بسم الله الرحمن الرحيم

الإسراف والتعدّي في الوضوء


شكرا أختي الفاضلة ومضة
سيأتي الكلام على غسل القدمين في شرح حديث عثمان رضي الله عنه وفي شرح حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه .
وفي بعض روايات حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه :
وغسل رجليه حتى أنقاهما . كما عند مسلم .

وقد ذكرتيني أمـراً مُهما ، وهو التنبيه على الإسراف
الإسراف مذموم ، ذمّـه الله في كتابه وذمّـه رسوله صلى الله عليه وسلم
والإسراف والتعدّي في الوضوء من أسباب الوساوس

ولذا لما جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله كيف الوضوء ؟ فأراه الوضوء ثلاثا ثلاثا ، ثم قال : هكذا الوضوء ، فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم . رواه النسائي في الكبرى وابن ماجه وغيرهما .
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل بالصاع ، ويتطهر بالمُدّ . متفق عليه .
والمُـدّ قدر ملء الكفين للرجل المعتدل .
وهذا يدل على الاقتصار على اليسير من الماء في الوضوء .
قال الإمام النووي : وأجمع العلماء على النهي عن الإسراف في الماء ولو كان على شاطئ البحر ، والأظهر أنه مكروه كراهة تنزيه ، وقال بعض أصحابنا الإسراف حرام ، والله أعلم . انتهى كلامه – رحمه الله – .

والتعدّي في الوضوء منهي عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون في آخر الزمان قوم يَعتدون في الدعاء والطهور . رواه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما ، وفي إسناده مقال ، وله شاهد من حديث سعد رضي الله عنه .

كما أن من الناس من يتخذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله يُحب أن يُرى أثر نعمته على عبده .
يتخذون منه ذريعة للإسراف في الملبس والمأكل ونحو ذلك .
ولا شك أن هذا أيضا مُخالف لمقصود الشرع .
وعذرا على الإطالة .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذه الإطالة وعلى هذا الشرح الجميل
وجعله الله في ميزان حسناتك
وجعله العلم الذي ينتفع به إن شاء الله
وأود أن اسأل سؤال واحد إذا تسمح لي يا شيخ
س : إذا توضأ الرجل وانتهى من غسل اليدين والمضمضة ووصل إلى الاستنشاق ، واستنشق ثلاثاً ثم أحس بعدم نظافة الأنف من الداخل ، فماذا عليه أن يفعل في هذه الحالة ؟
وهل هذا من وسوسة الشيطان له ؟
وفي حال خروج الدم بعض الأحيان من أنفه عند الاستنشاق ماذا عليه ؟
وجزاك الله خير وأحسن الله إليك وفقهك في الدين

الجواب :
وعليك سلام الله ورحمته وبركاته
وجُزيت الجنة وأحسن الله إليك
إذا توضأ المسلم ثم بعد أن استنشق ثلاثا أحسّ بعدم نظافة أنفه فإنه يُنظّف أنفه ولو زاد عن الثلاث ؛ لأن هذا مما عُفي عنه إذ أنه زاد للحاجة لا للوسواس .
كما نص العلماء على أنه لو احتاج إلى غسلة رابعة لقدمه مثلاً أو لِيَدِه لوجود مانع يمنع وصول الماء كالعجين أو الاسمنت ونحوه فإنه يغسل غسلة رابعة حتى يُنقي الموضع ويغسل العضو .
كما أنه إذا غسل عضواً ولم يُعمّم الماء عليه فإنه يزيد غسلة رابعة ليصل الماء ويعمّ العضو المغسول .

أما بالنسبة للدم فلا يضرّه .
وإذا كان الدم يستمر أو يبقى أثره فلا يضرّه لكن إذا انتهى من الوضوء فيُزيل أثر الدم ولو كان ذلك بالمناديل .
والله أعلم .

كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم
assuhaim@al-islam.com

الصفحة الرئيسة   |    صفحة الشيخ عبد الرحمن السحيم