بسم الله الرحمن الرحيم

فائدة في
" المسح على الخفين "
وتنبيه على خطأ لبعض العلماء


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله     وبعد
فلقد رأيت بعض أفاضل العلماء يفسر قوله تعالى { وامسحوا برؤوسِكم وأرجلِكم } - بالجر - على أن من معانيها : المسح على الخفين !

ولا شك أن هذا خطأ ظاهر ، فإن في الآية قوله تعالى بعدها { إلى الكعبين } وهما العظمتان الناتئتان في القدم ، فكيف يكون معنى الآية المسح على الخفين ، وفيها قوله { إلى الكعبين } ؟؟!!

ومعلوم أن المسح على الخفين يكون على ظاهر القدمين ، ولا علاقة للكعبين في المسألة أصلاً .

وعليه : فيكون معنى الآية :
أ . أن المقصود بالمسح هو : الإسالة ، وهو الغسل اليسير ، لأن غسل القدمين مظنة الإسراف .
ب . أو : أنها جرت للمجاورة .

قال شيخ الإسلام رحمه الله :
ولفظ الآية لا يخالف ما تواتر من السنة ؛ فإن المسح جنس تحته نوعان : الإسالة وغير الإسالة ، كما تقول العرب : " تمسحت للصلاة " ، فما كان بالإسالة فهو الغسل ، وإذا خص أحد النوعين باسم الغسل فقد يخص النوع الآخر باسم المسح ، فالمسح يقال على المسح العام الذي يندرج فيه الغسل ويقال على الخاص الذي لا يندرج فيه الغسل . " منهاج السنة " ( 4 / 172 ) .

وقال :
وفي القران ما يدل على أنه لم يرد بمسح الرجلين المسح الذي هو قسيم الغسل بل المسح الذي الغسل قسم منه فإنه قال { إلى الكعبين } ولم يقل إلى الكعاب كما قال { إلى المرافق } فدل على أنه ليس في كل رِجل كعب واحد كما في كل يد مرفق واحد بل في كل رجل كعبان فيكون تعالى قد أمر بالمسح إلى العظمين الناتئين وهذا هو الغسل . " منهاج السنة " ( 4 / 173 ) .

وقال :
وفي ذِكر المسح على الرجلين تنبيه على قلة الصب في الرجل فإن السرف يعتاد فيهما كثيراً .
" منهاج السنة " ( 4 / 1745 ) .

والله أعلم
 

كتبه
إحسان بن محمد بن عايش العتيبـي
أبو طارق