اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/binbulihed/f/256.htm?print_it=1

هل يصح حديث في فضائل الحيض

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

ما مدى صحة هذه الأحاديث؟
عن النبي صلى الله عليه وسلم "إذا إغتسلت المراه من حيضها، وصلت ركعتين تقرا فاتحة الكتاب وسورة الاخلاص 3 مرات في كل ركعه غفر الله لها كل ذنب عملته من صغيره وكبيره. ولم تكتب عليها خطيئه إلى الحيضه الاخرى. وأعطاها اجر 60شهيد .وبنى لهامدينه في الجنه. واعطاها بكل شعره على رأسها نورا . وان ماتت إلى الحيضه ماتت شهيده .
وقالت عائشة رضي الله عنها:"ما من امراه تحيض إلا كان حيضها كفاره لما معى من ذنوبها ، وإن قالت عند حيضهاالحمد الله على كل حال واستغفرك من كل ذنب " كتب لها براءة من النار. وأمان من العذاب.وأيضا تقدم ان الحائض إذا استغفرت عند كل صلاه 70مره :كتب لها ألف ركعه .. ومحى عنها 70 ذنبا. وبنى لها في كل شعره في جسدها مدينه في الجنة.


الجواب :
الحمد لله. الحيض كتبه الله على المرأة لحكمة بالغة مراعاة لطبيعة جسدها والتغيرات التي تطرأ عليها وكونه محلا لحمل الولد وغيره من الوظائف الخاصة بها. قالت عائشة رضي الله عنها: (خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم و لا نرى إلا الحج حتى إذا كنا بسرف أو قريبا منها حضت فدخل علي النبي صلى الله عليه و سلم و أنا أبكي قال: أنفست يعني الحيضة قلت نعم قال إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم). رواه مسلم. فالنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يهون ويسلي عائشة لما حزنت وبين لها أن الحيض عام في جميع نساء العالم ليس خاصا بها. ومن رحمة الله ولطفه أن أسقط عنها جميع العبادات والتكاليف مراعاة لنفسيتها وتغير مزاجها. والغالب في ابتداء الحيض يعتري المرأة حزن وضيقة صدر وقلق فلا تؤاخذ المرأة على ذلك شرعا.

ولا شك أن المرأة إذا صبرت واحتسبت تؤجر على ذلك وتثاب لأن ما تصاب به من الآلام والأحزان والهموم من جنس المرض وداخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه). رواه البخاري. لكن لم يرد حديث صحيح في ذكر فضائل خاصة للحيض من ذكر ثواب خاص وبيت في الجنة وأجر الشهادة ونحو ذلك من الفضائل. وما روي في هذا الباب منكر لا يصح منها شيئ ولا يعتمد عليها كهذه الأحاديث التي النكارة ظاهرة على متنها من ترتيب الأجور العظيمة على الحيض مع كونه لا يقع باختيار المرأة وجهد منها بل هو واقع عليها قدرا ورغما عنها فكيف تؤجر وتثاب هذه الأجور العظيمة وتستحق هذه المنازل العالية بأمر طبيعي ليس عبادة لازمة ولا متعدية وهذا يخالف الخطاب الشرعي المعهود في الكتاب والسنة. فلا يجوز للمرأة أن تعتقد ثبوتها وتعمل بها وتنشرها. فينبغي على المرأة أن تصبر وتوطن نفسها ولا تحزن عند حيضها ولا تتكل على مثل هذه الأحاديث المكذوبة.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
7/5/1430

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية