صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







هل يجوز أن أشكو لصديقتي مرضي

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

امرأة مصابة بنوع من المرض وهي تشكو إلى إحدى الصديقات فهل هذا العمل جائز أم ينافي القضاء والقدر ؟

الجواب :
الحمد لله. الأصل أن المؤمن إذا ابتلي بنوع من الأمراض وجب عليه شرعا أن يصبر و يحتسب الأجر و الثواب من الله سبحانه و تعالى، و لا يجوز له شرعا أن يتسخط قضاء الله سبحانه و تعالى بأي نوع من أنواع التسخط، فإن التسخط يعد من أعمال الجاهلية من كبائر الذنوب فالواجب على المؤمن أو المؤمنة إذا ابتلي بذلك أن يصبر عليه. قال تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). قال علقمة: (هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم). وفي الصحيحين : (عجبا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له, إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له, وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له, وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن).

ولكن يجوز للإنسان أن يخص صديقه أو حبيبه ببيان مرضه من باب الإخبار و ليس من باب الشكوى، فإن هذا جائز إن شاء الله تعالى ولا شيء فيه، لأن هذا لا يعد من الاعتراض على القضاء و القدر ولا يقدح في الصبر الواجب ، و إنما هذا من باب الإخبار ومن باب كذلك طلب المشورة أو طلب العلاج أو غير ذلك من الأسباب التي يقدر عليها المخلوق. وقد ورد في السنة ما يدل على جوازه كما جاء في حديث عائشة لما قالت للرسول: (ورأساه قال بل أنا ورأساه). متفق عليه. وفيهما عن ابن مسعود أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (إنك لتوعك وعكا شديدا ، فقال أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم). وكان الإمام أحمد وغيره يفعل ذلك. وقال المجد: (ولا بأس أن يخبر بما يجده من ألم ووجع لغرض صحيح لا لقصد الشكوى).
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
في الرياض: 27/10/1430


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية