اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/hamza/157.htm?print_it=1

فما حصلتُ على صابٍ ولا عسلِ..!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


الدهر متقلب، والدنيا غرارة، والمحن والمنن متزاحمة، فلا متعة دائمة، ولا محنة راسخة، والفرج بيد الله الواحد الأحد ...(( أم من يجيب المضطر إذا دعاه...)) سورة النمل .

لهوان الدنيا وتقلباتها ودناءتها لا تخرج منها لا بصاب ممجوج ولا عسل رقراق، لأنها ليست باقية وزائلة وقد قال قبلها المتنبي :
قد ذقتَ شدةَ أيامي ولذتَها // فما حصلتُ على صاب ولا عسلِ !! والصابِ شجر فيه شوك.

لذائذها لا تستأهل كل ذلك الجهد، فخذ منها بقصد، واجعله معبرا إلى الآخرة...

الغنى لا يُسعد، والفقر لا يشقي، والمعول طاعة الله ومحبته ودوام ذكره والإحسان إلى خلقه (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) سورة الرعد .

نكترث للدنيا ولأموالنا، وقليل منا الاكتراث لدينه وطاعة ربه..!

ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رُفع إلا بتوبة، وأعمالكم عمّالكم..!
(( قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم )) سورة آل عمران .

نقصان المعايش آية ابتلاء، وعظة للمسرف والمتساهل ، وكفار النعم.(( وكُلُوا واشربوا ولا تسرفوا )) سورة الأعراف .

الأمم المبدلة لنعمة الله حكاها القرآن، وحكى مصابها، ولا نزال في غفلة، وكأننا لا نعي ذلك(( وكم أهلكنا من قرية بطِرت معيشتَها )) سورة القصص.

الحياة بريد ومعبر لما بعدها ففيه البلاء الأشد، والحساب الأعظم والنهاية الماحقة،(( ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه )) سورة آل عمران .

هلاك أهلها وتكدر طعومتها، وحضور الموت المشتت، كاف في عدم الركون إليها، وأنها سفينة جارية، لا حديقة خالدة...!

والعجب ممن يقاتل على شهواتها ويتفانى في حبها (( فلا تغرنكم الحياة الدنيا )) سورة لقمان. وقال الشافعي رحمه الله:( من لزم الشهوات لزمته عبودية أبناء الدنيا) .

تعيش في الدنيا سنين عددا، ولا تستطعم سعادتها الأبدية لخوائها، وهوانها، وأنها ملك عابر..!(( ولو كانت تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء )) كما صح الحديث .

حديث الغَمسة يوم القيامة، ينكر صاحب النار كل نعيم ذاقه في دنيانا الحقيرة الرخيصة إذا غُمس في النار، فِلم التهالك عليها؟! (( وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم )) سورة الأنعام .

لا تخلو السنوات المتواليات من دروس وعبر، فخليق بالعاقل تعلمها وانتهال الدروس منها(( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ))سورة ق .

تعلق بها وجهاء ورؤساء وعلماء وتجار، فما أفلحوا ولا أنجحوا، فأخذوا على غِرة، فما أغنت عنهم أموالهم أو مكانتهم شيئا.

فمنهم من مات على حُزن أو مرض أو ضياع، والمرد إلى الله تعالى (( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )) سورة البقرة .

قال الحسن البصري رحمه الله: ( فضح الموتُ الدنيا، فلم يترك فيها لذي لب فرحاً).

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا،،،، والسلام....

ومضة/
في الدنيا مواقف تشعرك بنهايتها وزوالها...!
١٤٣٨/١/١١

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية