بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ عبدالعزيز بن باز ( رحمه الله ) والصومال


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله   وبعد
فإن مناقب الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله كثيرة ، ومِن أعظم هذه المناقب شفاعاته للمحتاجين، والمنكوبين، وبالأخص العلماء، وطلبة العلم .
وهذه قصة حقيقية لإحدى أعظم شفاعات الشيخ ، وملخصها:
= جاء مجموعة مِن الصوماليين في آخر إحدى الليالي إلى الشيخ (أبو بكر الجزائري) في المدينة النبوية .
= وكانوا يبكون ، فهدَّأ الشيخ مِن روعهم وسألهم عن الأمر .
= أخبروه أن طاغية الصومال "سياد بري" سينفذ حكم الإعدام بـ (6) من إخواننا طلبة العلم فجراً !! .
= وأخبرهم الشيخ أنه لا يملك لهم نفعاً ، ولا يستطيع المساعدة في مثل هذا الأمر .
= فأصر الأخوة عليه بالتحرك لعمل أي شيء لمساعدة إخوانهم الذين بقي على إعدامهم ساعات قليلة .
= فلم ير الشيخ لهم – مع إصرارهم – إلا اللجوء إلى الإمام الشيخ ابن باز – رحمه الله - .
= فأيقظوه مِن نومه قرب الساعة الثانية تقريباً ، وقد علم أنَّ الأمر جدُّ مهم ، وهو الذي نذر حياته لخدمة الإسلام والمسلمين .
= وعلم الشيخ بالقصة ، وطمأنهم ، ووعدهم بالتحرك للمساعدة .
= اتَّصل الإمام – رحمه الله – بـ (ولي العهد) الأمير عبد الله !!
= أعلمه الموظفون أن الأمير نائم في هذه الساعة ، ولا يستطيعون إيقاظه .
= فأصر الشيخ الإمام على إيقاظه وأن الأمر مهم ، وأنه سيأتي إليه إن لم يوقظوه .
= علم الأمير أن الأمر خطير ، وأن الشيخ الإمام يريد أمراً مهماً ، فاستيقظ وكلمه .
= علم الأمير بالقصة ، وطمأن الشيخ أن ينام مرتاحاً ، وأنه سيبذل أقصى ما يستطيع لإنقاذ أولئك الشباب ، والذين تخرج بعضهم من "الجامعة الإسلامية" وهم دعاة على حساب المملكة في الصومال.
= فاتصل ولي العهد بالسفير السعودي في الصومال ، ولا زال يجري السفيرُ اتصالاته ، حتى ربط بين ولي العهد والطاغية بري.
= كان الوقت حينها قريبا مِن الفجر قرب تنفيذ الحكم ، وما زال ولي العهد يكلم الطاغية شافعا للأخوة ، والطاغية يصر على الرفض، حتى رضخ الطاغية – بتوفيق الله – لشفاعة الأمير .
= وكان الطاغية قد أخبر الأمير أنه لا يستطيع إخراجهم وحدهم ، فلم يقبل الأمير عذره ، وكان في إخراجهم فرجاً لباقي المساجين الذين كانوا في التهمة نفسها .
= وطلب ولي العهد أن يأتي الشباب إلى المملكة في أقرب فرصة .
= فاتصل ولي العهد بالشيخ الإمام وطمأنه أنهم سيخرجون ، وسيكونون خلال أيام عند الشيخ .
= فاتصل الشيخ الإمام بأبي بكر الجزائري ، وطمأنه –والأخوة- أنه لن ينفذ حكم الإعدام ، وسيكون هؤلاء الشباب قريباً بين إخوانهم.
= فرح الشباب وكبروا وحمدوا الله تعالى ، وشكروا للشيخ الإمام ولولي العهد شفاعتهم .
= وما هي إلا أيام إلا والشباب قد خرجوا من سجن الطاغية ، والحمد لله أولا وأخيراً .

قال الله تعالى { ..ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً }.

رحم الله الشيخ الإمام وأسكنه فسيح جناته.
 

كتبه
إحسان بن محمد بن عايش العتيبـي
أبو طارق