صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







غُرْبَة

شعر . أبو عبد الإله / بندر فهد الايداء
@BandrALAyda

 

بسم الله الرحمن الرحيم


غُرْبَة

كوالالمبور
bandralayda@
1 _ 1 _ 2013
رُبَّمَا أَنِسَ الغَرِيبُ بِدَارِ غُرْبَتِهِ ... لَكِنَّ أَهْلَ الغُرْبَةِ الحَقَّة هُمْ أَهْلُ الدِيَّانَةِ فَطُوبَى لَهُمْ ... !!


سُقينَا الحُبَّ مِنْ سَلْمَى وَسَارَا
وَهـَــذَا العُمْرُ بِالأَوْهَامِ سَـارَا

وَنَادَمْنَا الحَيَاةَ بِكَأْسِ عِشْقٍ
فَجَازَتْنَا النَّدَامَةَ وَالخَسَارَا

بَكَيْنَا وَالدُّمُوعُ لَهَــــــا أَنِيْنٌ
وَتُضْرِمُ فِي حَنَايَا الصَدْرِ نَارَا

وَجَادَلْنَا مِرَاءً لَيْتَ شِعْرِي !
وَمَنْ طَلَبَ الحَقِيْقَةَ مَا تَمَارَى!

فَيَا صَبْرَاً تَعَالَ فِإنَّ مَا بِي
سَيُثْقِلُ مَنْ سَيَحْمِلُهُ اصْطِبَارَا

فَكَمْ أَلْقَى الهَوَى مِنَّا كِبَارَاً
وَكَمْ أَلْقَى الجِدَالُ بِنَا العِثَارَا

وَكَمْ ضَاعَتْ بِنَا الأَوْقَاتُ حَتَّى
قَرَأْنَا التِّيهَ فِي صُحُفِ الحَيَارَى

يُسَبُّ بِدَارَةِ التَّوْحِــــيدِ رَبِّي
وَيَنْطِقُ فِي شَرِيْعَتِهِ السُكَارَى

رَكُوْبَةُ مُلْحِدٍ وَبُغَــــاثُ فِكْرٍ
أّضَـــلَّ اللهُ سَعْيَــهُمُ وَبَارَا

بَقَاؤُهُمُ عَلَـى الدُنَّيَـا وَبَالٌ
وَقَدْ كَانُوا عَلَى النَّاسِ اخْتِبَارَا

فّخَلِّ تَذَكُّرَ الأَوْغَادِ وَارْحَلْ
وَدَعْ عَنْكَ المَوَائِدَ وَالمَزَارَا

وشُدَّ الرَّحْلَ لا أَلْقَاكَ نِضْوَاً
فَإِنَّ الدَّمْعَ فِي عَيْنَيَّ حَارَا

فَلِيْ قَلْبٌ شَكَىَ هَجْرَاً وَبُعْدَاً
غَرَيْبٌ يَبْتَنِي الأَسْفَارَ دَارَا

لَهُ مِنْ أَمْسِهِ ذِكْرَى وسَلْوَى
وَفِي أَيَّامِهِ يَرْجُو اعْتِبَارَا

كَأَنِّي مَا عَرَفْتُ الشِّعْرَ إلاَّ
رِثَاءً أَوْ بُكَاءً وَاحْتِضَارَا

وَكَمْ ذُقْنَا مِنَ الأَحْزَانِ صِرْفاً
وقَطَّعْنَا بِمَرْكَبِهَا البِحَارَا

شَرِبْنَا هَمَّ أُمَّتِنَا صِغَارَاً
وَقَاسَيْنَا مَــآسِيهَا كِبَارَا

مَآسٍ شَيَّبَتْ رَأْسِي وَلَكِنْ !
لَهَا بَأْسِي مِنَ الأَعْمَاقِ ثَارَا

سَلُو سُوْرِيَّةَ الأَحْرَارِ مَاذَا ؟!
تُجِبْكُمْ عَنْ مَصَائِبِهَا العَذَارَى

وَعَنْ دَارٍ بِهَا الإِسْــلاَمُ يَبْكِي
عَثَا فِيهَا المَجُوسُ مَعَ النَّصَارَى

وَعَنْ أَحْوَازِنَا مَا أَنْصَفُوهُ ؟!
وَجَيْشُ الفُرْسِ يَقْتُلُهُ جِهَارَا

وَأَيْنَ العَـــالِمُ الوَقَّافُ فِينَا
لِمَاذَا عَنْ قَضَايَاهُمْ تَوَارَى ؟!

أَكَانَتْ غُرْبَتِي وَطَنِي وَبُعْدِي
عَنِ الأَرْضِّ المُقَدَّسَةِ انْتِصَارَا !؟

سَلَاماً .. يَا بِلَادَ الوَحْي مِنِّي
فِإنِّي مَــا تَرَكْتُكُمُ اخْتِيَــارَا

وَلَا وَاللهِ لاَ أَنْسَى رُبَاكُم
وِإِنْ جُزْتُ المَرَاحِلَ وَالقِفَارَا

يَكَـادُ الحُـبُّ يَقْتُلُنِـي إِلَيْـكُـم
وَقَلْبِي مِنْ لَظَى الأَشْوَاقِ طَارَا

وَكَمْ غَادَرْتُ مِنْ نَفْسِي حَنَيْنَاً
لِغَيْرِ وِصَالِ مَكَّةَ مَا اسْتَدَارَا

فِإنَّ اللَّــيْلَ سَجَّى كُــلَّ أَرْضٍ
سِوَى أَرْضٍ بِهَا المُخْتَارُ سَارَا

أَرَانِي أَنْسِجُ الأَحْزَانَ شِعْرَاً
فَتَزْوَرُّ ابْتِسَامَتِيَ ازْوِرَارَا

وَأَقْطِفُ غُرْبَتِي شَوْكَاً وَوَرْدَاً
وَهَمَّاً لاَ يُطِيقُ لَهَا قَرَارَا

سَأَلْتُ اللهَ فِي الدُنّيا نَعِيْمَاً
وَعِنْدَ اللهِ فِي الجَنَّاتِ دَارَا

وَأَنْ أَبْقَى غَرِيْبَاً فِي ثَبَاتٍ
لَعَلِّي أَنْ أَفُوزَ بِهَا نَهَارَا

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
بندر الايداء
  • مقالات
  • كتب وبحوث
  • مع القرآن
  • قصائد
  • الصفحة الرئيسية