اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/hamza/338.htm?print_it=1

سيرٌ مختصرة لعبر مزدهرة..(٧)..!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه والتابعين .. أما بعد:

فكلما حاولت الانفكاك عن سير الأئمة، وأخبار المشيخة الأجلة، وقلت لها: كفى، وانقضى، وانتهى...! برزت لنا في مناظرها الباهية، وزخارفها الزاهية، تنادي كلَّ ذي عقل، وتسحر كل ذي لب، وتستوقف النبيل، وتجذب الحكيم ، فرأيتُ أن تتوالى السير، وتضوع الحِكم، وتترامى العبارات ، فكم فيها من موعظة، وكم فيها من معتَبر، يضئ لنا الطريق، ويرسم لنا المنهاج، ويشحذ الهمم( أولئك الذين هدى الله فبهداهمُ اقتده )
جمالَ ذي الأرض كانوا في الحياة وهم... بعد الممات جمالُ الكتب والسيرِ
فقد طابت بهم الأوراق، وزانت لهم القراطيس، وتعطّرت بهم الكلمات، فكيف نُغفل آثارهم ، أو نتجاهل غراسهم ، فإليكها حلوةً مسطورة، ومعاني مبرورة، وقلائد منثورة، والحمد لله أولا وآخراً ، إليه المنتهى والمآب ..
والسلام ...!
١٤٤١/٣/٢٠هـ


***


الفاروق وفقه الأمور : قال رضي الله عنه :( ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر، ولكنه الذي يعرف خير الشرّين ). لأن ثمة تداخلات في المسائل والأشياء تحتاج إلى فقه الفقه، وتمييز الأمور، وحُسن الإدارة والانتقاء .

الفُضيل وأطيب هدية : قال رحمه الله:( نِعمت الهديةُ الكلمة الطيبة من الحكمة، يحفظها الرجل حتى يُلقيها إلى أخيه ) . وقد طابت لما فيها من الخير، وروائع الحكمة، ومزاهير الثناء والإفادة، وينابيع الحب والشفقة .

أحمد وغذاء طالب العلم: قال رحمه الله وقد بات عنده طالب علم ولَم يقم الليل :( سبحان الله، رجلٌ يطلب العِلم لا يكون له وِردٌ من الليل )! . لأنه علامة الإخلاص، والتوفيق في البلاغ والسداد، والمعين في المهام والأعباء .

ابن تيمية ودواء صلاح الظاهر: قال رحمه الله:( إذا حسُنت السرائر أصلح الله الظواهر ) . لأن في السرائر القلب المستولي على الجوارح بما يوضع فيه من خيرات وأعمال قلبية تزكيه وتنقيه، فينعكس نقاؤه على خارجه، فيطيب ذكر الإنسان .

ابن القيم وحمل الصدق: قال رحمه الله :( حملُ الصدق كحمل الجبال الرواسي، لا يُطيقه إلا أصحاب العزائم ) . والسبب امتحانات الحياة التي تجعله يؤثر الصدق على الكذب والخداع والديار والتزييف، ويؤثر الآخرة على الدنيا الدنية، والزهرة الرضية.

السباعي وشر أنواع الفقر: قال رحمه الله:( شرُّ أنواع الفقر أربعة: الفقر في الدين، والفقر في العقل، والفقر في الصبر، والفقر في المروءة ) .

وكيع بن الجراح ودواء الحفظ: قال رحمه الله :( ترك المعاصي، ما جربتُ مثله في الحفظ ) لأنها حجاب دون العقل، وكُدرة للنفس، ومذهبة للبركة، وتزيد في التبعات والحسرات .

مالك وجُنة العالم: قال رحمه الله:( جُنة العالم "لا أدري" فإذا أغفلها أصيبت مَقاتله ). لأنها اعتراف وافتقار، وتواضع وتلاين، وإيمان بسعة العلم وطوله، وأن المخلوق قاصر، والإله كامل، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا .

أيوب السَّختياني وحقيقة التواضع : قال رحمه الله:( إنَّ قومًا يريدون أن يرتقوا ، ويأبى الله إلا أن يضعَهم ، وآخرين يريدون أن يتواضعوا ويأبى الله إلا أنْ يرفعَهم )! . فالرفعة والعلو مردها إلى الله، والمحك سلامة النية وصوابها .

ابن القيم ونهاية البخيل الجاثم: قال رحمه الله مبينا نهاية موسر بخيل في الطاعات، معرض عن الصدقات :( من رغب عن إنفاق مالِه في طاعة الله ابتُلي بإنفاقه لغير الله وهو راغم ). وهذا يكاد حقيقة واقعة، أن من لم يؤد الزكاة وقع في الشهوات، ومن منعه وجوه الخير، صبّه في مراتع الهوى والضياع ، والله المستعان .

أبو قِلابة ومكانة العلماء: قال رحمه الله:( مثَلُ العلماء كمثل النجوم، إذا توارت تردّدوا في الحَيرة ). وهذا من أصدق التعابير في وصف أهل العلم، وأنهم مصابيح الأرض كما النجوم مصابيح السماء ، نفعا ونورا واهتداء .

الحسن والتزامات طالب العلم : قال رحمه الله:( قد كان الرجل يطلب العلم، فلا يلبث أن يُرى ذلك في خشيته، وهديه، ولسانه، وبصره، وبرِّه ). لأن العلم مورق مشع، وباعث يانع، وإذا لم تشرق شمسه على سلوك صاحبه ، فما أفلح ولا أنجح ..!

الذهبي والمنهجية مع الفتن:( إذا وقعت الفِتَن؛ فَتَمَسَّك بالسُنّة ، والزم الصَمت ، ولا تَخُض فيما لا يعنيك ، وما أشكَلَ عليك فرده إلى الله ورسوله ، وقف وقل : الله أعلم ). وهذا من أحسن الكلام في التعامل مع الفتنة، لا سيما وقد أرشد إلى المنهج الحق من لزوم السنة، والصمت ، خلافا لمن استشرفها، وطار فيها .

الغزالي والوجه والقلب: قال رحمه الله :( عَجباً لمن يَهتمُّ بوجهه الذي هو مَحلُّ نَظر الخلق ، ولا يَهتمُّ بقلبه الذي هو مَحلُّ نَظر الخالق سبحانه ) . وهذه من أخطائنا التربوية، نصلح الظاهر، وليس المخابر، نهتم بالشكل ونهمل المضمون، الذي هو القلب وصلاحه وتزكيته .

الفاروق والاصطفاء الإلهي بالعلم: قال رضي الله عنه :( إن العلم ليس عن حداثة السِّنِّ ، ولا قِدَمِه، ولكنَّ الله تعالى يضعه حيث يشاء ). ومراده عدم نسيان توفيق الله ، والتعويل على الآلات والزمن، لأن الله هو العليم الحكيم، يعطي ويمنع، لا راد لأمره، ولا معقب لحكمه تبارك وتعالى .

إسحاق وفقه الباطل: قال رحمه الله:( لا يهولنّك الباطل، فإن للباطل جولةً ثم يتلاشى ). وترى فيه هزيمته، ويبدو سقوطه، والجوهر الصبر وعدم التضعضع .

ابن سعدي ونهاية ذهاب الدين: قال رحمه الله:( إذا ذهب الدين ، فبأي شيء تفرح ، وإذا خسرتَ الأخلاق الفاضلة فبأي سلعة تربح ). فلا قيمة لنا من دون دين ولا أخلاق، فالفرح والربح مرتبطان بهما .

ابن الجوزي وفضل الأدلة : قال رحمه الله : ( طريق التوحيد والعلم بالآخرة لا يُدرك بالحسِّ وإنما يُعرف بالدليل والعلماء هم الأدلاّء فإذا فُقدوا ضلَّ السالك ). وهذا تأكيد على فضل العلم والنص، وأنها طريق النور والفلاح ، وبدونها المرء في حيرة وتخبط .

السكندري والعلم النافع : قال رحمه الله: ( العلم النافع هو الذي ينبسط في الصدر شعاعه وينكشف عن القلب قناعه ). فينتج عنه الفتوحات والعجائب والاستنباطات النادرة .

الفاروق وبركات الأعمال: قال رضي الله عنه:( من بورك له في شيء فليلــزمــــه ) قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : " هذه كلمة عجيبة لو توزن بالذهب لوزنته ، يعني إذا عمل الإنسان عملاً ورأى فيه البركة والثمرة فليلزمه ".

حذيفة وضابط الافتتان : سُئل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: ( متى يعلم المرء أنه فتن ؟ قال: إن كان مايراه بالأمس حراما، أصبح اليوم حلالا فليعلم أنه فُتن ) ..! ولذلك وجب سؤال الله الثبات والحرص على العلم الصحيح، والتباعد عن أهل الأهواء ...!

ابن حبان رحمه الله وأشد الجوارح : ( فليس من الجوارح شيءٌ أعظم أجراً من اللسان إذا أطاع ، ولا أعظمَ منه ذنباً إذا عصَى ) . فهو سلطان الأعضاء ، وباعثها إلى الخير، أو إلى الشر

الأمين الشنقيطي وشرف المرأة : قال رحمه الله:( والمرْأةُ إذا ضاع شرفُها وفضيلتها ، فبطن الأرض خيرٌ لها مِنْ ظَهْرِهَا ) . لأن ضياع الشرف سبب للانحراف، وتسلط الذئاب عليها، ولا قيمة للحياة بعد ذلك ...

الحسن وميدان التنافس : قال رحمه الله:( ﺇﺫا ﺭﺃﻳﺖ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﻨﺎﻓﺴﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻓﻨﺎﻓﺴﻬﻢ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ فإن دنياهم ﺗﺬهب ، والآخرة تبقى ). لأن الآخرة هيالتجارة الرابحة .

الأوزاعي والثغرة الإسلامية : قال رحمه الله:( كان يقال : ما من مسلم، إلا وهو قائم على ثغرة من ثغر الإسلام ، فمن استطاع ألا يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ) . وهذا معنى جميل لو استشعره كل مسلم لتضاعف العمل للاسلام، ولَم تلقَ اللوم على جهة او شخصيات معينة ..! فكل عليه مسؤولية، وكل عليه واجبات .

عمر بن عبد العزيز وعاقبة العمل بلا علم: قال رحمه الله:( ‏مَن عمل على غير علمٍ، كان ما يُفسد أكثر مما يُصلِح ). لأنه مقود حينها بالجهل، ويحركه الهوى وليس العلم والهدى .

بلال بن سعد والولاية المصنوعة : قال رحمه الله :( لا تكن ولياً لله في العلانية، وعدوه في السريرة ). وهي صورة من صور الرياء والنفاق الاجتماعي، وإذا خلا لنفسه تبسط وتوسع، وأضاع وسوف، عياذا بالله من ذلك...!

محمدٌ الأسلمي والثلاثون قارئا ليلاً : قال رحمه الله:( وقال محمد بن علي الأسلمي: قمت ليلة سَحراً لآخذ النوبة على ابن الأَخْرَمِ ، فوجدت قد سبقني ثلاثون قارئاً ولم تدركني النوبة إلى العصر ). فانظر منهم همما في الليل، وتزاحما في وقت الراحة، وعجائب في هدأة الليل...!

الشافعي ومفاتيح القلب: قال رحمه الله:( من أحب أن يُفتح الله له قلبه أو ينوره،‏ فعليه بترك الكلام فيما لا يعنيه، وترك الذنوب واجتناب المعاصي ..) وفي ذلك دليل على فضل الصمت، وترك الكلام فيما لا ينفع، وأنه سبب للنور والانشراح .

الحسن اللؤلؤي ومرافقة الكتَاب : قال رحمه الله:( غبّرتُ أربعينَ عاما ، ما قِلْتُ ، ولا بِتُّ ، ولا اتكأتُ ، إلا والكتابُ موضوعٌ على صدري ) وهذا علامة الجد والتهمم العلمي، ولو حملَ طلابنا هم العلم بهذه الطريقة لأنجحوا وأفلحوا..!

الرازي وفن إدارة العلم :قال الحَافِظ مُحَمَّد بنُ إِدْرِيس الرَّازِي رحمه الله : ( أكتب أحسنَ ما تسمع ، واحفظ أحسن ما تكتب ، وذاكر بأحسن ما تحفظ).

البشير الإبراهيمي والقيم المهدرة : قال رحمه الله:( ما قيمة الشباب، ما قيمة الكهولة، ما قيمة المشيب؟ إذا لم تُنفق دقائقُه في تحصيل علم ، ونصر حقيقة ، ونشر لغة ونفع أمة وخدمة وطن ) . والمعنى مسابقة الساعات، وملؤها بمعالي الأمور .

ابن المسيّب وفقه عيوب الناس : قال رحمه الله:( ليس من عالمٍ ولا شريف ولا ذي فضل، إلا وفيه عيب ، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تُذكر عيوبُه، ومن كان فضلُه أكثرَ من نقصه ، ذهب نقصه لفضله ) .وهذه قاعدة نفيسة في النقد والتقويم ، وتحقق العدل ، وتحفظ حقوق الخلائق .

ابن عثيمين والطريق لفهم القرآن : قال رحمه الله:( من طهر قلبه من المعاصي كان أفهم للقرآن وأن من تنجس بالمعاصي كان أبعد فهماً عن القرآن ). لأن المعاصي غشاوة تحول دون الفهم والاستيعاب .

ابن عبد البَرّ واقل أعمال الخير: قال رحمه الله:( لا ينبغي للعاقل المؤمن، أن يحتقر شيئاً من أعمال البِرِّ ؛ فربما غُفِر له بأقلِّها ). وفي هذا إشارة إلى المسارعة في كل خير، وطلب كل منال معروض، وعدم الزهادة في خصلة ولو هانت في الأنظار ، لأنها سبب للمغفرة .

الشيرازي والعلم غير النافع : قال رحمه الله:( قال أبو إسحاق الشيرازي:( العلم الذي لا يَنتفع به صاحبُه: أن يكون الرجل عالِمًا ولا يكون عاملًا ). فيها خطورة جمع العلم بلا عمل وتطبيق .

زكريا الأنصاري وقوة المحبة: قال رحمه الله:( ‏المحبة تنشأ عن قوة العلم بالمحبوب، فمن قوي علمه بالله كانت محبته له أكثر، ومن عرَف فضل العلم والعمل أحبَّهُما ). والمحبة سببها ومفتاحها العلم والتحصيل واستدامة التعبد .

عثمان والزاد اليومي : قال رضي الله عنه: ( ما أحب أن يأتي عليّ يوم ولا ليلة ، إلا أنظر في كلام الله-يعني- : القراءة في المصحف ). لأنها زاد يومي، وساعة منتظرة، ولذة فريدة .

سعيد بن جبير وحقيقة الخشية : قال رحمه الله:( إن الخشية أن تخشى الله تعالى حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك ، فتلك الخشية
 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية