بسم الله الرحمن الرحيم

من نفائس أقوال السلف

 التوكل / وفوات الأسباب / موقف المؤمن

قال ابن القيم – رحمه الله – :
" وعلامة هذا : أنه لا يبالي بإقبالها – أي الأسباب – وإدبارها ، ولا يضطرب قلبه ، ويخفق عند إدبار ما يُحبه ، وإقبال ما يكره ؛ لأن اعتماده على الله ، وسكونه إليه ، واستناده إليه ، قد حصنه من خوفها ورجائها ، فحاله حال مَن خرج عليه عدو عظيم لا طاقة له به فرأى حصناً مفتوحاً فأدخله ربُّه إليه وأغلق عليه باب الحصن ، فهو يشاهد عدوَّه خارج الحصن فاضطراب قلبه وخوفه من عدوه في هذه الحال لا معنى له ! وكذلك مَن أعطاه ملِك درهما ، فسُرِق منه ، فقال الملِك : عندي أضعافه فلا تهتم ، متى جئت إلي أعطيك من خزائني أضعافه ، فإذا علم صحة قول الملك ووثق به ، واطمأن إليه ، وعلم أن خزائنه مليئة بذلك لم يحزنه فوته ، وقد مُثل ذلك بحال الطفل الرضيع في اعتماده وسكونه وطمأنينته بثدي أمه لا يعرف غيره ، وليس في قلبه التفات إلى غيره ، كما قال بعض العارفين : المتوكل كالطفل لا يعرف شيئاً يأوي إليه إلا ثدي أمه ، كذلك المتوكل لا يأوي إلا إلى ربه سبحانه " .
" مدارج السالكين " 2 / 120 – 121 .


صابر ، ومصطبر ، ومتصبِّر ، وصبور ، وصبَّار

وقيل : مراتب الصابرين خمسة : صابر ، ومصطبر ، ومتصبِّر ، وصبور ، وصبَّار :

فالصابر : أعمها
والمصطبر : المكتسب الصبر ، المليء به .
والمتصبر : المتكلف حامل نفسه عليه .
والصبور : العظيم الصبر الذي صبره أشد من صبر غيره .
والصبار : الكثير الصبر ، فهذا في القدْر والكم ، والذي قبله في الوصف والكيف .
" مدارج السالكين " 2 / 158 .


من نفائس أقوال السلف

قال بعض السلف :
جعل الله لكل عمل جزاء من جنسه ، وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته لعبده ، فقال : { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } [ الطلاق / 3 ] ، ولم يقل : نؤته كذا وكذا من الأجر ، كما قال في الأعمال ، بل جعل نفسه سبحانه كافي عبده المتوكل عليه ، وحسبه وواقيه ، فلو توكل العبد على الله حق توكله وكادته السموات والأرض ومن فيهن لجعل له مخرجاً ، وكفاه ونصره ".  " بدائع الفوائد " ( 2 / 465 ) .


ابن القيم / وطالبان / والصليبيون

قال ابن القيم – رحمه الله - :
" ولو توكل العبد على الله حق توكله في إزالة جبل عن مكانه ، وكان مأموراً بإزالته لأزاله " ." مدارج السالكين " ( 1 / 81 ) .


من نفائس أقوال الإمام ابن عقيل / خاص بالأحداث

قال ابن عقيل :
إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك ، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة . " الآداب الشرعية " لابن مفلح ( 1 / 238 )

كتبه
إحسان بن محمد بن عايش العتيبـي
أبو طارق