صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







توبة فتاة من فعل الفاحشة

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

ما الحكم لفتاة عازبة و لعلاقة حبها لرجل متزوج قام بالاختلاء بها وظنا منها أنه يداعبها فقط قام بأخذها من دبر علما أنها أنهت علاقتها به و تشعر بالندم و العار مع نفسها و اتجاه الله أساسا و الآن تريد التكفير عن خطيئتها وترجو منكم الرشد و النصح لكي يصفح الله عنها عز و جل و شكرا.

الجواب :
الحمد لله. ما فعلته هذه الفتاة يعد من فعل الفاحشة الذي حرمه الشارع وشدد في إنكاره والتحذير منه ورتب عليه عذابا عظيما في الآخرة. وقد أغواها الشيطان اللعين في لحظة ضعف الشهوة عن طريق هذا الرجل الفاجر الذي زين لها المعصية ومارس معها ما لا يجوز إلا مع من تحل له. ومع ذلك فقد أحسنت حينما ابتعدت وأحست بالندم والحياء من الله.

والواجب عليها الآن أن تتوب إلى الله توبة نصوحا صادقة خالصة لله. قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً). وتتحقق توبتها وتصح بأن تقلع عن هذه المعصية وتعزم على أن لا تعود إلى هذه المعصية وتشعر بالندم والحزن على تفريطها. ولتعلم أن كونها أساءت لا يعني هذا أن حياتها انتهت أو عفتها ذهبت منها إلى الأبد ولا ينبغي لها أن تعتقد أن هذه البلوى ملازمة لها في جميع حياتها بل أمامها طريق مشرق ومستقبل جديد فلتجدد العهد مع الله ولتحسن الظن به وتعظم به الرجاء بعد توبتها الصادقة. فإذا تابت وصدقت وتخلصت من آثار المعصية فأرجو أن يكفر الله عنها خطيئتها ويمح أثرها ولا يلزمها كفارة غير ذلك ما دامت أنها تابت ويستحب لها الإكثار من الأعمال الصالحة من ذكر واستغفار وصلاة وصدقة فإن الحسنة تمحو السيئة مهما كثرت وعظمت.

وهذه أمور ووسائل تعينها على كمال توبتها واستقامتها:

أولا: أن تعلم أن الانسان مجبول على الخطأ ولكن العيب في استمراره بالخطأ وإصراره على المعصية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون). رواه الترمذي.
ثانيا: أن تحاول جاهدة على نسيان هذه المعصية وتناسيها وعدم التفكير فيها بالاشتغال بالبرامج النافعة والأعمال المفيدة فإن الاستمرار على تذكرها من تخذيل الشيطان وتحزينه للمؤمن ليغلب عليه القنوط واليأس ويترك العمل.
ثالثا: أن تكثر من مدارسة نصوص الرجاء ورحمة الله وسعة عطائه وقبوله لتوبة المؤمن لتعظم عندها الرغبة في العمل ويعظم عندها حسن الظن بالله ويزول عن قلبها أثر المعصية ويورثها ذلك الطمع في رحمة الله ونعيمه. قال تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ). وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ).
رابعا: أن تبتعد مطلقا عن بيئة المعصية من مكان ورقم جوال وصحبة سوء وأن تقطع علاقتها تماما بهذا الرجل بجميع الوسائل وبجميع ما يذكرها به. المهم أن تكون حازمة في الابتعاد عن كل شيء يهيج عندها الشهوة ويغريها بفعل المعصية فإن القرب من ذلك يسهل فعل المعصية. ولذلك أمر ذلك الرجل التائب من قتل الأنفس أن يخرج من قرية السوء إلى قرية الصلاح.
خامسا: أن تشغل نفسها بالعمل الصالح والالتحاق بركب الأخوات الصالحات ومشاركتهم بالبرامج الدينية والاجتماعية حفظ القرآن وطلب العلم الشرعي والدعوة إلى الله والعمل الخيري والتطوعي فإن إشغال الوقت وملئه بالعمل الصالح والمفيد يصرف الانسان عن المعصية والسير في طريق الشهوات.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
5/5/1430

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية