اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/binbulihed/f/032.htm?print_it=1

نعيم الجنة لا ملل فيه

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل :
أود أن أسألك سؤالاً كثر الاستفسار عنه في الآونة الأخيرة وهو عندما تقترب الساعة ويجازى المتقون على إيمانهم والمسرفين على تقصيرهم فإما إلى جنة عرضها السماوات والأرض أو إلى جهنم وبئس المصير يحدث الكثير الكثير من الملل - أستغفر الله - حيث حياة أبدية لا موت فيها - وهذا من وجهة نظرهم - فما ردكم فضيلة الشيخ على من يتفوه بهذا الكلام وجزاكم الله خيراً .


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب: الحمد لله ، هذا الكلام لا يصدر إلا من أهل الإلحاد والعياذ بالله وهو كلام باطل مخالف للكتاب والسنة ، والرد عليه من وجوه:
أولا_ أن نعيم الجنة متجدد ليس على وتيرة واحدة من حيث الأقوال والأفعال والأحوال والحركات والملذات.
ثانيا_ أنه لا حد لنعيم وملذات الجنة فأهل الجنة كلما تمنوا شيئا حصل لهم من جميع الأجناس والأصناف .
ثالثا_ أن ما حرم على أهل الجنة في الدنيا من الملذات أبيح لهم في الآخرة من شرب الخمر والسماع ولبس الحرير والذهب والنكاح المطلق. وأعظم ذلك لذة النظر إلى وجهه الكريم.
رابعا_ أن الله نفى عن أهل الجنة الحزن والسآمة والكآبة وليس بنهم حسد ولا تنافر وهذا من أعظم ما يوقع أهل الدنيا في الملل.
خامسا_ أن نعيم الجنة لا نصب فيه ولا تعب في تحصيله ولا يفنى ولا يتغير حاله بل كل يوم يزداد بهاء ، بخلاف نعيم الدنيا الذي لا يحصل إلا بنصب ولا يبقى بل يتغير ويفنى وتجري عليه الآفات.
سادسا_ أن الجنة دار فرح وسرور ونعيم ولذات لا تكليف فيها ولا عمل ولا يقع فيها هم لأهلها فالمرغوب حاصل والمرهوب منتف ولا يخاف أهلها من الحاضر والمستقبل ، بخلاف الدنيا فهي دار عمل وتكليف وأحزان ومصائب وأهلها في هم يحزنون على ما فاتهم ويخافون من مستقبلهم.
سابعا_ أن للآخرة أحوال وأوضاع تختلف عن الدنيا ولا يمكن قياسها عليها ، ويستحيل على الإنسان مهما أوتي من ذكاء أن يتعرف على أحوال الآخرة لأن ذلك من الغيب الذي لا يمكن للعقل إدراكه وليس عنده شاهد يقيسه عليه ، وإنما يعرف شئ من ذلك عن طريق الشرع وقد أطلعنا الله تعالى على قليل منه مما يرغبنا في العمل ويحصل به الإمتحان.
قال الله تعالى في وصف الجنة ( يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واقروا إن شئتم : ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) . متفق عليه.
أسـأل الله الكريم بفضله أن يرزقنا وإياكم دخول جنته وواسع فضله. والله الموفق.


بقلم : خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية