في سائر مناطق المملكة...
وكانت المدافعُ عُرفت قديما للإفطار من (العهد المملوكي) واستُعملت في مصر سنة( ٨٦٥ )للهجرة ، ثم انتشرت في باقي الأقطار .
وكان كل يوم رمضاني فانوس سعادة مضيء، يوقده الصيام، والفطر والصلاة، وتلاوةالقرآن، وتحابّ الجيران، قال تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة )) سورة الحجرات .
وأول تراويح في رمضان كان لها صوت وجلَبة،،، غدا رمضان،،،، بكرة صيام،،،،
وعلى ذكر المدفع تساءل بعض المثقفين ... لماذا غاب عن مظاهر رمضان الجميلة،،،والمسحراتي،،، من يوقظ الناس للسحور،،، وفوانيس الزينة،،،، لا سيما مناطق الحجازوما جاورها...؟!
وقد كانت عادات مستطابة ، ولعلنا نعود مرة أخرى،،، وإلى اللقاء،،،،،
 



ورقات رمضانية (٣)
الفرار ُمن السَّموم..!


لم يكن الأطفالُ يستطيعون الصيام في زمن فائت،،، حر شديد، ومعاناة قاتلة، وكهرباءمنعدم،،،
فالجو قيظٌ وحامَت فوقه الحِممُ// ثم السمومُ لنا بيتٌ ومُلتزَمُ

وأظن مولدات الكهرباء لم تأت بعد،،،،!
فما الحل،،،؟!
الكبار يتحاملون على أنفسهم، وما عداهم يلتمسون مكانا آخر، فظهرت الرحلة إلى(أبها)، واستطعام البراد والنسيم والنعيم،،،!
فمن كان موسرا أو لديه فضل مال، استأجر شقة في أبها البهاء، ومولد الراحة والهناء،،،
أجواء عكسية لتهامة،،،،،!
لا ترى قَيظا،،،،، ولا تلامس حرا،،،
بل نستدفئ آخر الليل بالبطانيات،،،
وأجواء فاتنة مبهجة،،،!
وفي "أبها" تدلى كلُّ عشقٍ... وصرنا في الحدائقِ والحنينِ
معالمها نوافرُ بازغاتٌ...تهل من المعين إلى المعينِ

وتيقنا حينها أننا في تهامة منكوبون، وإخواننا في السراة، في عز ورخاء، وعيشةوهناء،،!
وصمنا من أول يوم،،،، بلا تعب ولا ألم،،،،،
أو عطش يُهيج معدتك،،،،!
البطن ساكن، والجوع رابض، والنفس مسرورة،،،،!
يا للعجب،،،، كذا صيام أبها،،،، من أين لهم ذلك،،،؟!
ولماذا لا نكون هنا من زمان،،،،؟!
وسكنا في (حي اليمانية) فكانت يُمنا علينا،،، هدوءا واستقرارا،،،،
وبهجةً وأنسا ،،،
فلله أيامّ تقضَّت حميدةً// بقربك واللذات في المنزل الرحبِ
واذ أنت في عيني ألذّ من الكرى// وأشهى إلى قلبي من البارد العذبِ
فلهفي على ذاك الزمان الذي غدت// عليه دموعُ العين دائمةَ السكبِ
كان ذلك سنة(١٤٠٢) تقريبا العام الذي توفي فيه الملك خالد رحمه الله، صعدنا من أواخرشعبان لنجلس هنالك شهرين متتابعين، رمضان وشوال،،،،!
فيا لله لا توصف السعادة، وقد نأينا عن المتاعب، واستطعمنا النسيم المورق، بمنائرالسعد المتدفق في ليالي الوصل الباهر،،،!
وأذكر صمتُ (تسعة أيام) ما أحب أن لي بها حُمْر النَّعم،،،،!
مسرور بها غاية السرور،،،!
وخالطني الاعتزاز،،،،
وأحسست أنني انتصرت في معركة مع الطعام، لم نستطعها في محايل،،،،!
وتسعةُ الصومِ لا أنسى حلاوتَها...مثلَ الجمال الذي في قلبيَ ارتسما..!

وصار كل من زارنا من الأقارب،،،
يسأل،،،،فلان صائم،،،؟!
فيقال : نعم تسعة أيام،،،،!
فيثني ويشكر،،،،! فأنظر لذلك كثيرا كثيرا ...!
كان أول صعود له إلى مدينة ساحرة حديثة" كأبها " تعجب من بيوتها ونسماتها وجوهاالفاتن... الطقس بارد، والماء بارد، والأرضية في المنزل باردة....
ولم يكن يصدق ذلك..... لا سيما وهم خارجون من قيظ شديد، وسموم قاتل...!!
ونزلنا محايل بعدها، وصرنا نتحدث بها كل ما جاء ذكر رمضان،،،،!
وهي من أسئلة الطفولة،،،،!!
ويسّر الله لنا صلاة التراويح مع مساجد مبهجة، تعلمتها معهم، وواظبت عليها من بينإخوتي، وكان الوالد يصحبني معه، ثم غادرنا بسبب عمله في المستشفى، وصرت شبهمواظب يومي معهم، حتى صار كبار الحي يسألوننا من أين أنتم،،،؟!
ومن الطرائف أنه فاتتني ليلة، ربما ذهبنا إلى السوق، وأذكر أنني قضيتها ثلاث عشرةركعة، كما كان شيخنا يصلي لنا.....! وظنيت وجوبها،،،،،ههههه
وهذا من بركات غرس الطفولة....
ذكريات رائعة، لا تكاد تُنسى، وزارنا أخوالنا من جدة، فطابت الجلسة، وزادونا أنسا علىأنسنا، وصنعوا رحلات شبه يومية بعد العيد، واندمجنا مع جدول الحجازيينوترويحاتهم....
وتقبل الله من الجميع،،،،،،
 



ورقات رمضانية (٤)
مظاهرُ التدين ..!


ما إن يُعلن رمضان، إلا وتأخذنا البهجة، وتلفّنا السعادة من كل مكان، ويحتشدُ أهلُ الحيصغارهم وكبارهم في المغرب ثم التراويح،،،،!
وفي رمضانَ يحتشدُ الجميعُ// وتلقى ما يَطيبُ وما يَضوعُ
سرورٌ بالغ وندىً وحبٌ// وأنغام لها طرِب الربيعُ

طبعا الأمور متواضعة في محايل تلك المدة،،، فالمسجد شعبي والكهرباء معدومة،،،!
وأذكر أول من صلى بِنَا الشيخ الوالد علي الشقيقي رحمه الله، في مسجد الوالد أحمد بنعلي الألمعي ،،،!
مساحة ضيقة للصلاة، وضوء نار منكسر، والذي يشدنا تآلف الناس وتجمعهم فيالتراويح ،،،!
والمواعظ قليلة، والدعوة ضعيفة، ثم تدرج الأمر، وبات رمضان يأتي مع بدايات الدعوة ،فرأينا العباد والقراء يتأخرون في المساجد، ثم ما لبث الأمر، أن صارت المساجد بالبنيانالمسلح، وصلينا بعد ذلك في جامع الملك عبد العزيز ونحن صغار (بحي الربوع)، وإمامهالشيخ الوالد علي أبو سراح وفقه الله، والوالد الشيخ أحمد بن سالم رحمه الله، وكانوايتناوبون علينا، ونصعد التراويح على سطح المسجد لضعف الكهرباء ،،،!
وأذكر كثيرا ما كان يقرأ الشيخ أحمد بن سالم (سورة الفتح) ويكررها،،،،،!
وكان لسطح المسجد جمالٌ بالتراويح، ومذاق خاص، حيث هدأة الليل، وبهجة الصيام،وتراتيل القرآن،،،،، وطبعا بالفانوس المزهر، بمعاني الحب والتواضع والإصرار.....
وفانوسُ الصلاة له معاني// وقد طابت به أحلا الأماني
ذكرتُ شعاعَه فذكرت شكلاً// من الترتيل والسبع المثاني

وكنا نتجمعُ في "حي الربوع التاريخي" للأنس والمسامرة ،.،!
وباعة البطاطس والألعاب تحفنا...!
ثم تدفقت الدعوة والدعاة والوعاظ... وذاع شريطها، ومنشوراتها ... وضربت راياتها فيكل مكان، فبزغت أنوارها، وتوهجت جحافلها ، وبات رمضان حديثاً للعباد من الشبابالطاهر، والمتعزز بالإسلام وشرائعه ، فتشاهد القرّاء، واجتماع التراويح الخصيب، وكتبدروس رمضان البهية وبلحن وعظي وهاج، يستنفر الهمم لاستثمار الشهر والجود فيه،ونفع الناس، والبذل للمسلمين في نكباتهم...!
وشعت الأحياء بالمحاضرات والدروس، وبدأت معالم الجهل تنقرض بفضل العلم والشريطالإسلامي، والذي غزا كل الأماكن ومنح الدعوة حضورا .... طبق كل الآفاق، فتحسنتالعبادة، وصح السلوك، وسادت السنن.....
ولا زلت أذكر ترنيمات الشيخ علي أبو سراح بمجالس رمضان للعلامة ابن عثيمين، كلعصر ،،، فنجلس للإصغاء مع العجائز وكبار السن... ثم نفتح المصاحف قليلا.... وعقيبهانجتمع نختبر صومنا....!
وقبلها فيما أذكر كان التلفاز هو السائد ببرامجه وفوازيره، وكان باللون الأسود والأبيض،وكانت جذابة للأطفال، ولا يوجد متعة سواها،،،
ومسلسلات ومسابقات ترفيهية،،،،! وبعد المغرب مباشرة برنامج ( على مائدة الإفطار )للشيخ العلامة الأديب الطنطاوي رحمه الله...
وتظهر لرمضان أكلات خاصة، يفضلها الناس " كالشوربة والسمبوسة " وشبهها، ولكننالم نكن نر الجمعيات ولا سُفر الصائمين ، ولا دروس العلماء، وسطوع المساجد ،،! والآنالأوضاع تغيرت ...وامتن الباري علينا بمنن كثيرة ، وتطورت الحياة، فلله الحمد والمنة (وإن تعدوا نعمة الله لا تُحصوها ) سورة إبراهيم .
وصار رمضاننا يتسم باعتدال التراويح، ودرس العصر الثابت، واستثمار الشهر في نشرالسنن وبيان المخالفات،،،! بمعنى صيرورته شهرا دعويا وموسما للنصح والإفادة ...!
ولغة الأطفال آنذاك ،،، هذا الشيء يفطّر أو لا...؟!
ونسمع (فُتّحت أبواب الجنة،،،) ولا نعي مراده،،،،!
وأما الجملة الأخرى ( وسلسلت الشياطين ) فنفهمها أن شروره تقل بسب ربط الشياطينالحقيقي ،،،!
ويخيل إلينا ونحن صغار، أن طيف السرور ملتف برمضان، يكسبه إشراقا ورحمةوبهاء،،،!
ونتمازح مع بعضنا.... الشياطين مسلسلة.... وفلان لا.... لم يتعظ برمضان،،،، ولا انزجرفيه وتلطف.....!!
ولم يختفِ ذلك الطيف، ولا زال معنا وقد كبِرنا، ويتسع ويضعف بحسب توفيق الله للعبدومسارعته في القربات،،،، والله الموفق...
 



ورقات رمضانية (٥)...!
الدراسة في رمضان،،!


كان إخوتنا والجيل السابق لنا يذكرون أنهم درسوا في رمضان ، واصطلوا بحرارةالصيام والجوع .... واندهشنا من ذلك...
حتى وقع ما يُراد، وكانت الساعة ، وصدر قرار الدراسة ويذكر أنه في الصف الأولالثانوي...سنة ١٤٠٧هـ
وكان الحضور رائعا، ويتذكر أن الدوام كان من ٩ التاسعة تقريبا، والخروج ٢ والنصفوقبيل العصر، وكانت الأجواء ممتعة، والقاعات مكيفة، ولم تقع متعبة ولا مشكلة...!
إلا أن شقاوة المراهقة حملت بعضنا على الخروج بعيد الصلاة - أعني الظهر- يوميا،واكتمل العقد ١٥ عشر يوما .
كان الطلاب في قمة الصبر والشرح والاستعداد، وترى المصاحف بين الحصص،والشروحات مخففة، وأذكر أن "أستاذَ التعبير " قرر أن يكون الموضوع( فضائل رمضان )فطابَ الكلامُ، وانشرح القلم، وهطلت الأمطار ذلك الموسم، وكان رمضان قد خف تلكم المدة،وتلاشت رمضاؤه ، فخرجنا مسرورين... علما أننا نسير على الأقدام، ولم نملك سياراتبعد....
إلا أن المتعة غالبة، والسرور واصب، والحياة مشرقةٌ، وقد أنبتت من كل زوجٍ بهيج .
واستمر معنا قرار الدراسة إلى الجامعة فيما أذكر لعدة سنوات ... ثم ألغي بعد ذلك مدة،وأعيد لاحقا، وقد حصل فيه الجدل كثيرا، وكان دائما تراعى فيه العشر الأواخر الذهبيات،فلا همٌ ولا دراسة، وتفرغ للعبادة والاعتكاف...!
على أن بعضنا يقضيها استعدادا للعيد وجمالياته والركض للأسواق..!
وهذه من الأخطاء الشائعة في رمضان.... !!
المهم أننا لم نجد مشكلة مع الدراسة في رمضان ، خلافا للأجيال السابقة، التي تعلمتنائيةً عن الكهرباء والتكييف... وقاست العناء والمتاعب،،،، فقد أضحت الحياة مختلفة،وامتن الباري بمنن ونعم، هونت الصعب، وألانت المشاق، وهدهدت الرزايا، والحمد لله أولاوآخراً ...

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية