صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أسرتي مقصرون في الشرع فكيف أدعوهم

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

الشيخ خالد حفظك الله سأكتب لك قصتي و أرجو منك مساعدتي
لقد من الله علي بالاستقامة قبل سنوات تقريبا
منذ فترة و وضع أهلي لا يعجبني
كان لدينا قنوات المجد و أهلي جميعهم متهاونين في الصلاة
طلبوا من والدي انترنت و أخي وافقهم على ذلك و قلت له لابد من متابعتهم فأنا لا أحبذ وجوده و بعد فترة من أستخدام النت و أبرأت ذمتي أمام الله مما يتابعون و الجلوس عليه لفترات طويلة
بعد ذلك قالوا مللنا من المجد ونريد قنوات أخرى واستبدل والدي و أخري المجد بالقنوات الفضائية و بعد فترة بداوا بلبس البناطيل اسوة بمن يرون في الشاشات و أخرج لهم والدي جوالات و أحد أخواتي صغيرة في الصف الثالث متوسط و عملي طويل و أخي كثير النوم و الخروج من البيت و قلت له سوف تضيعون أهلي بتصرفاتكم و تساهلكم و قلت له لم تنكر عليهم لبس البنطال و لم تهتم بجوالتهم و جلوسهم على النت و الدش
البيت يعتقد أني رجعي و تخلف و اذا ركبوا معي وضعت أشرطة فيها نصائح عن التلفاز و الدش و النت و اللباس ولا حياة لمن تناديوفأنار مز للتخلف لديهم
بدأت أحس بضيق وارق لحال أهلي
لأنهم بدوا في اتباع خطوات الشيطان
ووالدي غير محافظ على الصلاة و يطول جلوسه أمام القنوات
أعاني كثيرا معه
م اعد أذهب مع أهلي للمنتزهات فهم يلبسون النقاب الواسع و لا منكر
يلبسون البناطيل ولا منكر
أصبحت لحالتهم و لعدم التوافق معهم فأنا لي أسلوبي الخاص في الحياة و حب الآخرة و المساجد و القرآن و هم عكسي تماما
أصبحت لا أنام لأي حال و صلوا له أهلي
فاتبعوا الشيطان
كثيروا الغيبة و النميمة نصحتهم فلا حياة لمن تنادي
اذا استقام أحد قالوا كان يفعل كذا و كذا
لم أعد أطيق العيش معهم
والدي لديه حب للدنيا عجيب فدائما مشغوووووول
كرهت حياتي
لا يريدون أن أحضر للمحاضرات و الدروس
ولا يريدون أن أتفرغ للعبادة و أكثر أعمال الوالد تكون في رمضان
أعمال للدنيا
تعامله سسسسسسسسسسسسسسسسسسسيء مع الناس كلهم
غير الغيبة و النميمة مع أنه معلم
حاولت وفكرت بالخروج من البيت أو طلب نقل عملي لخارج مدينتي حتى أرتا
انصحني
بارك الله فيك


الجواب :
أخي الكريم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله. بداية الحمد لله على أن هداك للإستقامة ومن عليك بالتقوى.
وألخص جوابي على مشكلتك في الأمور الآتية:
1- أن تعلم أن غفلة أهلك ووقوعهم في المعاصي أمر قدر عليك وابتلي به الأنبياء والصالحون من قبلك فهون على نفسك واعلم أن الله حكيم في قضائه وقدره.
2- من الطبيعي أن تتألم لذلك ولكن لا تحزن ولا تبالغ في عتاب نفسك فأنت غير مؤاخذ شرعا على ما يقع من تفريطهم ما دمت أنك نصحتهم وبذلت وسعك في إصلاحهم و حتى من جهة الشرع أنت لست مسئولا عنهم ولا وليهم ووالدك آثم شرعا في تقصيره.
3- ركز أولا على صلاح قلبك واستقامة دينك ثم اهتم بإصلاحهم فإن كنت تستطيع الحفاظ على دينك وقلبك في البقاء معهم في المنزل فابق معهم وأصلحهم وإن كنت تتأثر في مخالطتهم فاسكن خارج المنزل وتعاهدهم بالزيارة ولا أرى لك أن تنتقل إلى بلد أخرى وتبتعد عنهم.
4- اعتن بهم وأحسن إليهم مهما أساؤا إليك وليكن همك الأول هو توثيق الصلة بهم ومشاركتهم في حياتهم فإن أحبوك وارتاحوا لك قبلوا منك التوجيه.
5- ركز على الرفق واللين في دعوتهم ونصحهم. واختر الوقت المناسب للإنكار عليهم ولا تكثر عليهم. وقارن بين المنكرات والمعاصي الواقعين فيها فكل منكر له أسلوب مناسب على حسب درجته.
6- احرص على أن يكون لك دور فاعل ومؤثر في حباتهم وقدم لهم المعاونة والهدية في مناسباتهم وكن إيجابيا معهم ولا بد أن يحتاجوا إليك يوما من الأيام في ظروف صعبة فقف معهم وعاونهم.
7- اصبر على أذاهم وتحملهم فالدعوة إلى الله طريق محفوف بالمصاعب والعقبات واعلم أنك تؤدي عبادة عظيمة وقد أوذي الرسول صلى الله عليه وسلم بأشد من ذلك.
8- لا تيأس أبدا من صلاحهم وحسن ظنك بالله وعظم رجائك به وقد يكون الله أخر توبتهم لحكمة عظيمة. والرسول صلى الله عليه وسلم ظل يدعو عمه إلى الإسلام حتى آخر لحظات حياته على فراش الموت.
9- عليك بالإستعانة بالله وأحسن التوكل على الله وكن قويا بالله ولا تيأس أبدا واعلم أن امتناعهم من قبول الحق والعمل به ليس خللا في دعوتك ولا نقصا في دينك فمن الأنبياء من لم يستجب له أحد ومنهم من استجاب له قلة وهكذا فأنت مأمور بالعمل والدعوة والنتيجة على الله أحكم الحاكمين.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


بقلم : خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية