صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







نار الطلاق

عبدالله بن محمد بادابود

 
بسم الله الرحمن الرحيم


قال تعالى: ﴿ وعاشروهن بالمعروف ﴾ [سورة النساء 19].
وفي الحديث: ((واستوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج استوصوا بالنساء خيرا)).
أبغض الحلال عند الله الطلاق، نعم هو حلال ولكن الله سبحانه وتعالى يبغضه.
كيف لا وهو إعلان عن تشتت أسرة بأكملها وتفريق لجمعها وأذان بضياع أبناءها وبناتها.
إن الطلاق قرار بيد الزوج قولاً وللمرأة أن تشارك أحياناً في هذا القرار.
وبالتوضيح أكثر قد يرغب الزوج في الخروج من هذه الحياة بغض النظر عن السبب فيرمي الطلاق على زوجته، ولا يكون لها أي اختيار.
وقد تسارع المرأة في طلب الطلاق فتقابل بالرضى والرضوخ من الزوج أو العكس.
وبالنظر إلى هذه الأسرة وكيف تكونت نلاحظ أنها مرت بعدة مراحل صعبة وشاقة حتى تكونت.
وفي لحظة لا تتعدى الدقيقة أو أكثر بقليل ينهار هذا البناء، بثلاث كلمات فقط.
هذه اللحظات هي نتاج ترسبات قديمة في نفسية الزوجين.

ولكن السؤال: على من تقع مسؤولية الطلاق؟

قد يكون الزوج هو السبب بأن جعل هذه الحياة تعيسة بما تعنيه هذه الكلمة، فأصبحت جحيم لا يطاق، وقد تكون الزوجة هي السبب في تعاسة الزوج، وقد يكون الأقارب من جهة الزوج أو من جهة الزوجة هم من أشعلوا هذه النار، عندها يحتاج الزوجان لبعض الوقت للتأمل والتفكير الجيد قبل اتخاذ هذا القرار.
وعندما تغلق كل أبواب الصلح ولا يصلان لحل مناسب، يكون الطلاق هو الحل القاسي.
وبعد هذا الطلاق أو لنقل بعد هذا الانهيار!! نرى الزوج يبحث عن زوجة ولا عيب في ذلك فسمعة الرجل لا تخدش أبداَ لأنه رجل..!!
وتظل هذه المسكينة أسيرة بيتها وأسيرة أسرتها وأسيرة مجتمعها وأسيرة نظرات قاسية وقبل ذلك هي أسيرة لكلمة (مطلقة).
وتظل نظرة المجتمع القاسية لهذه المرأة لتدخل في دوامة كبيرة جداً بين قيل وقال وبين سيئ النظرات والفعال.

همسة لمطلقة:

ثقتك في الله ثم في نفسك وقدرتك وأخلاقك وتطلعك لمستقبل زاهر بإذن الله هو الذي سيخرجك من هذه الحالة النفسية القاسية.
كم من الزوجات اللاتي يتجرعن كؤوس الذل والهوان ومع ذلك يرتجفن بمجرد التفكير في الطلاق. فكلاهما نار.

هــدى:

قال الله تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ﴾ [النساء: 19].

نور من السُنّة:

((استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خُلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تُقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء)) حديث صحيح.

وقـفة:

عليك أن تنسى الحق لك وتذكر الحق عليك وتستكثر الإساءة منك وتستصغرها من غيرك.

هـمسة:

الموت يجتاحنا رغماً عنا والطلاق يجتاحنا بكلمة منا ، يد الموت تغتال روح ويد الطلاق تغتال مئات الأرواح.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبدالله بادابود
  • مقالات
  • كتب
  • دورات
  • الصفحة الرئيسية