اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/hamza/127.htm?print_it=1

عيدية الاطفال..!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


إذا كان عيدٌ فالنقود نلُفها // ونجمعها من أول اليوم للغدِ
فما طاب عيدٌ دون مال ولعبةٍ// ولا طاب جمع في جفافٍ ومنكدِ
ولما رأيت العيد جوداً ومنحةً// جريتُ لكل الحي بالرجل واليد

إضافة للملابس والحلوى لابد من (عيدية طفولية)؛ تتمثل في بضعة ريالات، يدفعها الوالد أو الأخ الأكبر أو الجار الحنون، وكنا نتسابق إليها ونحن صغار، ولها تأثير كبير في اكتمال الفرحة، أو تولدها من جديد . وكانت الأجيال السابقة تأخذها في قروش وهللات، وأدركنا نحن الورقات، من ريال فأكثر
ولم يكن يعجبنا أن يقبلنا الكبير دون ورقة فلوس لامعة، نبذلها في حلوى غالية، أو طراقيع نارية تهز الأرض هزا، وتوزع الأفراح في كل مكان .... ونتفاخر بجمعها وعدّها. وأتوقع الآن أنها تسهم بشكل كبير في الدعم والشراء، وقضاء أحلام الطفل من جراء انتشارها وارتفاعها.
نعم العيد يكتمل ويزين بأفراح الأطفال، والحنو عليهم، وإسعادهم، وجعلهم في أبهى صورة...وعند البخاري في الأدب المفرد قال صلى الله عليه وسلم : (( تهادوا تحابوا )). فهي شكل إهدائي رائع، وصلة اجتماعية خلابة، وجسر استلطافي رفيع .
ويُذكر أن العيدية سلوك قديم وعادة مستحسنة، عُرفت من العهد المملوكي، وكان بعض السلاطين يهدي العساكر بمناسبة العيد، وفعلت في العهد الفاطمي والعثماني، وتطورت في العصر الحديث، وبات الأطفال يسألون عنها، ويعايدون من أجلها، ولئن كانت حلوى في السابق، إلا أنهم الآن يركزون على النقود كما في بعض الدول، ويسأل عنها العمال المحدودون كذلك...

وفي عيدية الأطفال لا تنس :

1/ تعييدهم مالا وفلوسا وبهجة وزينات .

2/ عدم تعكيرهم أو تنغيص بسماتهم . وبعضهم يقترح وضع المال في علبة حلوى، أو تعليقها على جدار أو مزهرية أو كتاب؛ لتعظم المفاجأة، ويزداد التشويق .

3/ تعييد الفقراء، من عمال ومحتاجين، من صغرت أرواحهم، واستهان بهم الخلق...، أفرحهم بريالات، وابذل مما آتاك الله؛ فإنك بإسعادهم ، تزداد فضلا، وتكبر سعادة وانشراحا.

ولما سعدتُم كان أفضلَ لحظةٍ //بقلبي ولم ألقَ شقاءً ولا غما !

4/ جهّز أموالك المعروفة، بأوراق متعددة؛ لتوزعها على الأطفال، ومن في طريقك عند مدخل العيد ومخرجه، واسكب معها ابتسامة الرضا واللطف.

5/ داعب أطفالك وأبناء الحي، وخصهم بمزيد بسط وانشراح، وانشر الحلويات بين ظهرانيهم .

6/ التوسط في الإهداء فلا إسراف وتدليل، ولا إمساك وتقتير، ويُعطى كل طفل ما يناسبه وسنه.

7/ الأمهات لا يحرمن أنفسهن من الأجر، لا سيما الموظفات المقتدرات؛ فيهدين لمن يعايدهن من "الأمورات" الصغيرات.

هي درة الحُسن فاقت في تدللها // كل الذكور ورقّت عند من حضَنا

8/ تقلل من العتاب والمحاسبة، وتحل بالروح المرحة البسامة(( وتبسمك في وجه أخيك صدقة )).

9/ كلمات المعايدة المستطابة ، سترسخ معهم، ويلقونها على غيرهم مع طول العمر، فتخير أطيب الكلمات، وارسم أحلى العبارات.
وتهانينا للجميع، وتقبل الله صالح الأعمال.‏‫
 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية