صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الزواج بامرأة حديثة العهد بالإسلام

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عيد مبارك, تقبل الله منا و منكم و كل عام و أنتم بخير
قرأت يا شيخ أو جوابك حول موضوع خلع المرأة لزوجها على موقع صيد الفوائد, و أعجبتني طريقة توضيحك للأمور مما شد إهتمامي و بالخصوص أنني أعاني من مشكلة مع زوجتي و أضع القوصين على هاذا الإسم لأن الأمور غير واضحة تماما معها و مع قرارها الأخير في نيتها البقاء مع إبننا الصغير بعيدا عني لأنها تحس بالراحة حسب ما قالت لي مؤخرا على الهاتف قبل أن نتشاجر
المشاكل معها قديمة قبل أن نأتي إلى هاته البلاد بلادها (ألمانيا) من بريطانيا حيث عرفتها و تزوجتها و أنجبت لي إبن جميل أحبه في الله حبا لا يوصف, نتخاصم و نعود ثم نتخاصم و نعود لأنني لا أتمتع بوضيفة داءمة تضمن لي الإستقرار الأسري. و أسباب أخرى أكثرها نفسية و فارق في التقاليد و الدين مع انها إعتنقت الإسلام منذ 3 سنوات و لا تجيد الشيء البسيط من اللغة العربية
منذ مجيءنا إلى ألمانيا و هي تنغلق على نفسها مع إبني و أخفت علي مرضها بالسرطان ثم إحتفت أسبوعين و فوجءت بالرساءل تدعوني إلى دار المحكمة لأنني اسأة معاملة إبني حسب التقرير ثم إتهامنا العرب نحن بالعنف و العنف الأسري! صدمت لهاذا و خاصة للتعميم اللذي جاء في التقرير. لم اذهب إلى المحكمة لعدم إعترافي بها و لقناعتي أن الحل يكون فيما بيننا و خاصة أنني لا أريد التفريط في حقوقي اللتي هي مع إبني.
تكلمت مع من هو في حالتي و قيل لي أنه في هاته البلاد يهمشون الأباء و لا جدوى معهم و الحالات كثيرة صدقني, فذهبنا إلى إمام هنا بألمانيا, و تكلمنا عن المشاكل و نصحنا الإمام بالبقاء معا من أجل إبننا و هو ايضا من المتضررين من الزواج المختلط.
رجعت إلي زوجتي و بقينا شهور قليلة معا و لكن الضغوط اللتي علينا رجعت و كأن ضماءرنا أمرضتها المشاكل اللتي وقعت في السابق و لم ننساها و لم نستطيع تجاوزها و أنا بالخصوص ياشيخ تعود إلي تلك الإهانة, إهانة ما قيل في المحكمة ثم اقول لنفسي إنها زوجتك اللتي أنجبت لك إبنك و اللتي ساعدتك بالمال في وقت الحاجة. و مؤخرا جرحتها في لفظ ياريتني لم اتلفظ بسسبب إقصاءي من الحياة اليومية لأبني و ضغوط نفسية كانت علي فقلت لها أنني سأنتظر نهاية أجلكي لكي يتسنى لي العيش مع إبني في راحة من المشاكل. فغضبت و لم تضيع الوقت في الإختفاء مرة أخرى و عادت الأمور إلى الصفر مرة أخرى رغم إعتذاري لها و أنا خجول من ما قلت و اسأل الله ان يغفر لي ما كان في لساني و اللذي ليس في قلبي.
عوقبت في إبني حيث لم أراه يوم العيد و أطفأة الجهاز المحمول و بدون وساطة إحدى صديقاتها لما كلمتني و لما تسنى لي رؤية إبني في اليوم التالي. هي تخاف أن أهرب به بعيدا عنها إلى بريطانيا أو إلى بلدي و هاته ليست من الشهامة في شيء, كل ما أريد هو أن تتعافى من مرضها معي في البيت و إبننا من حولنا و لكن يبدوا أنها و من يعينها في هاته البلاد في حالة طوارئ لا يخدم إستقرار أسرتنا.
وعدتني بالرجوع إلى البيت اللذي أنا فيه اللأن في اليوم الثاني من العيد و كلمتني الأمس لتقول لي أنها تشعر بالراحة بعيدا عني و أنا لست من هاته البلاد و ليس لي الدعم للبقاء أو لمحاولة التكفل بإبني. الهاتف المحمول موطفأ و أنا في البيت لوحدي أنتظر ولا أحد يعينني أو يريحني.
هل أفهم ما قالته لي في الهاتف أنه خلع؟
هل أتفهم وضعيتها في مرضها و ما قلته لها قد زادها حزنا و إرهاقا و أرجع إلى بريطانيا أو بلدي؟
هل أنتظر أو أكافح من أجل إبني أي أوكل محاميا؟
أنا محتار و أنتظر فأفدني يا شيخ في شيء قد لم أستطع قراءته من تجاربك في الدنيا و من علمك.
أسف و الله بودي أن تكون رسالتي فيها محبة و سلم و أمان و خير و لكن بارك الله في جهودكم و مساعيكم الخيرية الدعوية.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله.
وتقبل الله منك صالح الأعمال وكل عام وأنت بخير.
زواجك بهذه المرأة يكتنفه عدة مشاكل الغربة للزوجة وقلة الدخل المادي وأمر مهم وهو أن زوجتك حديثة عهد بإسلام وغيرها وكل هذه المشاكل هي التي خلقت جوا مشحونا بينكما وشجارا دائما وعدم استقرار في الحياة الزوجية وزاجكما آيل إلى الفشل في المستقبل وهذا شيء طبيعي في حالتكم إلا أن يكتب الله لكما التوفيق.
فإذا أردت أن تستمر الحياة بينكما وتدوم الألفة والمودة فلا بد لك أن تقضي على جميع هذه المشاكل أو تخفف حدتها على حسب الاستطاعة وإلا فستبقى المنغصات وتدوم وربما تؤدي إلى الانفصال كما هو الحال في كثير من الزيجات الفاشلة.
ثمة أمر مهم جدا قبل بذلك الجهد والتفكير والبحث عن الحلول ألا وهو سؤال نفسك من الداخل هل أنت تشعر بالراحة والأنس والحب لهذه المرأة وترى أن صفاتها الإيجابية تطغى على صفاتها السلبية فإن وجدت ذلك فامض في طريق الإصلاح وإن لم تجده فلا تتعب نفسك.
أرى أخي الكريم أن تصبر عليها كثيرا كثيرا لمرضها واستقرار ابنك وهو لا يزال صغيرا ولا تنس أنه يعيش في بيئة بعيدة عن الإسلام وهذا يؤذن بخطر على دينه وأخلاقه في المستقبل.
فهدئ من نفسيتك ولا تنفعل أبدا وخذ كلامها وغضبها بهدوء وسامحها لأنها مريضة وحديثة عهد بإسلام.
وطن نفسك على شخصيتها وظروفها التي تحيط بها ومدى فهمها لتعاليم الإسلام وطبيعة علاقة الزوجة بزوجها في أحكام الأسرة وآداب النكاح في الإسلام.
إن الزواج بامرأة حديثة عهد في الدخول بالإسلام له إشكالية كبيرة لضعف تدينها وسطحية تفكيرها وقلة وعيها وضحالة فهمها لتعاليم الإسلام وقلة انسجامها مع عادات وتقاليد وفكر الزوج ولا يزال باق في شخصيتها رواسب وأفكار وسلوكيات من الجاهلية ويزداد الأمر سوئا إذا كانت تقيم في بيئة كافرة فلذلك ينبغي على من أراد الزواج بها أن يكون مراعيا لهذه النفسية والظروف ويعاملها برفق شديد ويظهر لها محاسن الإسلام ويصبر على سوء خلقها وتفكيرها القاصر وصعوبة التخلي عن العادات الخاطئة ويحاول التدرج معها في تطبيق أحكام الإسلام ولا يقصرها على الحق قصرا فهذه الحالة تحتاج إلى فقه وحكمة وتأن وحلم من الزوج الذي يصبو إلى بقاء الزواج واستمراره وينبغي أن يكون الزوج قدوة في الخير في أقواله وأفعاله ولطفه ورحمته وحسن معشره. ولا أنصح في هذه الأحوال على التعجل في الإنجاب لأن الزواج لم يستقر ولم يحصل ألفة ومودة وتفاهم بين الزوجين.
أما من لا يراع هذه الآداب وهذا الفقه في التعامل مع المرأة الحديثة العهد بالإسلام فإن زواجه غالبا يكون فاشلا ولا يستمر ولذلك كثيرا من هذه الزيجات فشلت وربما تسببت في ردة الزوجة عن الإسلام ورجوعها لدينها خاصة إذا رأت سوء خلق الزوج وقسوته وهو منتسب للإسلام فيؤدي ذلك إلى تشويه صورة هذا الدين وإساءة الظن بالمسلمين.
فينبغي على من رغب بالزواج بالمرأة الحديثة عهد بالإسلام أن يكون على قدر المسؤولية وأن يكون ذا خلق حسن أما إذا كان لا يبالي أو كان سيئ الخلق فلا أنصحه بهذا الزواج حتى لا يسيئ لهذه المرأة ويكون سببا في ردتها ونكوصها عن دين الإسلام وسببا في ضياع أبنائه كما ضاع كثير من ذرية المسلمين في بلاد الكفر والله المستعان.
أما أنت أخي الكريم فأنصحك بالسعي في إصلاحها والصبر عليها ومراعاة ظروفها النفسية والصحية ولا تطالبها بجميع حقوقك وارض منها بما تستطيع أدائه من حقوقك ولو قصرت معك لتحقق المصلحة وأحسن إليها لترغبها في التمسك بالدين وتأسف منها إن أسأت لها فإن صلحت الحال فالحمد لله وإن لم تصلح الحال فطلقها واحرص على تربية ابنك وأخذه في حضانتك ولو أدى ذلك إلى بذل المال العظيم أو هجرتك إلى بلاد الإسلام المهم لا تترك ابنك بعد الطلاق يعيش وحيدا معها في بلاد الكفر فتندم طيلة عمرك وإن صدقت مع الله في عبادتك ودعائك ولجئك فلن يخيب مسعاك وسيحقق مرادك بإذن الله وهو الجواد الكريم على عباده.
وفقك الله لكل خير وستر عليك وأصلح ولدك وهداك وسددك للصواب.
محبك
خالد بن سعود البليهد
8/10/1433


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية