صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه

خالد بن سعود البليهد

 
1- حديثُ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبي مَسْعودٍ قَالَ: أَشارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ فَقالَ: (الإِيمانُ يَمانٍ هَهنا، أَلا إِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ في الْفَدَّادِينَ عِنْدَ أُصولِ أَذْنابِ الإِبْلِ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنا الشَّيْطانِ في رَبيعَةَ وَمُضَرَ). متفق عليه.
2- حديث أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (أَتاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، أَضْعَف قُلوبًا، وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً، الْفِقْهُ يَمانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمانِيَةٌ). متفق عليه.
3- حديث أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (رَأْسُ الْكُفْرِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلاءُ في أَهْلِ الْخَيْلِ وَالإِبِلِ وَالْفَدَّادينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكينَةُ في أَهْلِ الْغَنَمِ). متفق عليه.
4- حديث أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (الْفَخْر وَالْخُيَلاءُ في الْفَدَّادينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكينَةُ في أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالإِيمانُ يَمانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمانِيَةٌ). متفق عليه.

الشرح:
فيه أن المؤمنين يتفاضلون ويتفاوتون في درجة الإيمان فهم ليسوا على منزلة واحدة منهم الظالم لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات. ومذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان. وقد تظافرت النصوص على ذلك فمن كمل علمه وكثر عمله زاد إيمانه. ولذلك كان الصحابة على مراتب في الفضل والإيمان بحسب نصرتهم للدين وتصديقهم بالرسول صلى الله عليه وسلم وجهادهم وإنفاقهم. والمؤمن أيضا في نفسه يتفاوت إيمانه على حسب نشاطه في الطاعة وإقباله على الله. وفيه بيان فضيلة أهل اليمن وعلو منزلتهم في الإيمان وذلك لرقة قلوبهم وخشوعهم وقوة استجابتهم للحق ونصحهم وإيثارهم الله والدار الآخرة على الدنيا ومسارعتهم في الخيرات. وقد عنى النبي صلى الله عليه وسلم الأشعريين في خطابه وكانت أحوالهم رضي الله عنهم عجيبة في التصديق والنسك والإيثار. والذي يظهر أن هذه الفضيلة ليست عامة في سائر أهل اليمن في كل زمان بإطلاق وإنما هي لمن آمن وصدق منهم الرسول صلى الله عليه وسلم في عهده ويلحق بهم من أتى بعدهم ممن التزم شرع الله واتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم واقتدى بهدي أصحابه أما من تلبس بشرك أو بدعة أو فجور وفسق فلا يدخل في هذا الفضل وهذا الصنف كثير. كما أن بعض قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم ممن أشرك في عبادة الله وابتدع في الدين لا يتناوله الفضل والسابقة على غيره. وفيه ذم أرض المشرق وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم بنجد والمراد بذلك أرض العراق لأنه يصدق عليها تسميتها بنجد وهو ما ارتفع من الأرض وكان مستويا مما دون الحجاز من جهة العراق ولأنه يصدق عليه جهة المشرق لوقوع العراق مشرق المدينة كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم إليه ولأن عبد الله بن عمر فسر أرض المشرق بالعراق وقد نص على ذلك جماعة من المحققين ولم يرد في السنة شيء يدل على فضائل نجد اليمامة أو ذمها يمكن حمل هذه النصوص عليها. وقد ورد في ذمها أحاديث كثيرة منها الصحيح ومنها الضعيف والمقصود أن الكفر يكثر فيها وتظهر فيها الزلازل والفتن أكثر من غيرها وقد وقع ذلك كثيرا على مر الأزمان وهو من علامات النبوة والمتأمل فيها يجد أنه ما من بدعة أو فتنة إلا نشأت فيها ومع ذلك فقد حصل فيها خير كثير من الإيمان والعلم والجهاد. وقد فسر المبتدعة ودعاة الشرك المراد بهذه النصوص أرض اليمامة وما حولها قاصدين بذلك ذم دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب وقولهم باطل مخالف لدلالة النصوص ولا يعرف عن السلف. وفيه ذم أصحاب الإبل الملازمين لها ووصفهم بقسوة القلوب والغلظة والكبر والخيلاء وذلك لتأثرهم بطبيعة الإبل وسلوكها فالإبل خلقت من الجان والشيطنة من طبيعتها ولذلك أمر الشارع بالوضوء من أكل لحمها ونهى عن الصلاة في معاطنها وكل من لازم شيئا تأثر به وتطبع بطبعه. ولا يعني ذلك تحريم تملكها والانتفاع بها فقد أجمع العلماء على إباحة تملكلها والانتفاع بها ودل الشرع على فائدة أبوالها وألبانها. فينبغي على أهل الإبل أن يرققوا قلوبهم بذكر الله ويهذبوا طباعهم ويكثروا من التذلل والتواضع لعباد الله ويتعاطوا الرحمة. وفيه مدح أصحاب الغنم الملازمين لها ووصفهم بأوصاف حسنة مغايرة لأهل الإبل من السكينة والتواضع فالغنم من طبيعتها الهدوء والسكينة فمن لازم رعيها وتربيتها أورثه ذلك السكينة والتواضع وانكسار القلب واتساع الأفق والحكمة في إدارة الأمور وسعة الصبر وطول النفس وغير ذلك من الفوائد. ولذلك باشر هذه المهنة رسولنا صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
binbulihed@gmail.com
الرياض: في 18/3/1429

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية