بسم الله الرحمن الرحيم

(47) الكلام من ...... ذهــب ..


الذكاء و الدهاء و المكر .. صفات نعترف بأن حكمتيار يمتلكها ..
حكمتيار .. قائد سياسي محنك يجيد استغلال الأحداث لصالحه .. كل الأحداث
و يعرف بالضبط ماذا يقول .. و متى يقول ..و أين يقول ..
يعرف كيف يؤثر على الرأي العام .. و يستميل قلوب المسلمين لصالحه ..
قلوبهم .. و ليس عقولهم
فمن يفكر بعقله .. بتجرد ( بدون حزبية ) ..
يعلم أن حكمتيار .. مثل غيره .. رجل يسعى للحكم .. بأي وسيلة .. أي وسيلة ..
بل يعادي و يوالي في الكرسي .. يغضب لأجله .. ويرضى لأجله .. و يقاتل من أجله ..و يسالم من أجله
و لا ينكر هذا إلا مكابر .. او .. حزبي ..
تعاطفنا معه كثيرا و أحببناه .. ليس لدواعي حزبية .. و لكن لدواعي شرعية ..
ثم تبين لنا .. و لكل عاقل متابع للأحداث (بدون حزبية ) .. أن حكمتيار رجل (مصلجي) درجة أولى
لا يهمه أمر المسلمين و دماءهم و أعراضهم ..
بقدر ما يهمه هذا الكرسي العجيب الذي أطار ألباب الرجال ..
عندما عرفناه و جربناه .. تكشف لنا عن ذئب في جلد حمل ..
و لا أرى كبير فرق بينه و بين رباني .. بل و لا حتى قرضاي ..
بل إني لأظن أنه أحب لأمريكا من قرضاي .. لأنه أقوى .. و أمكر و أدهى ..
لكنه أذكى و أفطن من أن يرمي نفسه على الامريكان كما يفعل قرضاي ..
و يعلم إن فعل هذا فإنه نهايته السياسية و الجماهيرية
نعم هو ضد أمريكا .. لأن الوضع الآن يتطلب منه أن يكون ضد أمريكا ..
هو مع طالبان .. (بالكلام فقط ) .. لأن الوضع الآن يتطلب منه أن يكون مع طالبان .. ( ولو بالكلام ) ..
و إلا كلنا يعلم إنه رفض المبايعة .. علنا .. و رفض الدخول و القتال تحت راية طالبان .. و هذا ليس سرا
و كلنا يفهم أن مواقفه دائما .. مخالفة لتصريحاته .. و لكن الحزبيين لا يعقلون ..
فليس عند حكمتيار أصلا إلا الكلام ..
لذلك لا يضره أن يقول .. إنه على استعداد لإرسال عشرة آلاف مقاتل للدفاع عن باكستان ضد الهند ..
لأن الكلام لا يحاسبه عليه أحد .. و في نفس الوقت .. يكسب به قلوب الناس ..
كما كسبها عندما قال نفس الكلام .. لطالبان في بداية الحرب .. فنسى الناس فجأة .. من هو حكمتيار
و لم يسأله الناس .. أو يسألوا أنفسهم .. أين هو طيلة هذه السنوات ؟؟ .. لماذا لم يدخل تحت حكم الإمارة الإسلامية
هل يرى أنه يجب عليه جهاد الإمارة .. كما جاهد الروس .. ؟؟
و ليت شعري أين يخبئ حكمتيار هذه الأعداد الهائلة من المقاتلين ؟؟
الذين يتبرع بهم ( بالكلام ) لكل الأمم المستضعفة في الأرض ..
و كلنا يذكر الحركة التي فعلوها .. عندما أرسلوا بعض المقاتلين أيام حرب الخليج ..
كلام .. يتحول بقدرة قادر إلى أموال طائلة تصب في خزانة الحزب الإسلامي ..
و هذا يناقض المقولة التي تقول ( يعطيهم من الرخيص )
فالكلام عند حكمتيار .. ليس بالرخيص ..
بل هو يحلب الملايين بكلامه هذا .. و الحزبيين يعرفون هذا جيدا ..
حكمتيار تناصف أفغانستان مع رباني لمدة أكثر من ست سنوات .. فماذا فعل في الحرث و النسل ؟؟
و بأي شريعة حكم البلاد التي دانت له طيلة هذه المدة .. أو على الأقل الولايات التي كانت تخضع لسيطرته
لم يحكمها بشرع الرحمن ..و لا بشرع الطاغوت .. بل لم يكن هناك أي شريعة تحكم ..
شريعة الغاب وحدها التي حكمت الناس لمدة سنوات ..
حتى ضجت الناس و اشتكت البهائم إلى بارئها .. من هؤلاء الطغاة ..
أليس حكم حامد قرضاي أرحم بالناس من حكم حكمتيار .. إي و ربي ؟؟ إي و ربي ؟؟
لكن الحزبيين لا يعقلون ..
و ستكشف لكم الأيام .. الحزبيين على حقيقتهم ..
و سترون الكثير الكثير من طلبة العلم .. الذين نصروا طالبان .. نصراً ضعيفا هزيلا
و الذين صمتوا أيضا .. فلم يعلم لهم موقف محدد .. و أصحاب المواقف الهلامية ..
سترونهم كيف يفزعون لحكمتيار .. و يغضبون له غضبة مضرية ..
فهو الفارس الذي لا ينبوا سيفه و لا يكبوا فرسه
و هو القائد العسكري المحنك .. و القائد السياسي الداهية
و هو أولا و أخيرا .. هوى الحزبيين ..
و كلنا يعرف أن الهوى .. داء .. لا دواء له ..
اللهم إن نسألك أن تكفي عبادك المجاهدين الصادقين .. شر ما يحاك لهم ..
اللهم اكف الملا عمر و أسامة بن لادن و أنصارهم شر كل ذي شر ..
اللهم اكفهم شر الكافرين الخبثاء ..
اللهم اكفهم شر المنافقين العملاء ..
اللهم اكفهم كيد الحزبيين الأدعياء ..
اللهم ليس لهم إلا أنت ..
اللهم خذلهم البعيد و القريب
و تخلى عنهم العدو و الحبيب
اللهم انقطعت بهم أسباب الأرض ..
فأمدهم بسبب من السماء
يا قوي يا عزيز ..

همام

الصفحة الرئيسة