صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 30

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

خالد بن سعود البليهد

 
بسم الله الرحمن الرحيم
باب التمييز


(التمييز: هو الاسم المنصوب المُفَسِّرُ لما انْبَهَمَ من الذَّوَاتِ، نحو قولك: تَصَبَّبَ زيدٌ عَرَقَاً، وتَفَقَّأَ بَكرٌ شَحمَاً، وطابَ محمدٌ نَفْسَاً، واشتريتُ عشرينَ غلاماً، ومَلَكتُ تسعينَ نَعجَةً، وزيدٌ أَكرَمُ منك أَبَاً، وأَجمَلُ منك وجهاً. ولا يكون التمييز إلا نَكِرَة، ولا يكون إلا بعد تمام الكلام).

هذا هو الباب الخامس من المنصوبات وقد عرف المصنف التمييز ومثل لأنواعه وذكر شروطه.


تعريف التمييز:

التمييز لغة: معناه فصل الشيء عن غيره كما في قوله تعالى: (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ). وأما في اصطلاح النحاة:  فهو اسم نكرة منصوب مُفَسِّر لِما انبهم من الذوات أو النسب.


شروط التمييز:

الأول:
أن يكون اسما لا فعلا ولا حرفا.
الثاني:
أن يكون نكرة لا معرفة.
الثالث:
أن يكون منصوبا لا مرفوعا ولا مجرورا.
الرابع:
أن يكون مفسرا للإبهام الواقع في الاسم الذي قبله مثاله تقول: (تصبب زيدٌ). ثم تسكت فما الذي تصبب منه عرقاً ماءً دماً فإذا قلت: (تصبب زيدا عرقا). أزلت هذا الإبهام وفسرته.
الخامس:
أن يتأخر على عامله فيكون بعد تمام الكلام.

التمييز لا يكون إلا نكرة:
لأن الغرض منه التفسير وإزالة الإبهام وهذا حاصل بالنكرة فهذا هو الوصف المهم في باب التمييز أن يكون التمييز نكرة و كذلك لا يتقدم على عامله لأن المقصود من التمييز التفسير و إزالة الإبهام فإذا تقدم على عامله نافى المقصود من ذلك فلابد إذن للعامل أن يتقدم على التمييز كالنعت فالتمييز هو كالنعت في الإيضاح فلابد أن يكون متأخرا عن عامله.

التمييز قسمان:

القسم الأول: تفسير إبهام في الذات
وهو أربعة أنواع:     

النوع الأول:
العدد سواء كان صريحا نحو: (اشتريت عشرين غلاما). فإذا قلت أنت مثلا: (اشتريت عشرين). ثم سكت فهنا الذات وهي العدد فيها إبهام عشرين ريالا رغيفا ثم بينت فقلت غلاماً. وإعرابه: اشتريت: اشترى فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك والتاء ضمير متصل مبني على الضم فى محل رفع فاعل. وعشرين مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. وغلاما تمييز منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

النوع الثاني:
المقدار سواء كان من المكيلات أو الموزونات أو المساحات تقول: (اشتريت قفيزا برا) ، (اشتريت وزنا ذهبا) ، (اشتريت شبرا أرضا). و هكذا و الإعراب كما سبق.

النوع الثالث:
شبه المقدار وهي المقاييس التي لم تشتهر ولم توضع للتقدير وإنما من باب التقريب كالأوعية وما يجري مجراها قال تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ). فـخيرًا في الآية تمييز لمثقال ذرة. و إعراب الآية: فمن الفاء حرف عطف و تفريع و من إسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه في محل رفع مبتدأ. ويعمل فعل الشرط مجزوم و فاعله مستتر جوزا تقديره هو. ومثقال مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف و ذرة مضاف إليه. وخيرا تمييز لمثقال ذرة منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. ويره جواب الشرط مجزوم بأداة الشرط. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

النوع الرابع:
ما كان فرعا للتمييز نحو: (هذا خاتم حديدا). فلو قلت هذا خاتم ثم سكت ماذا يفهم السامع. هذا الخاتم من ورِق أو ذهب أو حديد. لكن لما قلت حديدا فحديدا تمييز و الخاتم فرع الحديد لأنه مصوغ من الحديد فيكون الحديد هو الأصل . ومثله أيضا: (هذا باب خيزرانا) ، (هذه جبة صوفا) ، (هذا ثوب حريرا).

القسم الثاني: تمييز إبهام في النسبة وهو أربعة أنواع:

النوع الأول:
المحول عن الفاعل فالتمييز في هذا النوع كان في الأصل فاعلا ثم حولناه إلى تمييز تقول: (تصبب حسان عرقا). وأصل الكلام تصبب عرقُ حسان فحذفنا الفاعل وأقمنا المضاف إليه مقامه فارتفع ارتفاعه ثم حولنا الإسناد عن الفاعل إلى المضاف إليه ثم جئنا بعد ذلك بالفاعل وجعلناه تمييزا. ومثاله أيضا: قول الله تعالى على لسان زكريا عليه السلام: (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا). وإعرابها: الواو حرف عطف. واشتعل فعل ماض مبني على الفتح. والرأس فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. وشيبا تمييز منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وتقول كذلك: (طاب مالك نفسا). و الأصل: طابت نفس مالك.

النوع الثاني:
المحول عن المفعول به كما في قوله تعالى: (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا). وأصل الكلام في غير القرآن وفجرنا عيون الأرض. وإعراب الآية الكريمة: الواو حرف عطف. وفجرنا فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ونا فاعل. والأرض مفعول به منصوب، وعيونا تمييز منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

النوع الثالث:
المحول عن المبتدأ الواقع بعد إسم التفضيل نحو: (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا). فهنا تمييز نسبة شيء أكثر من شيء. وأصله في غير القرآن: مالي أكثر منك فحذفنا المبتدأ المضاف وأقمنا المضاف إليه مقامه ثم حصل إبهام في النسبة ثم جئنا بالمحذوف وجعلناه تمييزا. و إعراب الآية: أنا ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. وأكثر خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره وأكثر إسم تفضيل يعمل عمل الفعل وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. ومنك جار و مجرور متعلق بأكثر. مالا تمييز منصوب و علامة نصبه فتح آخره.

النوع الرابع:
غير المحول عن شيء أصلا يعني لم يحول عن شيء كما تقول: (امتلأ الإناء ماء) ، (ولله دره فارسا). و إعرابه: امتلأ فعل ماض مبني على الفتح. والإناء فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. وماء تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.

الفرق بين الحال والتمييز:

الأول:
الأصل في الحال أن يكون مشتقا والتمييز جامد غير مشتق.
الثاني:
الحال يفسر الهيئة والتمييز يفسر الذات.
الثالث:
الحال يأتي مفرد وغير مفرد والتمييز لا يأتي إلا مفرد.
الرابع:
يجوز للحال أن يتقدم على عامله والتمييز لا يتقدم عليه مطلقا.
الخامس:
يجوز تعدد الحال من غير عطف والتمييز لا يتعدد.


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية