صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...!
حكاية الصحوة (١٥)

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! وقفات أولية ....[١]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! أفكار الصحوة...! [2]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! التدين وصحوة التدين...! [3]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! أثر الصحوة الاسلامية.. [4]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الرموز شكلا ومضمونا...! [5]
القراءة النقدية لكتاب الاستاذ الغذامي (٦) فضاء تويتر أم النت،،،؟!
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الموقف من الحداثة..!(٧)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الصحوة الفكرية...!(٨)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! مزايا الصحوة المحلية (٩)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! اللحية التجديدية أو الثقافية (١٠)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! حلم الناصرية العروبية..(١١)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! المفتاح المنهجي النقدي.(١٢)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الصحوة ظرف ثقافي (١٣)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! خطاب الشريط الإسلامي (١٤)

من التسطيح النقدي والفكري، أن تحاول تفنيد مرحلة زمنية باهرة من عمر الوطن والأمة، أو محاكمتها، عبر رواية نفسية، تعبأت بالأسقام والشجون، لتحكي تجربة مخصوصة، فتُنعت ظلما أنها (وهابية )..!
وتحتَ عنوان : كيف تقرأ ذاتك،،،؟!
يظفر المؤلف بنص سردي، يخدم فكرته النقدية في تفريغ الصحوة من مضمونها المتعمق، ويؤصل للتناقضات الداخلية المزعومة، عَنْوَن له صاحبه وهو الأستاذ عبدالله المفلح ( حكاية وهابية ) ليحقق نظرية التوجس والظنون الطاغية على الصحوي ،،، ولدى ( سارد صحوي ) كما سماه، ولم يعتبر المشاكل الذاتية عند المتدين ابتداء بنوازع الشر والميل الداخلية،،،،
وأن تجربة شاب أصاب أو أخطأ، لا تصلح برهانا عمليا على مثلبة الصحوة الكبرى،،،! فقد تكون تجربة خيالية أو قصة منتكس، لم يُطق رحلة التدين، ويصبر على لأوائها، أو منظومة انتكاس متكاملة على طريق الصحوة..!!. وقد صح قوله صلى الله عليه وسلم(( حُفتِ الجنةُ بالمكاره، وحفت النار بالشهوات )) .
يقول المؤلف ص(٢٢) :( في رواية حكاية وهابية لعبدالله المفلح، ترى ساردا صحويا يقرأ ذاته، وترى الصحوة أمامك عبر ظنون جيلها، ثم محاسبة هذا الجيل لنفسه ولظنونه ، ولقد تخلقت الظنون عبر نظام الثقة الذهنية، فأنت تثق بالشخص لكي تتحول هواجس الموثوق به إلى يقين عند الواثق.....)
(...... ويجعلك تفهم الحدث من منظومة الصفات الصانعة للتصور، لتدرك أن الصحوة هو حدث سيميائي ، أي ذهني يتم بناؤه عبر العلامات وليس المقولات، مما يجعل الصحوة صيغة ثقافية واستجابة ظرفية، وبما أنها كذلك فإنها لا تختفي، ولكنها تبدل علاماتها حسب المتغير الظرفي كما سنرى لاحقا).

ولنا هنا تعليقات لابد منها، وربما أفتتحها :

١/ -أولا- بمداعبة ثقافية، فأقول : لو قال بدلا من سيميائي حدث سينمائي، لاختصر الطريق في ذهنية الحداثيين والليبراليين، وأن الصحوة والتدين ادعاء كاذب، أو أكياس من المين المتدفق،..!
وأذكر أن بعض خصوم الصحوة تلكم المدة، كان إذا استشاط غضبا، وضاق من انصراف الجماهير عنه وعن حفلاته وندواته،،،، قال: وش عندهم،،، مجموعة من الكذابين....!
قالتعبير والتوصيف بأنها حدث تمثيلي، يختصر لكم كل الحكاية، وأن التدين تمثيلية، جل المجتمع يحسنها، فحاكتمونا من خلال ظنون درامية وليست حقيقية...!
ثم تركيزه أنها مجرد علامات تتغير حسب الظرف والمعطى الزمني، تاكيد لدعوى الكذب والسيمياء، وأنها تظهر خلاف ما تبطن، وهي تهمة فاضحة، لا تليق -بالكاتب الموضوعي الطالب للإنصاف - تبنيها وتنزيلها بلا مسوغات شرعية وموضوعية ...!
وإلا كيف تولد هذا القبول العرمرم والشعبية الجارفة، وتعرف الناس على الصادق من الكاذب، وحصول ابتلاءات الطريق، ومرحلة السجن(١٤١٥) وتجاوزها بنجاح باهر، مع تجاهل الكاتب لها في الكتاب وفي المحاكمة، ولو من طرف أخي،،! وأغفل حتى آثارها وتجدد الخطاب، والحوادث التاريخية الضخمة كضربات (الحادي عشر من سبتمبر) وما خلفته من نتائج وإفرازات على البلاد والدعوة وتطوراتها السياسية والفكرية والاجتماعية ..!

2/ ثانيا: عنوان الرواية محل توقف استفهامي، وتحفظ مبدئي، إذ كيف يصح حمل جهاد وجهد (دعوة سلفية إصلاحية)، للشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، تمددت آثارها إلى خارج الجزيرة العربية، وكان لها مستنداتها العلمية، وأسبابها الموضوعية، وبلغت أطراف آسيا وإفريقيا، يصورها وينتهي بها إلى مشهد درامي مُسِف،،،!
يبتدئه كاتبه من خلال رحلة ظنية في متاهات الذات المتأرجحة بين الفضيلة والرذيلة، ومحاولتها، تفسير تحولها او تراجعها الأخلاقي بسبب أخلاقيات، الصحوة الصارمة،،،،، فكيف يليق تحميلُ الوهابية السلفية منهج البلد الديني السائد، لحقبة صحوية كانت تأخذ الناس بالعزائم حرصا وتسابقا وابتهاجا،،،، باعتبار أنها تجربة بشرية علقت بها بعض التصرفات، والتي لا يجوز أن تلبس بها جوهر الدعوة الإصلاحية الحقيقي...!!
ويستطيع كل ناشئ روائي حتى يشوه ظاهرة عالمية في السياق الفكري،أن يكتب عن منتكسيها
من مجربيها، ومن لاكها ولم يستطعموا، أو حملته بعض الظروف النفسية أو الاجتماعية
إلى التراجع والتبدل.. !
((فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء)) كما صح بذلك الحديث...
وقد حكى المؤلف شيئا من محاولة الشيخ الجلالي وفقه الله إلى جذبه لحديقة الاستقامة،حينما عرض عليه إلقاء كلمة، فلم ينجذب وما راق له الطريق الدعوي الصحوي، وارتمى للعروبي،،،،! كما في صفحة (٣٣) .
فالناس يختلفون في التعاطي مع التدين وتحمل شروطه والتزاماته، وليس مع الإسلام، كما أُسئ فهمه سابقا، ،،! وكم من أناس تدينوا مدة، ثم انتكسوا لأسباب الله أعلم بها، وبعضها ظهر للرائي، وكثير منها خفي،،،!
وفي التراث السني ما يشهد لهذه القضية وأنها ظاهرة بشرية اجتماعية تتوالد من حين لآخر، ففي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم (( إنَّ الرجل ليعملُ عملَ أهل الجنة - فيما يبدو للنَّاس - وهو من أهل النَّار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النَّار - فيما يبدو للنَّاس - وهو من أهل الجنة )) وأشار العلماء أن من أسباب ذلك خبث سريرة بعض الناس، عافانا الله وإياكم من ذلك .
وأذكر في جيلنا من تعثر وتكدر، بسبب قوة شروط التدين، أو ضغط أسري، أو دواخل نفسية، أو انحراف بيئي، أو تخاذل إخوانه عنها وغيرها، ولم تحمل الصحوة أو تجرم، موضوعيا ، لقناعتنا أنها مجموعة أسباب متراكمة، لا يصح وليس من العدل حصرها في التدين الصحوي الصارم والجاد...!! وليس معنى ذاك تزكية الصحوة في كل ممارساتها، بل فيها اخطاء نبهنا عليها سابقا، وبعضها كتبنا فيها كتبا مخصوصة، نحو: من أوابد الأشياخ، وتراجع الرموز الدعوية وغيرها .
وللإمام ابن القيم رحمه الله مقولة جيدة في بعض أسباب التراجع يقول ( ذنوب الخلوات أصل الانتكاسات وعبادات الخفاء من أعظم أسباب الثبات ) ا هـ.
نعم كان هنالك ممارسات في التربية شديدة، وخالطها جهل من بعض حدثاء المربين، ولكن لا يجوز أن تحمّل الصحوة الإسلامية كل تلك السلبيات، لأنها في النهاية جهد بشري، له وعليه،،..!

٣/ يزعم أن الصحوة صيغة ثقافية واستجابة ظرفية..!
ويكررها من حين لآخر، وكأن الصحوة الإسلامية لم تبزغ عبر أسباب علمية وموضوعية وتكوينية أدت إلى بروزها وتطورها،،،، ويرد ذاك كثيرا لهزيمة (٦٧م) ،وانحسار التيار العروبي، وأنه ما كان لها هذا الظهور والحشد المرعب، أن يتصاعد، لولا وجود ظرف تاريخي أوحى لها بالانطلاقة والظهور...!
وهو هنا يُغفِل جهود العلماء والحركات التجديدية عبر التاريخ الحديث كالدعوة الإصلاحية السلفية، وما صنعه الإصلاحيون في مصر كالأفغاني ورشيد رضا، وجمعية العلماء في الجزائر كابن باديس والإبراهيمي وغيرهم، وجهود المساجد التاريخية وحلق العلم،،،، وأنها بذور كان لها ما وراءها من نهضة ويقظة وتحرر، ولكن بالإسلام وللإسلام...!

٤/ بالعودة إلى كاتب الرواية والمستشهد بها، يبدو بجلاء الحكم التعميمي المحتقن، وجعل الصحوة مخزنا للظنون والتوهمات المضادة للتدين الحقيقي، وأن أخطاء المتدينين تنسحب على حدائق صحوية يانعة، وسبق أن فرقنا بين التدين وصحوة التدين، وأن ما قدمته الصحوة من وبيص إسلامي بهيج كان صحوة للتدين والمحافظة الصارمة، وليس أن الصحوة قدمت دينا جديدا،،،،!
وبالتالي اذا فُهمت هذه المقدمة، انحل إشكال التعثرات التدينية، والتخبطات السلوكية، ومسارقة المتدين لضغط المجتمع أو أهله أو شيخه ومدرسته التربوية...!
لأنها حالة طبيعية في تنمية الاستقامة، ومجاهدة النفس، إلا ما شذ منها، وفي القرآن (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) سورة العنكبوت . وقوله تعالى (( علم الله أنكم كُنتُم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم )) سُورة البقرة. وهو يتحدث عن أطهر جيل وأزكاه .
وهي ضريبة من ضرائب الاستقامة، والخطأ هنا في سحبها على المشهد الصحوي الإسلامي بحذافيره ،،!

٥/ قول المؤلف : يقرأ ذاته...!
مفردة هامة في أنها تجربة شخصية، وامتحان ذاتي، لا يصح أن تعتبر قراءة موضوعية للصحوة، إلا مواضع محددة، وكونها شخصية يحفها ما يحفها من المبالغة أو المنازعة الداخلية، وعوالج الروح وتقلباتها...!
وبالتالي هل يصح اعتبارها تجربة صحوية عامة،؟! وكأن أتباعها يعانون الأمرّين في تدينهم وحفاظهم الإسلامي ، ونسي، تلذذ جماهيرها بعامة، واستطعامهم حلاوة الإيمان والتدين ، ولم تكن تلك الحشود المتدفقة على المحاضرات بعد القناعة الفكرية والحركية، إلا تعبيرا عن السعادة والصفاء الروحي، والذي أنتجته الصحوة وكان من ثمارها وبركاتها،،،! وكون السارد هذا لم يوفق له، ليس بالضرورة أن يكون ذلك وصفا سلوكيا لكل شبابها وأبنائها...!
فالمقدمة السردية لا تتفق منطقا ودليلا أن تكون وثيقة على ظنونية الصحوة وأوهامها ، وخلوها من الفكر المتقن والحجج المنطقية والعملية...!
واستشهاد المؤلف وفقه الله، ساقني للرجوع للرواية ولم أكن عرفتها من قبل، ولست من جمّاعي الروايات السعودية، لأثرها السيئ، والرسالة الشهوانية المنحلة في أكثرها،،إلا إذا تميزت الرواية بحدث جاد وبناء فني رائع، ربما دعاني ذلك لاقتنائها،،،، وحينما رجعت لرواية( حكاية وهابية ) تبين لي الآتي :

١/ أن العنوان تجنٍ على الدعوة السلفية، وغير أخلاقي، وغايته التسويق والترويج والانتقام،،،،! وواضح أن من أهدافه النبز والتعيير لكل ما هو ديني محافظ...!

وغالبا إذا ما انطوت الرواية على مين ومبالغات، أو كانت مقدماتها غير مقنعة، لم يكن له إلا العنوان الصاخب الجاذب، لمزيد الربح المادي والمعنوي والاجتماعي .

٢/ حرصت الرواية على كشف دواخل المنتكسين، ونظرة المجتمع لهم، والتأرجح الذي يعانيه المستقيم مبادئ الاستقامة والالتزام ، لا سيما ضغط المجتمع الرقيب عليه، وصرامة المحاسبة الدينية في بلد محافظ كالمملكة .

٣/ محاولة تبيين أن التدين قيد شديد على صاحبه، وأن شؤون المجتمع تساعد على ذاك، فكل شيء مرتبط بالدِّين حتى الخروج منه كما ذكر ..!

٤/ استطاع الكاتب تمرير بعض الرسائل السياسية الناقدة للوضع الدولي والمحلي وبيان ما يعانيه المسلمون من مظالم شديدة، جر بعضها لنشوء العنف ، أو فقدان الرؤية والتوازن .

٥/ مواضع كثيرة في الرواية أشبه ما تكون بالسيرة الذاتية ومغامرات المتمردين، والتي تجاربهم القديمة والمتعثرة، تحملهم على الخوض والمصارحة بلا استحياء .

٦/ استطاع المؤلف إدراج كل موضوعات الصحوة دقيقها وجليلها من مواقف وكتب ومواضع ولهجات وشخصيات، بدءا بحلقة القران وأفغانستان، فمرورا بالفكر والمحاضن، وانتهاء بالجهاد والجوالة والتصنيف الدعوي ، والتفاعل مع قضايا الأمة، مما يعني أنه كان من أبنائها المتعمِّقين، وحضوره لم يكن طارئا، بل تعرف عليها وممارساتها وأشخاصها، ولكن حدث له ما حمله على الضعف والتراجع ،،!

٧/ تحاول تقنيط المنتكس إلى درجة قفل باب الرجعة، وإظهاره بمظهر الحيران الضائع، وأن الصلف الصحوي يحمل أحدهم على مثل ذلك..!
ولا ننكر وجود التشدد والصلف، ولكنه كان طبيعيا بالنسبة لبلد منغلق قبلي، ولا يعرف الانفتاح، وحتى إسلاميا كان منغلقا، واحتكم إلى قول واحد وأساس ديني عميق،،،! بخلاف بلدان أخرى، وقد نبهنا على ذلك .
وأن أوضاع المملكة الشرعية والسياسية والاجتماعية أسهمت في ذلك، بخلاف بيئات أخرى، وهل هذا كان سلبا بمرة، أو استفادت الصحوة منه؟! هذا محل بحث وليس الجواب هنا قطعيا، بل فيه بحث وتفصيل .

٨/ حاولت الرواية تقديم خطاب نقدي للصحوة وخطابها وتداعياتها، وحملت الصحوة ما لم تحتمل، وتناست في النهاية أن الصحوة سائرة ضمن سلطة سياسية قد ترى شيئا، أو لا تراه
..! وتماهت الصحوة في غالب المشهد الثقافي والاجتماعي، إلا ما كان من مواقف مشهورة، واستفاد الطرفان من بعض ، واستقوت الصحوة ببنية الدولة الدينية، فقوي النصح، وعظم الاحتساب، وتلاشت التيارات القومية والتغريبية ..!
والعجيب أن السارد هنا حاول بقدرة عجيبة تنزيل كل مشاكل المنتكسين في التاريخ الصحوي ، ويشهد لذلك طول الرواية ، واختصاره لها لاحقا ، ولفها في شخصية واحدة، تراجعت ولم تستطع مواصلة الطريق .

٩/ جوانب من الرواية تحولت إلى سرد صحافي لا روائي وتاريخي تحليلي، فضعفت البنية الفنية لها.

١٠/ الحنَق النفسي والشخصي كان حاضرا بقوة، والله تعالى أعلم بسببه، ولكنه ما كان ينبغي أن يكون حافزا على تسطير رواية مطولة احتوت كل موضوعات الصحوة السعودية، ومن ثم نتج عنه :
- إضعاف البناء الفني للرواية .
- خلط السرد بالمقالة والتاريخ .
- محاولة تشويه الصحوة وتحميلها كل رزايا المجتمع ، وكأن غيرهم كانوا في مأمن منها .

١١/ لم تخل الرواية من جوانب نقدية مهمة من نحو المغالاة في التصنيف وتأسيس المجتمع المدني ، والتنبيه على مبالغات المجتمع والتي ورثتها الصحوة، وألبست بعضها اللبوس الشرعي ، وصراع التيارات والاصطفاف الحزبي ...
وهي من أروع التوصيفات..!
ومع ذلك نقول :
كان بإمكان الأستاذ السارد هنا توصيف مرحلة الصحوة بكتاب موضوعي متقن، كما صنع الأستاذ عبد العزيز الخضر في كتابه ( السعودية مسيرة دولة ومجتمع ) بدون الزج بالقالب الروائي المسف في توصيفات غير لائقة، وتجرح المشاعر المسلمة والعفيفة، والعمل الفني لا يسوغ النزول لهذا المستوى الكتابي على طريقة القصيبي والحمد وخال....!!
ومثل تلكم الرمزية الفنية، لا تسوِّغ المخالفة والتجاسر وتقليد الروائيين المنحطين، ففي الأدب المحافظ العفيف غنية عنه والله الموفق...!

ومضة/ تضخيم أخطاء الصحوة ديدن خصومها الاستئصاليين..!

‏‫
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية