من قصص الشهداء العرب
أبو سلمان العتيبي (فيحان العتيبي) 38


فيحان العتيبي...من أهالي مدينة عفيف وسكان مدينة الرياض....
نشأ يتيم الأبوين ..الأب والأم...وكانت نشأته على طاعة وبين عائلة طيبه....
من صفاته العجيبة...الصمت والهدوء واحترام الآخرين......والذلة لإخوانه....
واحترامه المطلق للعلماء والدعاة وأهل العلم والفضل.....وطاعته لربه وحرصه عليها....
ترى بين عينيه آلام المسلمين مجتمعه.....وملامح وجهه الحزينة تنبأك بما داخل نفسه ......
نمى إلى مسامعه أخبار إخوانه في طاجكستان...وما يحدث لهم من قتل وتشريد....
فقرر نصرة إخوانه هناك...وفعلا طار إلى هناك في عام1413هـ وكله شوق لإخوانه....
ونفسه تفيض بالتضحية والبذل...وصل الى هناك وبرفقته احد إخوانه المجاهدين .....
فرح بهم إخوانهم العرب في طاجكستان.ورحبوا بهم والتحقوا بمجموعة القائد أبو مصعب الشرعبي.
مكث فترة هناك وتدرب واعد واستعد ...وضرب أروع الأمثلة في الإيثار وخدمة إخوانه المجاهدين...
مكث فترة طويلة هناك وانتهى ماله الذي أتى به معه....ونفسه عزيزة لا يطلب ولا يقبل بالمال ....
وكان في ضيق شديد ومحتاجا للمال...وكان بجانبه أبو داوود الفرنسي (رحمه الله) وأخذا يبوحان لبعضهما
عما في نفسيهما وأصبح كلاهما بنفس الضائقة المالية ولكنهم يموتون ولا يطلبا المال...مع انه جائز لهما
وبعد فترة أتى إلى أبي سلمان بعضا من المال ...قليل جدا ...لا يعتبر مبلغا....
فذهب مسرعا إلى أبي داوود الفرنسي واقتسم معه المال بالتساوي....
وبعد فترة انحلت مجموعة ابي مصعب الشرعبي...ورجع كل من معه الى ديارهم.....
الا هو ذهب والتحق بمجموعة يعقوب البحر رحمه الله وتقبله...
شارك في اغلب المعارك التي دارت هناك في طاجكستان...واكرمه الله بقتل عددا من الروس....
انتهت أحداث طاجكستان فقفل راجعا إلى الرياض...وكله حزنا على ان الله لم يتخذه شهيدا....
ولكن أحداث الشيشان في الحرب الأولى في بدايتها...قد بدأت فنفر دون تردد ممسكا بعنان فرسه سمع صيحة في الشيشان وهيعة في قروزني فذهب إليها يبتغي القتل والموت مظانه......
وصل إلى هناك وكان هو العربي الوحيد في المنطقة ..قبل دخول القائد خطاب....وعاش مع الشيشانيين لا يعرف لغتهم ولا يعرفون لغته...ولكنهم أحبوه وقدروه ...يقول رحمه الله رأيت بعضهم يشربون الخمر ..
ويفعلوا بعض المحرمات وأنا لا اعرف اللغة ولكني استعنت بالله عليهم شهرا كاملا حتى تركوا شرب الخمر وحافظوا على الصلوات الخمس وابتعدوا عن الذنوب....
الله اكبر ..النية الصالحة تدمر حاجز اللغة ..نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.....
شارك اخوانه هناك ثم قفل راجعا الى الرياض مرة أخرى....ولكن هذه المرة عزم على الزواج...
فأخذ يبحث ويسأل ورتب نفسه على الزواج ...ولكن الله لم يشأ له ذلك....فلم يكتب له الزواج....
سافر بعدها إلى افغانستان مرة أخرى.....وكان مريضا جدا...مصابا بالملاريا القوية....
مكث هناك أربع سنوات إلى ان أتت قوى الصليب الحاقد الى ارض افغانستان ...وكان قائدا لأحد المناطق هناك وكانت كنيته أبو تراب النجدي...رمى الصليبيون قذائفهم فسارع المجاهدون الى اخذ السواتر الا هو لا يعترف بها ويقول لهم ويردد عليهم اتيتم للشهادة فتختبؤن منها....حتى أصيب قبل رمضان بخمسة ايام
وقتل شهيدا ان شاء الله .. وحط رحاله بعد طول جهاد وابتلاء تعرض له .......
رحم الله ذلك الأسد ...وتقبله واسكنه فسيح جناته..........

حمد القطري

الصفحة الرئيسة