صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







هل النظر إلى الكعبة عبادة

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

سؤالي عن مدى صحة هذا المنقول
كونه انتشر مؤخرا بين الناس ولا أجد له مرجعا إلا عند الشيعة!!!!! فهل هذا المنقول صحيح
وهل يؤذن بنشره بين عامة الناس
إنا اشتبه علي الأمر لأنه مما استفاض في كتب الشيعة ولا أجده في كتب أهل السنة !!!! ثم إنني ألاحظ انتشاره بصورة ملفتة للنظر عندنا بين الناس
أنقله لكم كما ورد في المواقع
وعنه(ع) (أيضاً النظر إلى الكعبة عبادة)،
وعن رسول الله (ص) انه قال (النظر إلى الكعبة حبا لها يهدم الخطايا هدما)


الجواب :
الحمد لله. الكعبة المكرمة موضع مبارك لها حرمة عظيمة في الشرع أمر الله بتعظيمها وصيانتها وشرفها بجعلها قبلة للمسلمين في صللواتهم وعباداتهم ورغب في زيارتها والطواف بها في الحج والعمرة وجعل ذلك ركنا من أركان الإسلام يجب على المسلم الإتيان به حال الاستطاعة.

وقد ورد في الشرع أنواع وأنساك من العبادة تتعلق بها استقبالها في العبادة والطواف بها وتقبيل الحجر الأسود واستلام الركن اليماني والتزام ملتزمها وتطهيرها وصيانتها. أما النظر إليها فلم يرد فيما أعلم في الكتاب والسنة دليل صحيح صريح يعتمد عليه في الدلالة على كونه عبادة يتقرب إلى الله به ويرتب عليه ثواب خاص. وإنما روي في ذلك أحاديث ضعيفة لا يصح الاحتجاج بها كحديث: (النظر إلى الكعبة عبادة). رواه الديلمي في مسند الفردوس وهو حديث منكر. والعمدة في هذا الباب على الآثار. قال مجاهد: (النظر إلى الكعبة عبادة). وروي نحو ذلك عن طاووس وعطاء وغيرهم من السلف.

والذي يظهر حين التأمل أن النظر المجرد إلى الكعبة ليس عبادة خاصة لها ثواب خاص لكنه من حيث العموم داخل في عموم تعظيم شعائر الله وحرمات الله قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ). وهذا يرجع إلى قصد الناظر وحاله فإذا نظر إلى الكعبة على سبيل التفكر والذكر والاستعانة والتعظيم فإن ذلك يورث له زيادة الإيمان وانشراح الصدر والقرب من المولى ويؤجر على ذلك لصحة قصده. فصار النظر إلى الكعبة بهذا الاعتبار طريقا إلى زيادة الإيمان وداخل في معنى التعبد يثاب عليه العبد لكن لا يصح فيه ثواب خاص ألبتة. أما إذا كان النظر إلى الكعبة خاليا من هذا المقصد كسائر التصرفات المباحة فهو عمل مباح لا يثاب عليه العبد لأنه لم يكن وسيلة إلى طاعة. والتفصيل هذا ينسحب أيضا على ما كان من جنسه من النظر إلى المصحف وغيره من الأشياء المباركة وكذلك نظر التفكر إلى آيات الله الكونية. وعليه يحمل كلام السف في قولهم النظر إلى الوالدين وإلى العالم عبادة.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
1/5/1430

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية