صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







حكم قراءة سور عند قبر الميت

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

يعتاد أهل البلد عندنا على قراءة الزائر سور معينة كيس والملك والإخلاص عند قبر قريبه رجاء نفع الميت فهل هذا العمل مشروع أفيدونا جزاكم الله خيرا.


الجواب :
الحمد لله. التحقيق من حيث الأدلة والقواعد أن هذا العمل محدث ليس له أصل في الشرع لأنه لم يرد في السنة الصحيحة ولا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أنكره المحققون من أهل العلم. والعبادات توقيفية لا يستحب شيء منها إلا ما دل الشرع عليه. قال الإمام أحمد: (القراءة عند القبر بدعة). وكره المالكية ذلك. وما روي في هذا الباب فمنكر لا يثبت كحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من دخل المقابر ثم قرأ فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وألهاكم التكاثر، ثم قال: إني جعلت ثواب ما قرأت من كلامك لأهل المقابر من المؤمنين والمؤمنات كانوا شفعاء له إلى الله تعالى) . رواه الزنجاني في فوائده . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنهم وكان له بعدد من فيها حسنات). أخرجه أبو بكر عبد العزيز الحنبلي صاحب الخلال بسنده. فهذه الأحاديث وأشباهها واهية الأسانيد ومخالفة للأحاديث المحفوظة في باب زيارة الموتى فلا يعول عليها ويترك العمل بالسنة الصحيحة والهدي المتبع عند الصحابة.
وقد رخص في هذا الفعل طائفة من الفقهاء المتأخرين وسوغوا فعله ولكن الواجب على المسلم أن يتحرى الحق ويحرص على اتباع السنة والحجة في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعند التأمل في كلام المجيزين رحمهم الله لا نجد أن مذهبهم يعتمد على حديث صحيح وسنة قائمة ولذلك كان الصواب فيما يظهر مع المانعين. وأما حديث: (اقرءوا على موتاكم يس). المخرج في السنن فحديث مختلف في صحته والصحيح عدم ثبوته ولذلك قال الدارقطني: (هذا حديث ضعيف الإسناد مجهول المتن ولا يصح في الباب حديث). وعلى فرض صحته فإنه محمول على القراءة حال الاحتضار. قال ابن حبان: (المراد به من حضره الموت). وهو لا يدل دلالة واضحة على مشروعية القراءة عند القبور ولا يقوى على معارضة الأحاديث السالمة من الاعتراض. وقوله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبوراً). يدل على أن الصلاة والقراءة لا تشرعان عند القبور فليست القبور محلا صالحا لفعل العبادات إلا ما ورد استثنائه بالدليل.
وإنما المشروع لزائر القبور أن يدعو بالدعاء الوارد الذي علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية). وكان صلى الله عليه وسلم يواظب على الدعاء للأموات عند زيارة المقابر ولا يزيد على ذلك عملا من قراءة أو صدقة أو صلاة أو اعتكاف مما أحدثه الناس.
فيستحب للإنسان إذا زار قريبه أن يدعو بهذا على سبيل العموم ولا حرج أن يدعو لميته على سبيل الخصوص بما شاء من خير الآخرة مما لا اعتداء فيه ويقتصر على ذلك ولا يقرأ شيئا من القرآن عند القبور.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
1431/3/24


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية