صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







عصيان الأهل في الانتقال إلى مذهب السنة

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

انا فتاة من عائلة تعتنق المذهب الشيعي وأعمل في احد...... وبحكم اختلاطي في العمل بزملاء تقدم احدهم بطلب الزواج مني لكن لم يكن يعلم اني شيعية المذهب وعند معرفته بذلك قال لي انه ليس لديه مانع بالزواج مني في حال التخلي عن مذهبي واعتناق المذهب السني وانا اكون على درايا كافيه بالمذهب السني وانا ليس لدي مانع في ذلك لذا سؤالي هو ،،، ما الحكم في حال عصيان أهلي في ان اترك المذهب الشيعي واعتنق المذهب السني أولاً وهو الاهم ،، وانا ارتبط بالانسان الذي اوعاني وافهمني معنى الاسلام الحقيقي ثانياً ،، اتمنى الرد في اقرب وقت ممكن حيث انا اعيش في حيره مع نفسي.


الجواب :
الحمد لله. ما قمت به من تحري الحق والبحث عن الدين الحق الذي أنزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم هو الواجب على كل مسلم أراد النجاة بنفسه من عذاب الله والدخول في جنته. وقد وفقت والحمد لله إلى طريق الصواب ونسأل الله لك الثبات والسداد إلى أن تلقي ربك وأنت غير مبدلة.
وأما الوالدان والأهل فتلزم صلتهم والإحسان إليهم وطاعتهم في المعروف ولا تلزم طاعتهم في المعصية ولا شك أن موافقتهم على مذهب الشيعة منكر وباطل لا يجوز لك فعله ولا التهاون فيه وليس ذلك من الطاعة المشروعة لأنه يشترط في طاعة الوالدين عدم مخالفة شرع الله أما إذا أمرا بأمر فيه مخالفة لأمر الله ورسوله فلا تجب طاعتهم فيه لأن طاعة الله ورسوله مقدمة على طاعة المخلوقين. قال تعالى: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعروفا). وقد نزلت هذه الآيات في شأن سعد بن أبي وقاص لما حلفت أمه حمنة بنت أبي سفيان ألا تأكل ولا تشرب حتى يفارق دينه، ويرجع إلى دين آبائه وقومه، فلج سعد في الإسلام. ويروى أنها كانت إذا أجهدها العطش شجوا فاهها، ويروى شجروا، أي: فتحوه، بعود ونحوه، صبوا ما يرمقها، فلما طال ذلك ورأت أن سعداً لا يرجع أكلت. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا طاعة في معصية. إنما الطاعة في المعروف). متفق عليه. فيحرم عليك طاعتهم في اعتقاد المذهب الباطل أو فعل المنكرات أو سيئ الخلاق والعادات.
وعصيانهم في انتقالك من مذهب الشيعة إلى مذهب السنة جائز بل هو واجب شرعي لا يسعك إلا ذلك ولا تبرأ ذمتك إلا بذلك وأنت غير آثمة بل مأجورة لإتباعك الحق وإيثارك إياه على محبة الأهل والعشيرة وهم لن يغنوا عنك شيئا يوم القيامة والصحابة رضوان الله عليهم آثروا اتباع الحق وطاعة الرسول على محبة الأوطان والأهل والأموال.
وأما زواجك بهذا الرجل الذي دلك على الحق فهو فعل حسن ويعد من المعروف إذا كان معروفا بحسن الخلق وتمسكه بالدين وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وبه يحصل لك العفاف والاستقرار والأمن من الفتن والثبات على الدين.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
15/2/1431


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية