بسم الله الرحمن الرحيم

" أعَلَى مثل مشايخنا : ابن باز والألباني وابن عثيمين نبكي ؟
فلنبكِ على أنفسنا " !


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فإن كان منَّا بكاء فليكن على أنفسنا ، لا على مشايخنا وأئمتنا ؛ ذلك أنهم لقوا ربهم وقد قدموا لأنفسهم ما يفرحون به .

1. فالشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله مات وقد نصر العقيدة السلفية ، وبيَّن المنهج الحق الواضح ، وألَّف عشرات الرسائل ، وأفتى آلاف الفتاوى ، وله مئات الأشرطة العلمية النافعة ، مات وقد حج أكثر من خمسين حجة وأضعافها من العُمَر ، ومئات الطلبة النابغين النابهين ، مات وأمامه شفاعات شفع فيها لمستحقيها ، وأموال قدَّمها لمحتاجيها ، وعمل خير لا يمكن إحصاؤه ها هنا .
أمثل هذا يُبكَى عليه ؟؟

2. وشيخنا الألباني رحمه الله نصرَ السنة ، وقمع البدعة ، وأوضح المحجة ، وبيَّن صحيح السنَّة مِن ضعيفها ، وألان للناس الحديث ، وله عشرات الكتب النافعة ، وآلاف الأشرطة العلمية الشرعية .
أمثل هذا يُبكَى عليه ؟؟

3. وهذا رفيق دربهم وثالث أئمتنا الشيخ ابن عثيمين ، يلقى ربه – إن شاء الله – ولم يترك فنّاً إلا وشرحه وبيَّنه ، وله آلاف الفتاوى والأشرطة ، ومئات الطلبة بل آلاف منهم من تتلمذ عليه مباشرة ومنهم من تتلمذ على أشرطته ، ألان للناس الفقه ، فقرأ الناس الفقه وفهموه بعد كان لا يجرؤ عليه إلا الخاصَّة .

يموت الشيخ وهو صاحب همَّة عالية ، لم يمنعه مرض من إفتاء ، ودروس ، وخطبة جمعة ، لم يبع دينه بعرض من الدنيا ، أتته الدنيا وهي راغمة فركلها برجله ، وُهبت له أبنيةٌ فجعلها وقفاً على طلبة العلم، وأُعطي الأموال الطائلة فجعلها للنفقة عليهم ، أفتى ودرَّس الطلبة والمعتمرين والحجاج ، لم تأت عليه سنة إلا وفيها عدة عُمَرٍ وحجة ، كان فيها العابد والمعلِّم والمربِّي والمنفق في سبيل الله .
أمثلُ هذا يُبكَى عليه ؟؟

إخواني :
إنما يُبكى على من مات مقصِّراً لاهياً تاركاً أمر الله ، أما من مات على عقيدة صحيحة ، ومنهج صحيح ، وتعليم وتوجيه وتربية : فهنيئاً له هذه الميتة مع كثرة فتن هذا الزمان .
أسألكم بالله ألا تحبون أن تموتوا على مات عليه هؤلاء الأئمة ؟؟
فلم لا نعمل عملهم ؟ ولا نقدم لأنفسنا مثل ما قدَّموا ؟؟
وإنه وإن في القلب لوعة وحسرة على فقدان أئمة الهدى ، فإن فيه فرحاً بأنهم يقدمون على ربٍّ غفور رحيم كريم ، أسأله سبحانه أن يجزل لهم المثوبة وأن يسكنهم الفردوس ، وأن يبدلنا خيراً منهم، وأن يلحقنا بهم على خير .
والحمد لله أولاً وآخراً
أ.هـ

كتبه
إحسان بن محمد بن عايش العتيبـي
أبو طارق