اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/hamza/194.htm?print_it=1

أن تميلوا ميلا عظيما...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


أمنية غالية عند أصحاب الشهوات أن يميل أهل الفضيلة إليهم، ويصبحوا شركاء المنكر والغفلة.
قال تعالى(( ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما ))سورة النساء .
والسبب لكي يتم لهم الاستمتاع بلا منغّص، واللذة بلا مكدر...!
ولكي تختفي الشرائع وتغيب العفة، ويشيع المنكر وتذوب الأخلاق والقيم.
وجود القيم مرعبٌ لهم، ولا يخففها إلا مشاركة أولئك لهم، وذوبان روح العفة والصيانة.
وحينها ينصب الشيطان رايته، ويعزف موسيقاه، وترقص الأراذل بلا حدود، على عتبات انتحار الأخلاق..!
إذا فقد الرجل أدبه والمرأة حجابها، بدأت العفة تتهتك.
بالحجاب المخفف يذوب الحياء، وتتجرأ الفتاة.(( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) سورة الأحزاب.
ما خلت العفة من بلد، إلا غصّ بالشهوة، وتفاقمت الفواحش، وهان الوازع والضمير . والغرب أوضح مثال .
حُفت النار بالشهوات وهي أوسع سوق شيطاني لاصطياد الشباب والفتيات.
المائل عن الحق ينحرف مساره وتضعف تقواه، وتختل موازين الحُسن والقبح عنده..!
للشهوات والذنوب معمل في نفس العبد تعمل على تخريب قلبه ومحو حسناته وقتل فطرته .
ومع تغير القلب توقع من العقل والجوارح كل انحراف وجمود ومنابذة للأخلاق والأعراف.
لا تعجب حينها من مشاريع اللهو والخنا وتذليل المنكرات،،! لأن الضمير فسد وانحرف.
إذا فسد القلب من جراء الذنوب استحلى العبد المحرمات وشرعن في دين الله كل بلاء وضلالة.
ويضعف الإنسان أمام رأس الشهوات وهي النساء (( وخُلق الإنسان ضعيفا )) سورة النساء .
وتحرك الغرائز وخروجها عن طريقها السليم مؤذن بالهلكة وضياع العقول.وفي الحديث(( ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء)).
يَصرعنَ ذا اللب حتى لا حراك به// وهن أضعفُ خلقِ الله إنسانا .!
الشهوات تُعالج بالزواج والتزكية والتهذيب وليس بفتح الباب على مصراعيه وكسر جدار القيم...إنما الأمم الأخلاقُ ما بقيت// فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا..!
من الميل العظيم غش الناس ومخادعتهم وتحسين الهوى لهم .
ومن الميل العظيم تأسيس قنوات خليعة تروج الخنا وتشرعن الفساد، أو مواقع منحلة.(( يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ))سورة النور.
ومن الميل العظيم: تحبيب المناكر وطمس الفِطر، والمتاجرة بالأخلاق .
ومن الميل العظيم اللعب بعواطف المرأة والزج بها في مستنقع الرجال والابتزاز وسوق الضباع والاستمتاع .(( ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)) كما قال المصطفى الكريم .
ومن الميل العظيم تهوين المحرمات وتجاهل الحدود، والطعن في الثوابت الشرعية .
إذا ملتمُ ميلاً عظيما فإنكم// لإبليسَ تُحنَى ذي الرؤوس وأعظُمُ
ميلان وسائل الإعلام عن رسالتها الحقيقية والمسلك الشرعي أولى خطوات الضياع وتغييب الهوية.
وهي لا تميل إلا بمائل ومميل اختار لها التهافت ونمطية الغرب في الحرية الشخصية ومسخ الأخلاق وهدم التعفف.(( حتى لو دخلوا جُحر ضب لدخلتموه)).
علمنا المختار عليه الصلاة والسلام(( اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى )) وبالعفاف صون النفس والخلق والمجتمع.
حفظت يوسف عليه السلام عفتُه وإخلاصه (( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلَصين ))سورة يوسف .
دعاة الانحراف عن الإسلام، وأبواق الليبرالية والعلمانية من أهل الميل العظيم.
وودّوا لو يكون لهم فضاءُ// فلا شرع يحدُّ ولا نقاءُ
وأكثر تمركزهم حول المرأة وحرية الوصول إليها بأقل التبعات..!
باسم العمل وحقوقها ومظلوميتها المزعومة في الفضاء الإسلامي، وفي بلاد الحرمين خصوصا..!
والواجب التصدي لهم ولعبثهم، وتربية منازلنا على الحجاب والحشمة، وبيان شطط القوم المبطلين الشهوانيين.

١٤٣٨/٧/٧

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية