صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







حكم صلاة الغائب

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

يا شيخ توفي قريب لنا في أمريكا فعل يجوز أن نصلي عليه صلاة الغائب.

الجواب :
 
الحمد لله. مسألة مشروعية صلاة الغائب الأصل فيها ما ورد في الصحيحين: (أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصحابه يوم مات النجاشي ملك الحبشة رحمه الله فنعاه لهم وصفهم وصلى عليه صلاة الجنازة). وقد اختلف أهل العلم في حكم الصلاة على الميت الغائب على أربعة أقوال:
الأول: أنه لا تشرع صلاة الغائب لأحد وإنما كانت من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وهذا قول المالكية والحنفية وهذا القول لا يصح لأن الأصل في أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم التأسي والاقتداء به من الأمة إلا إذا دل الدليل على أنه من خصائصه ولم يرد دليل بين على أن صلاة الغائب من خصائصه فنبقى على الأصل.
الثاني: أنها تشرع لكل مسلم لفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع النجاشي والأصل العموم إلا بمخصص ولم يرد دليل يخصص هذا العموم وهذا قول الشافعية والحنابلة ويشكل على هذا القول أنه لم يحفظ أنه صلى الله عليه وسلم صلى على أحد إلا النجاشي مع كثرة من مات خارج المدينة.
الثالث: أنها تشرع في حق المسلم الذي مات ولم يصل عليه أحد لأن الصلاة عليه فرض كفاية أما من صلي عليه فلا يشرع الصلاة عليه لأن النجاشي مات في أرض الكفر ولم يصل عليه أحد فصلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم أما كثير من الصحابة الذين ماتوا خارج المدينة وصلى عليهم المسلمون لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليهم في المدينة وهكذا الخلفاء الراشدون لم ينقل عنهم أنهم صلوا على أحد مات خارج المدينة وترك الصلاة عليهم يدل على أن صلاة الغائب لا تشرع على من صلي عليه وهذا القول رواية عن أحمد واختاره ابن تيمية.
القول الرابع: أنها تشرع لمن كان له شأن في الإسلام كأن يكون إمام عادل أو عالم رباني أو قائد مجاهد ونحوه ممن كان له نفع ظاهر متعدي لعموم المسلمين للصلاة على النجاشي وكان ناصرا للمسلمين المهاجرين إليه أما إن كان من آحاد المسلمين نفعه قاصر لا يعرف بمزية فلا يشرع الصلاة عليه صلاة الغائب وهذا القول رواية عن أحمد.
والمختار أن القول الأول مرجوح لا دليل عليه ويبقى النظر في الأقوال الثلاثة الأخيرة فكلها محتملة في الدلالة وسائغة في النظر لكن القول بأنها تشرع لكل غائب بعيد لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا صلاته عن النجاشي وترك الصلاة على جميع من مات خارج المدينة ولأن القول به فيه مشقة وحرج ظاهر والعمل على تركه وأما القول بأنها لا تشرع إلا على من لم يصل عليه أحد ففيه نظر لأنه يبعد أن يكون النجاشي مات وحيدا وهو ملك على الحبشة من غير حاشية وأتباع لم يدخلوا في دينه والعادة أن الناس على دين ملوكها فهذا احتمال فيه بعد ولا شك أن المسلم إذا مات لا بد أن يصلي عليه أحد ويبقى أوجه الأقوال في نظري أن صلاة الغائب تشرع على من كان له شأن في الأمة وهو اختيار ابن باز وهذا المعنى قوي وهو ظاهر في النجاشي رحمه الله ومكافأة لإحسانه وبذله للأمة وهذا من محاسن هذا الدين العظيم شكر من له نفع عام للمسلمين ولما مات شيخنا الإمام ابن باز رحمه الله صلى عليه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها صلاة الغائب لعظيم نفعه وعلو قدمه في الإسلام وشكروا سعيه وتألموا لفقده. أما من عرف بالجور والفجور وعدم تحكيم الشريعة ومحاربة أهل الدين فلا تشرع الصلاة عليه ولا ينبغي إكرامه والله يتولى أمره.
فعلى هذا لا يشرع لكم أن تصلوا على ميتكم صلاة الغائب وعليكم بالدعاء والاستغفار له والصدقة عنه غفر الله له وتجاوز عنه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
10/10/1433

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية