اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/binbulihed/f/463.htm?print_it=1

حكم الرمي قبل الزوال أيام التشريق

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انوي الحج انا وزوجتي ان شاء الله وحجزت رحله جويه من حفر الباطن الي جدة وموعد العودة الساعه الثالثه من مطار جدة يوم الخميس ثاني ايام التشريق فهل يجوز ان ارمي قبل الزوال او بعد صلاة الفجر حتي استطيع ان اطوف طواف الوداع واذهب الي جدة قبل موعد الرحله بساعتين ام لايجوز وجزاكم الله الف خير.

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. فقد دلت السنة الصريحة على أن ابتداء رمي الجمرات في اليوم الحادي عشر واليوم الثاني واليوم الثالث عشر يكون بعد تحقق زوال الشمس فإذا تيقن الحاج دخول وقت الظهر أبيح له الرمي حينئذ لما ثبت في السنة من حديث عن جابر: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة ضحى يوم النحر وحده ورمى بعد ذلك بعد زوال الشمس). متفق عليه. وحديث ابن عباس: (رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمار حين زالت الشمس). رواه الترمذي. وجرى على هذا عمل الصحابة رضي الله عنهم وكانوا يتحينون الرمي بعد الزوال كما في حديث عن ابن عمر: (كنا نتحين فإذا زالت الشمس رمينا). رواه البخاري. وعن نافع أن ابن عمر كان يقول: (لاترمي الجمار في الأيام الثلاثة حتى تزول الشمس). رواه مالك. وهذا هو الصحيح لأن الشارع وقت ابتداء هذه العبادة بزوال الشمس كما وقت فعل الصلاة بدخول الوقت فيكون التوقيت شرطا في صحتها يجب اعتباره وتبطل بمخالفته وهذا قول عامة أهل العلم وخالف أبو حنيفة في يوم النفر اليوم الثاني عشر فرخص في الرمي قبل الزوال أما اليوم الأول واليوم الثالث من أيام التشريق فلا يعرف عند الأئمة الرخصة فيهما ومع ذلك فالقول بالرخصة يوم النفر قبل الزوال قول مرجوح لأنه مخالف للسنة الثابتة وعمل الصحابة واستحسان لا حجة فيه والحجة في الدليل لا في قول المجتهد ولو كان للمتعجل رخصة في الرمي لبينها النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينقل ذلك مع كثرة من حج مع النبي صلى الله عليه وسلم وإنما رخص النبي صلى الله عليه وسلم للرعاة والسقاة في تأخير رمي اليوم الأول إلى اليوم الثاني فيرميهما بعد الزوال وهذا من باب القضاء ولا يصح قياس الرخصة بالتقديم عن وقت الزوال على رخصة التأخير.

فيحرم على الحاج الرمي قبل الزوال في أيام التشريق ولا يجزئه ويجب عليه الإعادة بعد الزوال. وينبغي على الحاج أن يحتاط في الوقت فلا يرمي حتى يتحقق من حصول الزوال ولا يرمي وهو شاك أو متردد كما يفعل بعض المتسرعين.
ومن المتأخرين من رخص في الرمي قبل الزوال في سائر أيام التشريق وقوله لا يعرف عند العامة إلا قولا شاذا عن بعض التابعين وهو مخالف للأدلة والعمل على خلافه وفيه تساهل شديد والرخصة إنما تكون معتبرة في الأمور التي وسع فيها الشارع أما الأمور التي قيدها الشارع ووقتها وليس فيها أصل يدل على التوسعة فالرخصة فيها تكون من العبث والتغيير لحدود الدين ومع ذلك فقد وسع جسر الجمرات اليوم وزالت المشقة وانتفت الشبهة والحمد لله فينبغي على الناس اليوم لزوم السنة واتباع منسك النبي صلى الله عليه وسلم.

فعلى هذا يجب عليك البقاء في المشاعر حتى ترمي الجمرات في اليوم الثاني بعد الزوال ولا يحل لك الرمي والسفر قبل الزوال لأن رميك قبل الزوال لا يجزئك ولا تبرأ ذمتك بذلك وينبغي عليك أن تعظم شعائر الله وتكون وقافا عند حدوده خاصة في المناسك.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
6/10/1434
 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية