اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/hamza/327.htm?print_it=1

سير مختصرة لعبر مزدهرة..(٥)

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


سِيرٌ مُختَصرة، لعِبَرٍ مُزدهِرة...! جزء(١)
سِيرٌ مختصرةٌ لعبرٍ مزدهرة ..جزء (٢)
سِيرٌ مختصرةٌ لعبرٍ مزدهرة...! جزء(٣)
سيرٌ مختصرة لعبر مزدهرة..(٤)


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: فلا تزال لوامع السير، ومزدهر التراجم تفرض نفسها للتبع والتقييد، فطارت بِنَا سيرها، وهاجت بِنَا قصصها وحكمها، ولَم نستطع مغادرتها فكانت كما ترى، نسأل الله الانتفاع بها ، إنه جواد كريم، واسع المن والعطاء .

ابنُ عباس وذلُّ الطالب: قال رضي الله عنه في بيان تذلل الطالب العلمي وتواضعه وهضمه حق نفسه حرصا على الفائدة :( ذللتُ طالبا فعززتُ مطلوبا ).

ابن سيرين وانضباط الطريق : قال رحمه الله في علامة انضباط الطريق وصحة المسير :( لا تزال على الطريق، ما زلتَ تطلب الأثر ).

الفاروق وصِغَرُ الهمة : قال رضي الله محذرا من صغر الهمة وفتور العزيمة، والانهماك في توافه الأمور :( لا تَصغُرنّ همتُك، فإني لم أر أقعدَ بالرجل من سقوط همته ). حيث إذا سقطت الهمة سقط المرام والهدف، وساءت السلوكات والنتائج .

علي وعلاج الملل: قال رضي الله عنه في علاج ملل القلوب :( إِنَّ هذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ ).

الشعبي وحقيقة الهوى : قال رحمه الله : ( إنما سُمي الهوى هوى، لأنه يهوي بأصحابه ). أي في مستنقع الغفلات، وبراثن الشهوات، فلا يرتقي ما دام متبعا هواه...!

عمر المختار وعزة المؤمن : قال رحمه الله وهو يقاتل المستعمر الإيطالي : ( كن عزيزاً وإياك أن تنحنى مهما كان الأمر ضرورياً، فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع رأسك مرةً أخرى ).

محمود شاكر واستحسان القبيح: قال رحمه الله :( إلفُ القبيح مَتلفةٌ للإحساس و العقل جميعًا ).

الصّديق ومنيةُ طول العمر: قال رضي الله تنه :( احرص على الموت ، توهب لك الحياة ).

ديدات وسر التخلف : قال رحمه الله: ( ‏نحنُ لسنا متخلفين عن الغرب ، ولكنا متخلفون عن الإسلام، وما تخلفنا عن العالم إلا بعد تفريطنا في ديننا ).

الطنطاوى والقوة العجيبة : قال رحمه الله مبينا اعظم قوة لدى الناس لو تحققت :( إن في الوجود شيئاً أقوى من الحديد، وأمضى من السيف، وأحمَى من النار، وأنكى من القنبلة الذريَّة، هو الإيمان ).

هشام الدستوائي ومحاسبة النفس : قال رحمه الله متهمما بشأن النية وتصحيحها :( والله ما أستطيع أن أقول: إني ذهبت يومًا قط أطلب الحديث، أريد به وجه الله عز وجل ).

المسيري والمثقف الحقيقي : قال رحمه الله :( المثقف الذي لا يترجم فكره إلى فعل ، لا يستحق لقب المثقف ).

السميط والحرارة الدعوية: قال رحمه الله( أكثر ما يدفعني للبكاء، عندما أقابل بعض الذين دخلوا في الإسلام، و هم يبكون على آبائهم الذين ماتوا على غير الإسلام ، و يَصرخون فينا : أين كنتم يا مسلمون )؟.

ابن عطاء والبداية المحرقة: قال رحمه الله:( من لم تكن له بداية محرقة، لم تكن له نهاية مشرقة ).

الثوري وتطبيق السنة: قال رحمه الله :( ما بلغني عن رسول الله ﷺ حديث قطّ إلا عملتُ به ولو مرَّة ).

الفاروق وهم الإجابة : قال رضي الله عنه :( إني لا أحمل همّ الإجابة ولكن أحمل همّ الدعاء ، فإذا أُلهمت الدعاء فإن الإجابة معه ) .

ابن رجب وعلامات العلم النافع: قال رحمه الله :( من علامات أهل العلم النافع ، أنهم لا يرون لأنفسهم حالاً ولا مقاما ، ويكرهون بقلوبهم التزكية والمدح، ولا يتكبرون على أحد ) .

الجُنيد وبيان أهل الاقتداء : قال رحمه الله مبينا من هم أحق بالقدوة من غيرهم : ( علمُنا مضبوطٌ بالكتاب والسنة ، من لم يحفظ الكتاب ، ويكتب الحديث ، ولم يتفقّه ، لا يُقْتَدى به ).

ابن القيم والعلماء المُهملون : قال رحمه الله:( النّفوس مجبولةٌ على عدم الانتفاع بكلام من لا يعمل بعلمه ، ولا ينتفع به ).

أُبي وصفات المؤمن الأربع : قال رضي الله عنه :( المؤمن بين أربع : إن ابتُلي صبر ، وإن أُعطي شكر ، وإن قال صدق ، وإن حكم عدل ).

ابن سعدي وفضل التوحيد : قال رحمه الله :( من أعظم فضائل التوحيد، أنّه يُحرِّر العبد من رق المخلوقين ).

الأمين الشنقيطي وفضل المصلح على الصالح :( فالصالح لايُرفع به البلاء عن الناس ، وإنما يُرفع البلاء بالمصلح، الذي يأمر وينهى ).

ابن عثيمين وأنواع المراقبة: قال رحمه الله:( راقب الله في هذه المواضع الثلاثة : في فعلك ، وفي قولك ، وفي سريرتك ).

ابن القيم وزراعة المعاصي : قال رحمه الله في التخدير من التساهل في المعاصي :( المعاصي تزرع أمثالها، وتولّد بعضها بعضاً ، حتى يعِزَّ على العبد مفارقتُها والخروج منها ، كما قال بعض السلف : إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ).

ابن الجوزي والاتعاظ بالديار : قال رحمه الله:( أي موعظةٍ أبلغ من أن ترىٰ ديار الأقران، وأحوال الإخوان وقُبور المُحبيِّن، فتعلم أنّك بعد أيام مثلُهم، ثم لا يقع انتباهٌ حتى ينتبه الغير بك ؟! ).

ابن رجب وأداء حق الله: قال رحمه الله ( فمن قام بحقوق الله عليه ، فإنَّ الله يتكفَّل له بالقيام بجميع مصالحه ، في الدنيا والآخرة ، "أليس الله بكاف عبده" ).

الثوري ونصح الشباب الصغار : قال رحمه الله:( إِذَا رَأيْتَ الشَّابَّ يتَكلَّمُ عِندَ المَشَايخِ، وإنْ كَانَ قدْ بلَغَ فِي العِلْمِ مَبْلَغاً ، فَآيسْ مِن خَيْرِهِ، فإِنَّهُ قلِيلُ الحَياءِ ).

ابن عبد البر والعلم الخالص: قال رحمه الله:( ومن طلب العلم لله فالقليل يكفيه، ومن طلبه للناس فحوائج الناس كثيرة ).

ابن حجر الهيتمي وسوء الظن بالناس : قال رحمه الله مبينا سبب سوء الظن بالناس والامتلاء بذلك (وكل مَن رأيتَه سيِّء الظنِّ بالناس طالبًا لإظهار معايبهم، فاعلم أنَّ ذلك، لخبث باطنه وسوء طويته ).

الخليل والفحص العقلي للتلاميذ : قال رحمه الله :( لا يعرفُ الرجلُ خطأ معلمه ، حتى يجالسَ غيرَه ). وهده نصيحة غالية دافعة للتعصب والتعلق لا سيما في بدايات الطلب...!

ابن مسعود وكيفية قراءة القرآن : قال رضي الله عنه:( قِفوا عند عجائبه، وحرّكوا به القلوب، ولا يكن همُّ أحدكم آخرَ السورة ).

الحسن البصري والموعظة الحقة: قال رحمه الله ناصحا الوعاظ والدعاة والقدوات: ( عِظِ الناسَ بفعلك ، ولا تَعِظهم بقولك ).

أحمد والحاجة إلى العلم: قال رحمه الله :( الناس محتاجون إلى العلم، أكثرُ من حاجتهم إلى الطعام والشراب ، لأن الطعام والشراب يُحتاج إليه فى اليوم مرةً أو مرتين، والعلم يُحتاج إليه بعدد الأنفاس ).

مالك والإنصاف العزيز : قال رحمه الله :( ليس في الإنسان شئٌ أقلَّ من الإنصاف ) .

ابن القيم وخطر العافية على المنعمين : قال رحمه الله:( مَن تربى في العافية ؛ لا يعلم ما يقاسيه المبتلى، ولا يعرف مقدار النعمة ). ومثلها تورث الانغلاق على النعمة، ونسيان الآخرين وتجاهل إخوة الدين .

أبو عبيد والإنجازات العلمية : قال رحمه الله :( كنتُ في تصنيف هذا الكتاب [غريب الحديث] أربعين سنة، وربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرِّجال فأضعها في موضعها من هذا الكتاب، فأبيت سهراً فرحاً مني بتلك الفائدة ) . والحرص على أفواه الرجال وحسن التقييد، والفرح بنعمة الله تعالى .

مالك وطرائق الفتوحات : قال رحمه الله ناصحاً لمن يشكو الاستغلاق العلمي ونحوه كالضيقة والمتاعب :( لا يصلحُ الرجلُ حتى يتركَ ما لا يعنيه ويشتغل بما يعنيه، فإذا كان كذلك، يوشـكُ أن يفتـحَ ﷲُ قلبَه ) .

إياس وفجيعة الأخلاق : قال رحمه الله : ( امتحنتُ خصالَ الرجال فوجدت أشرفَها صِدق اللسان ومن عُدِمَ فضيلة الصدق، فقد فُجِعَ بأكرم أخلاقه ) .

أيوب وفضل الإخوان : قال رحمه الله :( ‏إِنِّي لأَلْقَى الأَخَ مِنْ إِخْوَانِي، فَأَكُونَ عَاقِلا أَيَّامًا ) . وفيه دليل على فضل الإخوة والتصادق، وهم أعوان في العلم والدعوة وصنع الخيرات، ولكنهم إخوان جد وبذل وعمل، وليس إخوان زور وكسل وضياع، والله المستعان .

المعلّمي وفن نصرة الحق: قال رحمه الله في كيفية نصرة الحق وأنه بدليل حق، وبرهان صدق، وليس بالهوى أو الصراخ والعصبية :( ومهما بلَغ حبُّنا للحَقِّ ، فلا نَنصُرهُ إلّا بِالحَـقِّ! ) .
نفعنا الله بعباراتهم، وبلغنا فضلهم وإخلاصهم ، إنه جواد كريم.....

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ..!
١٤٤١/٢/١١هـ
hamzah10000@outlook.com


 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية