صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







بيان غلظ تحريم النميمة

خالد بن سعود البليهد

 
حديث حُذَيْفَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ).

الشرح:

في هذا الحديث بيان لشدة تحريم النميمة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن النمام لا يدخل الجنة وهذا يدل على أن النميمة كبيرة من كبائر الذنوب لأن الذنب الذي يرتب الشارع على فعله حرمان الدخول للجنة يدل على أنه كبيرة. فالنميمة نقص في الإيمان الواجب وقدح في كماله وسبب لعدم دخول الجنة وعذاب القبر كما صح الخبر وورد ذمها في القرآن كما قال تعالى: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ). وكل ما وردفي نصوص الوعيد في الذنوب فمقيد بقاعدة أهل السنة في الكبائر كما سبق بيانه. وحد النميمة عند العلماء هي نقل كلام الشخص إلى من تكلم فيه على سبيل الإفساد سواء تكلم في شخصه أو كسبه أو أهله أو ولده أو مذهبه أو غير ذلك. فيحرم على المسلم مطلقا نقل كلام المرء إلى من تكلم فيهم سواء قصد بذلك الإفساد والوقيعة أم لم يقصد ، وسواء نقل الكلام إلى الأمير والمسئول والعالم أم لا. أما إذا كان نقل الكلام إلى الغير لقصد النصيحة أو التحذير وغير ذلك مما يتحقق فيه مصلحة راجحة كالتحذير ممن أراد الكيد بمسلم أو جماعة فجائز لانتفاء المفسدة ولأنه ورد في الشرع ما يدل على استثناء ذلك. وإنما حرم الشارع النميمة وشدد فيها لأنها سبب كبير للعداوة والبغضاء بين المسلمين والشارع له مسلك حسن في هذا الباب في النهي عن كل طريق ومعاملة تفضي إلى قطع المحبة والمودة بين المسلمين أو تنقصها والشواهد على هذا كثيرة في السنة. وكم تقطعت أواصر بين البيوت والجماعات وأهل الديانة ونشبت فتنة عظيمة من جراء ذلك. والواجب على من سمع من يتكلم في الغير أن ينصحه بالكف عن ذلك ويخوفه بالله ويمسك عن نقله ويرد عن عرض أخيه الغائب. والواجب على من بلغته النميمة فيه أن يتثبت ويحسن الظن بالقائل ويعلم أن هذا النمام مفسد كذاب لا يوثق بخبره ولينصحه ويحذر شره لأن من نم إليه نم عنه ونقل كلامه إلى الناس ولا يجوز له أن يبيح لنفسه التجسس على من تكلم فيه. وهذا المقام يقتضي العدل والقصد وكف اللسان ويحتاج إلى إيمان كبير لا يوفق إليه إلا من عصمه الله. والورع كل الورع كف اللسان عن أعراض الخلق إلا بحق. والواجب على من ينشر النميمة بين المسلمين أن يعلم أنه ذليل النفس دنيء الهمة من شرار عباد الله ذا وجهين مبتلى بالنفاق الاجتماعي ساع بالفتنة بين الأحبة ولذلك ورد في مسند أحمد: (شرار عباد الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب). فليتب إلى الله وليصحح وضعه وليتحلل ممن أساء إليه قبل الحساب ولينشر الفضيلة والمحبة بين الناس ليكفر خطيئته.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
5/8/1431


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية