بسم الله الرحمن الرحيم

من نفائس أقوال شيخنا الألباني - رحمه الله -

**1**

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قال شيخنا الألباني – ونِعمَ ما قال - :
واعلم أن ورود مثل هذه الأقوال المخالفة للسنة والقياس الصحيح معاً في بعض المذاهب ممَّا يوجب على المسلم البصير في دينه ، الرحيم بنفْسه ، أن لا يُسلِم قيادة عقله ! وتفكيره !! وعقيدته !!! لغير معصوم ، مهما كان شأنه في العلم والتقوى والصلاح ، بل عليه أن يأخذ من حيث أخذوا : من الكتاب والسنَّة إن كان أهلاً لذلك ، وإلا سأل المتأهلين لذلك ، والله تعالى يقول : { فاسألوا أهلَ الذِّكر إن كنتم لا تعلمون } .
" السلسلة الصحيحة " ( الحديث رقم 91 ) .
فهل من مدَّكر ؟؟


**2**

قال شيخنا الألباني – رحمه الله - :
وأما ما أثاره في هذه الأيام أحد إخواننا الدعاة من التفريق بين ( الطائفة المنصورة ) و( الفرقة الناجية ) ، فهو رأي له ، ولا أراه بعيداً عن الصواب ، فقد تقدَّم هناك النقل عن أئمة الحديث في تفسير الطائفة المنصورة أنهم أهل العلم وأصحاب الآثار ، وبالضرورة تعلم نه ليس كل من كان من الفرقة الناجية هو من أهل العلم بعامَّة ، بلْه من أهل العلم بالحديث بخاصَّة ، ألا ترى أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين يمثلون الفرقة الناجية ، ولذلك أُمرنا بأن نتمسك بكما كانوا عليه ، ومع ذلك فلم يكونوا جميعاً علماء ، بل كان جمهورهم تابعاً لعلمائهم ؟

فبيْن ( الطائفة ) و ( الفِرقة ) عمومٌ وخصوص ظاهران ، ولكنِّي مع ذلك لا أرى كبير فائدة من الأخذ والرد في هذه القضية حرصاً على الدعوة ووحدة الكلمة .
" السلسلة الصحيحة " ( 270 ) .
رحمك الله يا إمام
فهل من مدَّكر ؟


**3**

(( فساد مقولة " ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك " ! ))
قال الشيخ الألباني :
ومما ينكر في هذا الحديث قوله : ما أبكي شوقاً إلى جنتك ولا خوفاً من النار ! " فإنها فلسفة صوفية اشتهرت بها " رابعة العدوية " إن صحَّ ذلك عنها ، فقد ذكروا أنها كانت تقول في مناجاتها " ربِّ ما عبدتك طمعاً في جنتك ولا خوفاً من نارك " ، وهذا كلام لا يصدر إلا ممن لم يعرف الله تبارك وتعالى حقَّ معرفته ، ولا شعر بعظمته وجلاله ، ولا بجوده وكرمه ، وإلا لتعبَّده طمعاً فيما عنده من نعيم مقيم ، ومن ذلك رؤيته – تبارك وتعالى - ، وخوفاً مما أعدَّه للعصاة والكفار من الجحيم والعذاب الأليم ، ومن ذلك حرمانهم النظر إليه كما قال { كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لَمحجوبون } ، ولذلك كان الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – وهم العارفون بالله حقّاً – لا يناجونه بمثل هذه الكلمات الخيالية ، بل يعبدونه طمعاً في جنَّته ، وكيف لا وفيها أعلى ما تسمو إليه النفس المؤمنة ، وهو النظر إليه – سبحانه - ، ورهبةً من ناره ، ولِمَ لا وذلك يستلزم حرمانهم من ذلك ، ولهذا قال – تعالى – بعد أن ذكر نخبةً من الأنبياء : { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغَباً ورهَباً وكانوا لنا خاشعين } ، ولذلك كان نبيُّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم أخشى الناس لله ، كما ثبت في غير ما حديث صحيح عنه .
هذه كلمة سريعة حول تلك الجملة العدوية ، التي افتتن بها كثير من الخاصة فضلاً عن العامة ، وهي في الواقع { كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً } ، وكنتُ قرأتُ حولها بحثاً فيَّاضاً ممتعاً في " تفسير العلاَّمة ابن باديس " فليراجعه من شاء زيادة بيان .
" السلسلة الضعيفة " ( حديث رقم 998 ) .


**4**

(( هل يجبر الزوج زوجته على ما يراه في مسائل الخلاف ؟ ))
سئل شيخنا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
إذا اختلفت المرأة مع زوجها في رأي فقهي مثل السفر بدون محرم فهو يرى أن مكة ليست سفر، وهي ترى أنها سفر، فهل له أن يجبرها على رأي فقهي عموما؟
فأجاب :
{ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض } ، ففي مثل هذه المسألة لابد أن ينفذ رأي أحد الزوجين، لا بد من أن ينفذ أو أن يطبق رأي أحد الزوجين، إما الزوج، و إما الزوجة، ولا شك و لا ريب أن الرجل مادام أن الله عز وجل فرض على المرأة أن تطيعه فلا عبرة برأيها- والحالة هذه- وعليها أن تطيعه، ولكن قبل ذلك عليهما أن يتطاوعا وأن يتفاهما، فإذا وصل الأمر إلى النقطة التي جاء السؤال عنها، فالجواب أنها يجب أن تطيعه وألا تخالفه.
" شريط رقم 25/ 2 وجه ب " ، ضمن " الفتاوى النسائية " .

كتبه
إحسان بن محمد بن عايش العتيبـي
أبو طارق