صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







شرح عمدة الأحكام (11)

خالد بن سعود البليهد

 
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث). الخبث بضم الخاء والباء وهو جمع خبيث. والخبائث جمع خبيثة. استعاذ من ذكران الشياطين وإناثهم.

هذا الحديث في بيان الذكر المشروع عند الدخول في بيت الخلاء. وفيه مسائل:

الأولى: قوله: (إذا دخل الخلاء). يعني إذا أراد الدخول في بيت الخلاء كقوله تعال: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).وقد صرح البخاري بذلك في الأدب المفرد بلفظ: (إذا أراد أن يدخل الخلاء). فيستحب لمن أراد الدخول في بيت الخلاء أن يذكر هذا الدعاء فلو تركه عامدا لا شيء عليه. وكذلك يستحب ذلك في الفضاء إذا اقترب من موضع قضاء الحاجة.

الثانية:
يكره دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله تعالى إلا لحاجة. فقد روى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه). رواه أهل السنن. وقال أحمد: (الخاتم إذا كان فيه اسم الله يجعله في باطن كفه ويدخل الخلاء). وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكر الله ولا يرد السلام حال قضاء الحاجة. ويحرم الدخول بالمصحف فيه لحرمة كلام الله ورخص بعض أهل العلم في ذلك للضرورة. وهذه الأحكام خاصة ببيت الخلاء الموضع التي تقضى فيه الحاجة من بول وغائط أما الحمام المكان المعد للاستحمام فقط دون قضاء الحاجة فلا يكره ذكر الله فيه ولا تحرم القراءة فيه إذا كان مستقلا لانتفاء العلة فيه وحكمه حكم سائر الأماكن المباحة.

الثالثة:
في الحديث إشارة إلى أن بيت الخلاء والمزبلة والدور الخربة والأودية المهجورة وغيرها من أماكن القاذورات مأوى ومبيت للشياطين فينبغي للمؤمن أن يحترز منها ويستعيذ بالله من شرها ويكون على حذر.

الرابعة:
يستحب بعد الخروج من بيت الخلاء أن يقول ما ورد كما روى الخمسة من حديث عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الغائط قال غفرانك). وروي في سنن ابن ماجه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني). فكما تخلص من الأذى الحسي ناسب أن يسأل الله الخلاص من الأذى المعنوي ويحمد الله على تيسير الأمر وحصول المعافاة له.

الخامسة:
يشرع للمسلم الاستعاذة من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه في سائر الأوقات ويتأكد ذلك في أحوال خاصة دل الشرع عليها كالخروج من الخلاء وعند القراءة وعند الوسوسة في الصلاة وعند رؤية الرؤيا السيئة وعند نزغ الشيطان وعند الرقية وعند الجماع وعند نزول المنزل وغير ذلك مما يخشى فيه تسلط الشيطان وتطاوله على الإنسان.


خالد بن سعود البليهد
binbulihed@gmail.com
الرياض: في 1/7/1429

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية