صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







حكم الاختلاط في حفلات الزفاف

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

انا فتاة ... و الاهم مسلمة و الحمد لله حمدا كثيرا بنعمة الإسلام ، إن شاء الله سيعقد قراني شهر يوليوز و مشكلتي هي اني لا اريد حفل زفاف مختلط ولكن امي تلح و تصر ليس لانها بعيدة عن الاسلام بالعكس فهي ام ناجحة و زوجة صالحة وانما نظرا لبعض العادات خلال الحفل (ما يسمى ب الهدية حين يصل اهل العريس الى الحفل محملين بالهدايا و الاهم هو داك الجو ) و ايضا لان عائلة امي تنحدر من عائلة غنية جدا و حفلاتهم صاخبة جدا و هي تخاف
ان لن يحضرو ان لم يكن اختلاط . خطيبي و ابي ايضا معي ق لقد حاولنا اقناعها و لا جدوى و انا اعرفها اذا صممت . انا حائرة و ارجو المساعدة.


الجواب :
الحمد لله. لا شك أنه يحرم اختلاط جنس الرجال بجنس النساء في قاعة حفلات الزفاف لما في ذلك من الفتنة والإطلاع على عورات النساء والتشبه بعادات الكفار الفاسدة والنساء يكن في هذا الوسط متجملات ومتزينات وكاشفات لمفاتنهن وهذا يزيد الأمر بلاء وسوءا والشريعة جاءت بتحريم الفواحش وتحريم الوسائل المفضية لذلك. قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ). ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاط في مناسبات متعددة كما في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: (ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير صفو ف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها). رواه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق ) رواه أبو داود. ومن مراسم الحفل رقص النساء وإظهار الفرح ورفع الصوت بالزغردة وكل ذلك يزيد في الفتنة والإغراء وتزيين الشهوات والوقوع في المنكرات وكم حصل من جراء تساهل الناس في هذا الباب مفاسد وشرور لا ينكرها إلا مكابر أو جاهل بالأحوال.
ومن المنكرات البالية في هذا الباب دخول الزوج وبعض أقاربه من الرجال على النساء واطلاعهم عليهن وجلوس الزوج بقرب الزوجة ليلبسها الشبكة ويطعمها ويصور معها ويحصل بينهما من الملاطفة ويرقص الأقارب أمام النساء الأجنبيات.
ومن المؤسف تساهل بعض المسلمين في الأفراح وتنصلهم عن أحكام الشرع اتباعا للعادات والأهواء ورغبات العامة وكأنهم في تلك الساعة غير مكلفون بالشرع أو أن الشارع رخص لهم وإذا أنكر على أحدهم قال هذا فرح فلا تشددوا وهذا كلام ساقط مخالف للشرع والواجب على المسلم أن يتعبد الله ويطلب مرضاته في سائر أحواله ساعة الفرح وساعة الحزن.
ولا يحل له أن يعصي الله في محرم مقطوع فيه طاعة لوالديه أو موافقة لأقاربه أو تمشيا مع عرفه وعادات بلده وقومه لأن من أرضى الناس في سخط الله سخط الله عليه وأسخط الناس عليه ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه وهذا أمر معلوم ومشاهد والناس وأيم الله لا يرضيهم شيء مهما بذل الانسان وتعب فلن يرضي جميع أذواق الناس ورغباتهم. فالمشروع له حينئذ أن يعامل الله بصدق ويتحرى في عمله رضاه والدار الآخر لتصلح حياته ويسعد ويبارك له في أمره.
وعلى هذا أنصحك بترك الاختلاط في فرحك وعدم طاعة أمك في فعل المنكر لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فكوني قوية في اتباع الشرع ولا تضعفي ولا تترددي أمام زعل أمك وإصرارها بل قدمي طاعة الله ورضاه على طاعتها وتلطفي معها في الإقناع وبيان وجهة نظرك وأنه لا خيار لك في اتخاذ هذا القرار واسألي الله التوفيق والإعانة وإن حصل منها زعل أو موقف متشنج فاصبري على أذاها فسترضى عنك في المستقبل لأنك صدقت مع الله وحري بمن استعان بالله واسترضاه أن ييسر أمره ويوفقه لكل خير والمؤمن يبتليه الله في بعض الأحوال ليرى صدقه وثباته على الحق وتجرده عن الهوى.
أسأل الله أن يثبتك ويوفقك لاتباع مرضاته وسائر نساء المسلمين.
والله الموفق وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
26/6/1432

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية