من قصص الشهداء  في الشيشان وافغانستان واريتريا 
أبو سهل المكي وأبو خليل المكي (افغانستان) 23


اخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ان الجنين وهو في بطن امه يأتيه ملكان فينفخان فيه الروح ويكتب اجله ورزقه وشقي هو ام سعيد ......وايضا اخبرنا عليه السلام ان احدنا ليعمل بعمل اهل النار حتى لايبقى ويدخلها الا ذراع فيعمل بعمل اهل الجنه فيسبق عليه الكتاب فيدخل الجنه.... ان حديثنا عن رجل كان ممن غفل عن ذكر الله .... وكان مجال عملهما في الحرم المكي الشريف حيث كانا يدفعان عربات الحجاج والمعتمرين في المسعى .... وكانا لا يصليان مع الناس وهم في حرم الله الحرام في مكه ... وذلك من شدة غفلتهما .... شاء الله لهما الهداية وأرشدهم الله عز وجل الى الجهاد في ارض افغانستان الطيبة .... ذهب اخونا ابو سهل الى الجبهة .... قبل رمضان بأربعة اشهر وكان لم يسبق له ان صام رمضان وعمره في آخر العشرينات .... قام أمير الجبهة يحاول ان يدربه على الصيام ... فكان يمنعه من الأكل من الفجر وحتى الساعة العاشرة صباحا ثم يسمح له .... وهكذا في الأيام التي قضاها حتى استطاع ان يصوم يوما كاملا في الجبهة ... ففعل له المجاهدون حفلة متواضعة .... نزل الى بيشاور ليتحدث الى والدته العمياء ويطمأن عليها ... فقالت له والله اني راضية عنك ان تذهب للجهاد ولكن ارجوك... ارجوك... ان تأتي الي وتراني قبل ان أموت وارجع الى افغانستان مرة أخرى ... وفعلا رجع الى الجبهة واستأذن الأمير وودعه والشباب يلفهم الحزن على فراقه ... وكان الأمير ينظر اليه بعين الخوف والشفقة الا يرجع الى ماضيه ويضعف التزامه ويحيد عن الطريق .... نزل ابو سهل الى بيت الأنصار .... ورتب حجوزاته الى جده ... وقالوا له ان الرحلة بعد أربعة أيام ....فقال اذا امضي هذه الأيام الأربعة في الجبهة مرابطا حتى يحين موعد السفر ... وفعلا انطلق الى جلال اباد ورابط هناك ....
ودخل أول يوم من رمضان عليه وهو صائم ... وفي وقت العصر اتت قذيفة من قذائف العدو الشيوعي ...فأصيب اخونا ابو سهل فكانت شهادته .... رحمه الله وتقبله ..... وصل الخبر الى الأمير الذي كان عنده في الجبهة .... وقال لا انه ليس هو انا اعرفه انه ذهب منذ أيام الى بلده ....واذ بمجلة الجهاد تنشر صورته ... وتحكي قصته ...فبكى عليه رفقاؤه ..... رحمه الله وتقبله .....
واما عن ابو خليل المكي فلا يختلف عن رفيقه ابي سهل ... ذهب الى افغانستان .. واعد ورابط ثم رجع الى اهله في شهر رمضان .... وشد مأزره في العمل في الحرم حتى جمع مبلغ عشرين الف ريال من عرق جبينه ... واصلا الليل بالنهار انظر رحمك الله الى همه ... حيث ذهب الى احد اصحابه وقال له والله انها من عرق جبيني ... فجهز بها الرجال المجاهدين ... الله اكبر ... ما أعظمه من تجرد لله سبحانه ..... خرج بنفسه وماله في سبيل الله ... ثم ذهب الى افغانستان ورابط في خوست مع جلال الدين حقاني فكان من المقربين اليه جدا... وكانت شجاعته يضرب بها المثل ... حتى قتل رحمه الله وبكى عليه اخوانه وقبلهم القائد جلال الدين حقاني ... فرحم الله تلك الوجوه النيره ... المتجردة لله سبحانه وتعالى .....

من قصص الشهداء في الشيشان وافغانستان واريتريا
ابو علي الفرنسي وابوسعيد الجزائري 24

حمد القطري

الصفحة الرئيسة