اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/binbulihed/f/011.htm?print_it=1

إستشارة عن التضحية والعطاء للآخرين

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل .. يقول أحد الأصدقاء:
[ كنت أحب تحمل المسؤوليات .. وكانت لدي روح المبادرة سواء في العمل أو البيت .. ولم تكن كلمة ( لا ) توجد في قاموس حياتي .. حتى وان كان ذلك على حساب راحتي .. أحب كل الناس حتى الذي يسيئ إلي ..
وبعد مرور ظروف قاهرة .. تفاجأت بالناس غير الناس .. حتى أن البعض يتهمني بالوشاية ونقل الكلام .. وذنبي أنني لا أضع الحواجز حتى بيني وبين رؤسائي في العمل ..
أصبت بإحباط شديد حتى وصلت إلى مرحلة دخل الشك قلبي بأنني على خطأ .. وبالغت في الاهتمام بالاخرين على حساب نفسي وأسرتي .. ولا أخفي عليكم بأن الأنانية دخلت قلبي ..
وأخشى على نفسي أن أتغير .. وأصبح إنسان أناني حاقد على غيري .. أفيدوني جزاكم الله خيرا .]


الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله قرأت رسالة صاحبك وأقول له
آخى الفاضل :
لقد قرأت مشكلتك وتبين لي عاطفتك الجياشة وروحك المعطاءة للآخرين ....وبداية أرجو ألا يدخل الشك في قلبك من جراء الآخرين .
في البداية هل مشكلتك انتهت أم لا؟ لأن هذا له دور كبير في معاناتك الداخلية فإذا لم تنتهي أرجو أن تسارع بحلها .... ، وإليك هذه التوجيهات التي تعينك على تخطي مشكلتك والتغلب على جميع العقبات:
• يجب أن تنظر إلى الحياة نظرة إيجابية ملؤها السعادة مهما حدث لك ولك قدوة في الرسول صلى الله عليه وسلم الذي خرج من مكة وقد ضاقت عليه الأرض بما رحبت فنزل عليه جبريل مؤنسا له من الهم وطلب منه إن أراد أن يطبق الأخشبين "الجبلين" فرفض......
• يجب أن تعلم أن الناس يختلفون بطبائعهم فمنهم الأناني الذي يستغل طيبة الآخرين فلعلك وقعت بهذا النوع الذي عدّ تصرفك نوعا من السذاجة وبرر لنفسه استغلالك ولهذا وقعت ببعض الإحراج.
• فيجب أن تتغير نظرتك وتقسم الناس فالنوع الأناني لاطائل من الإحسان له وقد يجلب لك مشاكل أنت في غنى عنها ، ولهذا اعرف الناس حق المعرفة .
• لاتلوم نفسك وتتهمها بالأنانية , لأن ماحدث لك ردة فعل طبيعية من جراء ماحدث لك بل يجب أن تكون أكثر تعقلاً وتقيس الأمور بحسب منفعتها لك ولغيرك , فان كان الشخص محتاجا للإحسان كالفقراء والعجزة والنساء المستضعفات أحسنت لهم أما أنك تسعى لشخص قد يقوم بالحاجة بك أو بدونك بكل سهوله فهنا .......يجب أن تقدر الأمور ولا تتعجل.
• لا تكون كالشمعة التي تضيئ للآخرين وتحرق نفسها ، فعائلتك هم أكثر الناس حاجة لك وأنت مسؤول عنهم يوم القيامة واللقمة تضعها في زوجك صدقة ........فلا تقصر في حقوقهم من أجل الآخرين وتدع عائلتك هملاً........وأنت إن وجدت في نفسك الحرص والمبالغة في خدمة الآخرين على حساب أهلك فهنا يجب أن تتوقف وتراجع في نيتك التي قد يكون قد دخلها حب المدح مثلاً .....
• لا تنقطع أبدا عن عطائك واحتسب الأجر من الله ولا تنتظر من أحد جزاء أو شكورا واجعل شعارك وهدفك في بذل الخير والإحسان رضا الله والدار الآخرة واعلم أن هذا بابا من أبواب الخير ووازن بين الأمور بين من تجب خدمتهم وبين من تستحب ، بين من لهم حق خاص عليك ومن لهم حق عام كعامة المسلمين.
• ينبغي لك أن تكون سليم الصدر تجاه الآخرين و أن لا تنظر إلى جميع الناس نظرة سيئة بسبب إساءة بعض الناس لأن الخير موجود في كثير من الناس ومن الظلم تعميم السوء على الجميع ، وإذا أحسنت إختيار الأصحاب وأحسنت وضع عطائك وإحسانك فيمن يستحق سترى خيرا عظيما و وفاء حسنا.


بقلم : خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية