بسم الله الرحمن الرحيم

(60)  قردش وقرادش......


في شتاء عام 1995م ............
وكانت أحداث الشيشان الأولى لها سنه تقريبا مستعره.....
حاولت الدخول إلى الشيشان طمعا في الجهاد....
ذكر لنا الطريق على النحو التالي.....
اذربيجان وعاصمتها باكو ومنها يكون الانطلاق الى الشيشان ....
رتبت نفسي ورتبت حجوزاتي على تلك الدولة....
وكان السفر عن طريق احد الدول الخليجيه.....
ركبت اتعب خطوط سفر في حياتي ....
لا اشبهها الا بطائرات الهيوشن في افغانستان ....
والذي ذهب الى طاجكستان يعرف هذه الطائرات العسكريه المهترئه......
طائرة تابعة للخطوط الجوية الاذربيجانيه ....
طائرة قديمه من نوع انتينوف بالكاد تقلع......
المقاعد متحركه وغير ثابته لنقص في عدد المسامير......
خدمة الطاقم يعاملون المسافرين كأسرى حرب؟؟؟؟؟
عموما وصلنا بفضل الله وسلامته الى باكو.....
مطار قديم جدا وخدمات تحت خط الصفر .......
سبحان الله رأت عيناي العجب العجاب.......
شعب يغلف وجهه البؤس والفقر والشقاء......
شوارعهم ممتلئة بالنفط يخرج متسربا من الابار.....
شعب يشكل سبعين بالمائة منه الرافضه ........
وصلت الى بيت خطاب رحمه الله .......
وجدت ضالتي وشممت رائحة الجهاد مرة اخرى.....
والله اكاد الامس النجوم بهامتي من الفرح والسرور ......
كان قريبا منا بيتا للاخوة الاتراك المجاهدين....
ذهبت لزيارتهم فوجدتهم اناس صالحين متحمسين ذوي اخلاق فاضله......
وعرفت بعضا منهم كانوا معنا في البوسنة والهرسك .....
ينادوا بعضهم قردش (أي اخي او صاحبي )......
عشت معهم اياما طيبه كلها الخير والطاعة والمحبه......
احد هؤلاء المجاهدين الاتراك اظن كنيته ابواحمد.....
كان وسيما جدا جدا جدا......
فقال لي احد الإخوة الأتراك أرأيت هذا الرجل الوسيم....
قلت نعم ماشاء الله تبارك الله......
قال هذا احد طلبة الجامعه في اسطنبول .....
وكانت الفتيات يضايقنه كثيرا ويحاولن التقرب منه....
وقامت شركات كثيرة بتقديم عروض عمل لديه كعارض ازياء او ممثل....
او القيام بعمل الدعاية لاحد المنتجات....
ولكنه رجل طيب القلب فطرته سليمة لم يتربى على الأمور الرذيلة....
فأبى كل هذه العروض....
وكان عنده في حارته التي يسكن بها شخص مجاهد ممن سبق له الجهاد في البوسنة.....
لازم هذا الأخ حتى وصلوا الى اذربيجان للذهاب الى الشيشان ....
تجاذبت أطراف الحديث مع ابي احمد (كما اظن)....
وجدته رجلا بسيطا متواضعا يبكي من الفرحه انه وجد راحته النفسيه.....
تحدثت مع الأتراك حيث كان لهم مجموعة كامله معنا في البوسنه .....
وتذاكرت معهم قصة عبدالمتين التركي كان اميرهم وشيخهم....
وتذاكرنا اخلاقه وصفاته واستشهاده.....
ثم انشد احد الاتراك قصيدة باللغة التركيه في عبدالمتين....
اخذ الجميع يبكي على لحنها الحزين....
حتى اني حفظت القصيده باللغة التركيه وبلحنها الحزين.....
وهكذا مرت ايام معهم كلها خير وطاعه ومحبة والفه...
حتى اتى يومنا المشهود ....
اليوم المعد لتهريبنا الى ارض الشيشان عبر داغستان من اذربيجان....
تجهزنا وانتقلنا الى الحدود الداغستانيه .....
وقام دليلنا الشيشاني بالمشي امامنا ......
كنا مجموعة من المجاهدين ...
خمسة اتراك وقطري(انا) وسعودي......
كانوا يمشون امامنا وخلفنا ويحملون عنا حقائبنا....
واذا جلسنا للراحه نادوا علينا قردش كيف حالك.....
كان الطريق متعبا ومخيفا حيث كان المشي لأيام متواصله .....
واذا توقف الدليل للراحه نسقط من التعب ......
ولكن القرادش الاتراك يذهبوا ليحتطبوا.....
ويشعلوا لنا النار ويقوموا بمساج ارجلنا ورؤوسنا .....
فكم احببناهم والله واحبونا هؤلاء القرادش......

م. حمد القطري

الصفحة الرئيسة