اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/binbulihed/f/394.htm?print_it=1

حكم نكاح من يريد الدخول في الإسلام

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخي الكريم أنا لدي سؤال يخص قريبتي التي سوف يعقد قرانها الشهر القادم إن شاء الله على فرنسي ينوي الدخول في دين الإسلام قبل الزواج مع العلم أنه قد اجتمع بأحد الأئمة في المسجد وسأله عن كل ما يتعلق بالدين الإسلامي وأبدا إعجابه بهذا الدين وقال عنه أنه أعظم دين وأنه قد آمن بالله ورسوله وكتابه وأن له الشرف أن يكون مسلما وهو حاليا يحظر دروس دينية في المسجد وينوي تعلم اللغة العربية ليقرأ القرآن ويقيم الصلاة هو ينوي القيام بكل هذه الخطوات قبل موعد الزواج لكني أرى بأن الوقت غير كافي لتحقيق كل ذلك وسؤالي ياشيخ هل يجوز هذا الزواج أم أن شروط الإيمان غير متوفرة حاليا في هذا الشخص أرجو منكم الإفادة مع جزيل الشكر.


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. لقد أحسنت هذه المرأة حين اشترطت عليه الإسلام في نكاحها وتؤجر على ذلك ولها أجره وأجر من اهتدى على يديه. والكافر قبل إسلامه لا يحل لها نكاحه بحال من الأحوال ولو وعدها بذلك لأن من شروط صحة نكاح المسلمة أن يكون الزوج مسلما والوعد بالإسلام وتمنيه لا يعد إسلاما وإن كان فيه إظهار الحرص على الخير لقوله تعالى: (وَلاَ تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُو). وقال تعالى: (لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ). وقد حكى ابن عبد البر الإجماع على ذلك. وقال القرطبي: (أجمعت الأمة على أن المشرك لا يطأ المؤمنة بوجه لما في ذلك من الغضاضة على الإسلام). وزواج المسلمة من الكافر عقد باطل وهو في حكم الزنا وكبيرة من الكبائر وجرم عظيم تستحق عليه التعزير فيجب على المرأة المسلمة أن لا تستخف بذلك ومن المؤسف أن تجد بعض المسلمات في هذا الزمن وقعن في هذه الفعلة الشنيعة لضعف الوازع وغلبة حب الدنيا وغياب الرقيب وقلة تحكيم الشرع والله المستعان. والكافر ذمه الله ولو كان فيه خصال حسنة فلا ينبغي للمسلمة أن تغتر به.
أما إذا أسلم الرجل وتحقق إسلامه بمشهد من الناس صح نكاحه وجاز للمرأة المسلمة قبول الزواج به ولو بعد فور إسلامه ولا يشترط مضي زمان على إسلامه لأنه الشارع لم يشترط شيئا في ذلك ويجب حينئذ إحسان الظن بهذا الرجل وحمله على الظاهر ولا يجوز التشكيك في نيته لأن النصوص الصحيحة دلت على قبول إسلام الكافر وإحسان الظن به ولو شارك في قتل المسلمين ونكل بهم. واشترطت بعض الصحابيات الإسلام على من خطبها فلما أسلم تزوجته وقد كان الرجل زمن الصحابة يسلم فيزوج في الحال. ولما خطب أبو طلحة رضي الله عنه أم سليم رضي الله عنها اشترطت عليه أن يسلم فأسلم فتزوجته وقبلت به.
فالحاصل أنه لا يحل لقريبتك مطلقا الزواج بهذا الرجل ما دام لم يسلم بعد ويجب التشديد عليها في ذلك أما إذا أسلم فيجوز لها أن تتزوج به على الفور لكن أنصحها بأن تتريث بعد إسلامه زمانا لينضم في حلق العلم ومجالس الإيمان ويتربى مع إخوانه المسلمين ليطلع على حقيقة الإسلام ويقوى عوده على الإيمان ويظهر لها حسن قصده ويتفقه بأحكام الدين وآدابه ويدخله عن قناعة وبصيرة وإن كان صادقا فلن يمانع بإذن الله وسيواصل وينتفع ثم تتزوجه على بركة الله فالأخذ بالاحتياط والحذر مطلوب عند تغير الأحوال وفساد الناس.
أسأل الله أن يوفقه للإسلام ويحسن إسلامه ويثبته ويوفقهما في الزواج ويبارك لهما على خير.
والله الموفق وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
20/7/1432

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية