بسم الله الرحمن الرحيم

ترجمة الفيلسوف الطبيب ابن سينا


الحمد لله

ابن سينا

أ . هو: أبو علي الحسين بن عبد الله البلخي ثم البخاري ، الطبيب الفيلسوف الملحد توفي (عام 428ه‍). وكان أبوه من دعاة "الإسماعيلية الباطنية".

ب . قال الإمام الذهبي رحمه الله: وله كتابٌ "الشفاء" وغيره، وأشياء لا تحتمل، وقد كفّره "الغزّالي" في كتاب "المنقذ من الضلال". أ.هـ‍ ‍ "سير أعلام النبلاء" (17/535).

- وقال أيضا: وهو رأس الفلاسفة الإسلاميَّة، لم يأتِ بعد "الفارابي" مثله. فالحمد لله على الإسلام والسنَّة. أ.هـ‍ ‍ "المرجع السابق".

- وقال أيضاً: ما أعلمُه روى شيئاً من العلم، ولو روى ما حلّت الروايةُ عنه لأنَّه فلسفيُّ النِّحلةِ ضالٌّ (لا رضي الله عنه(1) )،. أ.هـ ‍ "ميزان الاعتدال" (1/539).

ج. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وقال ابن أبي الحموي الفقيه الشافعي... وقد اتفق العلماء على أن "ابن سينا" كان يقول بِقِدَمِ العالَم ونفيِ المعاد الجسمانيِّ، ونقل عنه أنَّه قال إن الله لا يعلم الجزئيات بعلمٍ جزئيٍّ بل بعلمٍ كليٍّ، فقطع علماءُ زمانِه ومَن بعدهم مِن الأئمة - ممن يعتبر قولهم أصولاً وفروعاً- بِكفْرِه وبكفرِ أبي نصر الفارابي(2) من أجل اعتقاد هذه المسائل وأنَّها خلافُ اعتقادِ المسلمين. أ.هـ ‍ "لسان الميزان " (2/293).

د. قال شيخ الإسلام رحمه الله - وذكر فرقةً من المتفلسفة فيهم "ابن رشد" -: ولهذا كان هؤلاء أقربَ إلى الإسلام من ابن سينا وأمثاله، وكانوا في العمليات أكثرَ محافظةً لحدود الشرع من أولئك الذين يتركون واجبات الإسلام ويستحلُّون محرَّماته، وإن كان في كلٍّ من هؤلاء مِن الإلحاد والتحريف بسبب ما خالف الكتاب والسنة، ولهم من الصواب والحكمة بحسب ما وافقوا فيه ذلك. أ.هـ‍ "منهاج السنة" (1/356).

- وقال أيضا:... ومَن دخل في أهل الملل منهم كالمنتسبين إلى الإسلام كالفارابي وابن سينا ونحوهما من ملاحدة المسلمين... أ.هـ ‍ "منهاج السنة" (3/287).

- وقال أيضا: و"إشارات(3) " ابن سينا، يعرف جمهور المسلمين الذين يعرفون دين الإسلام أنَّ فيه إلحاداً كثيراً أ.هـ ‍" منهاج السنة " (5/433).

هـ. وقال ابن القيم رحمه الله: قوله تعالى { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}
[ السجدة/ 4]: يتضمَّن إبطالَ قولِ الملاحدة القائلين بِقِدَمِ العالَم، وأنَّ الله سبحانه لم يخلقه بقدرته ومشيئته. ومن أثبتَ منهم وجودَ الربِّ جعله لازماً لذاته أزلاً وأبداً غيَر مخلوقٍ، كما هو قول ابن سينا والنصير الطوسي وأتباعهما من الملاحدة الجاحدين لما اتفقتْ عليه الرسلُ عليهم الصلاة والسلام، والكتبُ، وشهدتْ به العقولُ والفِطرُ. أ.هـ ‍ "اجتماع الجيوش الإسلامية" (ص86).

وفي "إغاثة اللهفان" له (2/267) قال إنه "إمام الملحدين".

- عقيدته

ذكر شيخُ الإسلامِ رحمه الله في كتابه المستطاب "منهاج السنَّة" بعضَ عقائد ابن سينا وردّ عليها، وذلك في مواضعَ متفرقةٍ من كتابه(4)، وسأذكرها - إن شاء الله- مع الإحالة إليها.

1. القول بقدم العالم(5). "المنهاج" (1/154).
قلت: والعجب من بعض النَّوْكى الذين نسبوا هذا القول ظلماً وزوراً لشيخ الإسلام رحمه الله، وألَّفوا في ذلك رسائل، وهو الذي أجاد وأفاد رحمه الله في نسف هذا الاعتقاد فخرَّ عليهم من فوقهم. وانظر في ردِّ هذه الفرية كتاب أخينا الفاضل مراد شكري" دفع الشُّبَهِ الغَوِيَّة" (ص11-21). و "نواقض الإيمان القوليَّة والعمليَّة" لعبد العزيز العبد اللطيف (ص98-105).

2. قوله " كلام الله هو ما يفيض على النُّفوس من المعاني التي تفيض إما من العقل الفعّال وإما من غيره". "المنهاج" (2/359).

3. قوله " إنَّ الله يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات". "المنهاج" (2/575).

4. قوله " إنَّ العالَم صدر عن ذاتٍ بسيطةٍ لا يقوم بها صفةٌ ولا فعلٌ ". "المنهاج" (1/182).

5. نفيُه لصفات الله تعالى. (1/268) و (1/402)، لذا وصَفَهُ شيخُ الإسلام رحمه الله في (1/334) بأنَّه مِن "جهمية الفلاسفة".

6. قولُه بِبَعضِ عقائد القرامطة الباطنية. (2/197).

7. ذَكَرَ ابنُ سينا بعضَ صفاتٍ للنَّبيِّ وقال " مَن حصّلت له فهو نبي" ‍‍ فردَّ عليه شيخ الإسلام رحمه الله فقال: وهذا القَدْر الذي ذكروه يحصل لخلقٍ كثيرٍ مِن آحادِ النَّاسِ ومِن المؤمنين وليس هو مِن أفضل عموم المؤمنين فضلا عن كونه نبيّاً. أ.هـ‍ ‍ (8/24).

قلت: وبعد هذا، فهل يصحُّ أنْ يُنسبَ هذا الرجلُ إلى الإسلام فضلاً عن وصفه بأنَّه مِن "علماء التربية الإسلامية"! والحمد لله على الإسلام والسنَّة ونعوذ بالله من الإلحاد والبدعة.

==========
الهوامش
(1) أثبتـها عن الذهبي الحافظُ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/291).
(2) وقد ذكر ابن كثير رحمه الله هذه العقائد وأنها سبب تكفير "الغزالي" له في "البداية والنهاية" (12/46) وقال عن "أبي نصر الفارابي" - لما ذكر بعض اعتقاداته الفلسفية -: فعليه- إن مات على ذلك- لعنة رب العالمين. ولم أر الحافظ ابن عساكر ذكره في "تاريخه" لنتنه وقباحته. أ.هـ‏‍ "البداية والنهاية" (11/238).
(3) أي: كتابه "الإشارات والتنبيهات".
(4) وقد استفدتها من "الفهرس" في آخر الكتاب الذي صنعه الدكتور محمد رشاد سالم رحمه الله - محقق الكتاب - ومن معه، فرحمه الله وجزاهم الله خيراً.
(5) ومعناه: أن العالم مخلوق لله، لكنه لازم لذات الله لزوم العلة للمعلول.

كتبه
إحسان بن محمد بن عايش العتيبـي
أبو طارق