صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







ماذا يراد من المرأة بعد التغييرات الوزارية

فهد بن سعد أبا حسين

 
بسم الله الرحمن الرحيم

نحن كثيراً ما نقول: ماذا سيجني المجتمع السعودي من الانفتاح .ويعدد البعض الفوائد من الانفتاح ولكن ... لا نسأل أنفسنا ماذا خسر العالم كله بضعف ثوابت المملكة العربية السعودية .
يقول أحد الدعاة :
كانت جارتنا عجوزاً يزيد عمرها على السبعين عاماً .. وكانت تستثيرُ الشفقة حين تشاهَد وهي تدخل وتخرج ، وليس معها من يساعدها من أهلها وذويها ، .. كانت تشتري طعامها ولباسها بنفسها ، .. كان منزلها هادئاً ليس فيه أحد غيرها ولا يقرع بابها أحد .
كانت المرأةُ المسنة تلاحظ عن كثبٍ تماسك العائلة المسلمة . كيف يعامِلُ الوالدُ أبناءه ، وكيف يلتفون حوله إذا دخل البيت ، وكيف تتفانى المرأة في خدمة زوجها . وكانت المسكينة تقارن بما هي عليه وما نحن عليه .. كانت تذكر أن لها أولاداً وأحفاداً لا تعرف أين هم ، ولا يزورها منهم أحد ، قد تموت وتدفن أو تحرق وهم لا يعلمون ، ولا قيمة لهذا الأمر عندهم ! ، أما منزلها فهو حصيلةُ عملِها وكدحِها طِوالَ عمرِها .. وكانت تذكر لزوجتي الصعوبات التي تواجه المرأة الغربية في العمل وشراء حاجيات المنزل ثم أنهت حديثها قائلة :
إن المرأة في بلادكم ( ملكة ) ، ولولا أن الوقت متأخر جداً لتزوجت رجلاً مثل زوجك ، ولعشت كما تعيشون !. أهـ . وقد قال قائل الغرب : " الإسلام يتذكر ما قد نسيه الغرب ".
كثيرٌ من الناس يفقه التقدم والرقي الغربي ولكنه يُعمي بصره وبصيرته عن الانحطاط الاجتماعي هناك ولا يسأل عن حال المرأة إلا في سن العاشرة إلى سن الخمسين . فهو لا يعرف حالها قبل العاشرة ولا بعد الخمسين وإنما ينظر لها وقت زهرتها التي تشبع غريزة الرجل فقط وأما بعد ذلك فلا يسأل عنها .
هذه هي حقوق المرأة ؟؟
ويبدو أن قصة المرأة العجوز ستكون كثيرة حينما نعيش هذا الاحتلال الفكري الغربي ، فمن هي ضحية التجربة الأولى لعمل المرأة في الاختلاط .
كثير من الكتاب يظن أنه يدعو للانفتاح وهو حقيقة يدعو إلى الانغلاق على الفكر الأمريكي فهو لا يريد الاستفادة من الآخرين وإنما يريد الانغلاق والمشي على خطاهم .
فهو في وادي والانفتاح المحمود في وادٍ آخر.
فالاستفادة من الآخرين مطلوبة في حدود الشريعة بعد دراسة العواقب والآثار والعقبات .
وطريق بناء الحضارة واضح وله معالمه وهو يختلف عن إفساد المجتمعات .
وكثيرٌ من الناس من يقول إن المملكة العربية السعودية لم يدخلها الاستعمار وأنا ممن يقول ذلك .. ولكن من يحدد الفرق بين الاستعمار وبين الضغوط الغربية من تلك الدول التي تدعو للحرية.
والعجب أن الشعار هو الدعوة إلى الحرية وهي حريةٌ تكبت حريات أخرى .
لماذا يُقحَمُ بلدٌ بأكمله يختلط رجاله بنسائه مع أن دينهم وعقولهم وفطرهم تمنع ذلك.
ما هي الأسباب وراء هذه الغزوات التي اشتدت في السنوات العشر الأخيرة .
دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات مع وزارة التربية والتعليم أغضب الناس غضباً عارماً ، ثم قرار وزير العمل في الأسواق النسائية الذي كان واضحاً بأنه قرار من ذهنٍ يعيش في مجتمع غير مجتمعه .. فكان قراراً لا يرضاه دين ولا عقل ولا مجتمع ... فضج الناس من ذلك القرار .
مع أن هناك طريقاً آخر لعمل المرأة يحفظ لها عرضها وعفتها من أيدي العابثين وحلولاً أخرى إلا أنها حلول محاصرة لا يُراد لها الظهور .
فهل هذه حريةٌ لعمل المرأة ؟
والغرب وأعوانه يبحثون عن حقوق المرأة والطفل ولا يبحثون عن حقوق الرجل .
والعدو يحاول أن يبرز الضعيف مكان القوي في صفوف خصومه وأعدائه وقد قال صلى الله عليه وسلم " لا يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة " .
فما نراه اليوم يبين بوضوح أن هناك غزوات تغريبية فكرية لهذه البلاد .
لقد حرّر الغرب الأرقاء والعبيد في المملكة العربية السعودية في العقود الماضية .. ثم دارة الدائرة ليكون الشعب السعودي فريسة للاحتلال الفكري الأمريكي .
أما الصحف فإنها تذكرني بجماهير الكرة .
ثم تأملت مرةً أخرى في الصحف فرأيت أنها جمهور لفريق واحد هو ذلك الفريق الذي يطبل لخروج المرأة ونزع حياءها وعفتها مع أنهم يدعون إلى ضرورة معرفة الرأي الآخر والتعدد المذهبي في الدين ... لكن ليس في الصحافة .
فما أن يزور هذه البلاد الرئيس الأمريكي ... أو تكون هناك فرصة سانحة إلا ونرى من غدٍ أعلام الفكر الغربي مرفوعة في هذه الصحف . فهم بحاجة إلى تحرير العقل من الأسر الأمريكي .
كثيرٌ من الناس من يدعو إلى انفتاح المرأة السعودية لكن لا يدعو إلى تميز المرأة السعودية فهو يريد للمرأة المسلمة أن تكون كغيرها بلا تميز وبلا استقلال حتى تكون قصةً جديدة للمرأة العجوز التي ذكرنا .
لقد حزنت كثيراً لما رأيت اللقطاء . فرأيت أحدهم وكأن قلبه يتحدث فيقول : من هي أمي ... ومن هو أبي ... ما هو مستقبلي ما هي غايتي في الحياة ... أين إخواني وأخواتي . . من الذي ينفق عليّ... في أسئلة كثيرة لا يجد لها جواباً .. ولن يجد لها جواباً ...
لقد نجحت حضارة المملكة العربية السعودية في القضاء على مثل هذه الحالات لما حافظت على المرأة وأخفقت حضارة الغرب التي بنت حضارتها على التقدم التكنولوجي والتقني ... ونسيت بناء الإنسان ، بل وقاتلت فطرته .
كل ذلك بسبب شهوةٍ طغت على عقل الإنسان ودينه فكانت هذه النتيجة .
أما تلك المرأة التي عاشت في أوحال الرذيلة بين الرجال . فقد فقدت الفرحة بطفل لها ترعاه ... فهي تتمنى طفلاً يخرج من بيت الزوجية ؟
وإذا بذلك الرجل الذي يعيش بين أحضان النساء قد بدأ به الشيب .. ورق العظم ..فيبحث عن صوتٍ في بيته .. وأسرةٍ يرعاها .. فلا يجد ذلك كله فسأل حينئذ عن حقوق الشيوخ وكبار السن .. أين حقوقهم .. أين حقوقهم .. أين من يرعاهم .. أين من يقوم على شئونهم ..فكان الجواب : هذا جزاء احتضان الرذيلة ، هذه نهاية الشهوات وأسبابها من الاختلاط .. والتبرج ..
(والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ) .


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فهد أبا حسين
  • مقالات دعوية
  • الصفحة الرئيسية