بسم الله الرحمن الرحيم

رد على أحد الكتّـاب


الحمد والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم
أما بعد : فقد قرأت ما نقله الأخ الذي رمز لاسمه بـ ( مجاهد في سبيل الله ) ونسأله سبحانه أن يجعله كذلك .
قرأت ما نقله الأخ الفاضل عن كاتب المقال أعلاه .
فأقول – مستعيناً بالله – :

أولاً : أسأل الله أن يهدي كاتب ذلك المقال ، ويُنير بصيرته إن كان أهلاً لذلك .

ثانياً : مقاله حوى مغالطات مكشوفة ، وسوف أرد عليه فيها وأبيّن الصواب – سائلا الله التوفيق والسداد – .

قال الكاتب : ((( وأنا أفكر في مدى الظلم و الإجحاف و التمييز العنصري الذي تئن من تبعاته المرأة ، وبالذات في المجتمع السعودي ، وكيف أنها تعيش في وسط يعتبرها كائناً من الدرجة الثانية ، وبلا حقوق ، مع أن عليها من الواجبات و المسؤليات و القيود ما لا يمكن أن يتحمله بشر )))

أقول :
المرأة في الإسلام شقيقة الرجل ، وبهذا نطق الصادق المصدوق صلى الله عليه على آله وسلم حيث قال : النساء شقائق الرجال .
والمرأة في المجتمع السعودي لا تُعتبر كائناً من الدرجة الثانية إلا عند المتكبرين ، أو الرعاع ، وهذا لا يُحسب على توجه بأكمله .
فالمرأة تُعامل سواء في التملّك أو في البيع والشراء أو في المحاكم وفق شرع الله .

وتعال ننظر بعين إنصاف من الذي ينظر هذه النظرة .
أهو المجتمع السعودي المتدين عموماً ، أم هو المجتمع الغربي ؟؟؟ الذي يعتبره البعض أسوة وقدوة يجب أن تكون المرأة في الصحراء كالمرأة في أوربا !
تلبس البنطال وترعى الغنم !!!

ولن أتحدث عن الغرب ( أمريكا وأوربا ) حديث مُتحامل ، بل بما نطق به عقلاؤهم أو خطّـته أيديهم أو رقمته إحصائياتهم .

شرح الكاتب الدانمركي (Wieth Kordsten ) اتجاه الكنيسة الكاثوليكية نحو المرأة بقوله : ( خلال العصور الوسطى كانت العناية بالمرأة الأوربية محدودة جداً تبعاً لاتجاه المذهب الكاثوليكي الذي كان يعد المرأة مخلوقاً في المرتبة الثانية ) !!!
وفي فرنسا عقد اجتماع عام 586 م يبحث شأن المرأة وما إذا كانت تعد إنساناً أو لا تـُـعـدّ إنساناً ؟ وبعد النقاش : قرر المجتمعون أن المرأة إنسان ، ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل .
وقد نصت المادة السابعة عشرة بعد المائتين من القانون الفرنسي على ما يلي : ( المرأة المتزوجة - حتى لو كان زواجها قائماً على أساس الفصل بين ملكيتها وملكية زوجها- لا يجوز لها أن تهب ، ولا أن تنقل ملكيتها ولا أن ترهن ، ولا أن تملك بعوض أو بغير عوض بدون اشتراك زوجها في العقد أو موافقته عليه موافقة كتابية) .
وفي إنجلترا حـرّم هنري الثامن على المرأة الإنجليزية قراءة الكتاب المقدس وظلت النساء حتى عام 1850م غير معدودات من المواطنين ، وظللن حتى عام 1882م ليس لهن حقوق شخصية .

[[[[[[ لم يكن هذا في بريدة !!! ولا في نجـد بل في أكبر دول أوربا ]]]]]]

لم نـرَ من هذا الكاتب أو من يُوافقه هجوماً صارخاً على مثل هذا .
لماذا ؟؟؟
لأنه MADE IN ENGLAND
أو MADE IN FRANCE

هذه الحقيقة المُــرّة لا غير .

ثم تعال نقف مع شيء من شهادات عقلاء القوم .
هذا أحد علماء الإنجليز وهو هلمنتن يقول : إن أحكـام الإسلام في شـأن المـرأة صريحـة في وفـرة العنايـة بوقـايتهـا من كـل مـا يؤذيهـا ويُشين سمعتـها .
وهذه صحيفة ( المونيتور الفرنسية ) تقول :
قد أوجـد الإسـلام إصلاحـاً عظيماً في حالـة المرأة في الهيئـة الاجتماعية ، ومما يجب التنويـه به أن الحقـوق الشرعيـة التي منحها الإسلام للمرأة تفوق كثيراً الحقوق الممنوحة للمرأة الفرنسية

وهذه الدكتورة ايلين تقول : إن التجـارب أثبتت أن عودة المـرأة إلى ( الحريم ) هو الطريقـة الوحيدة لإنقاذ الجيل الجديد من التّدهور الذي يسير فيه .

وهذاما قاله اللورد بـيرون : لو تفكّرت أيها المُطالـع ، لَعَلِمْتَ أن الحالـة الحاضرة للمـرأة الغربية لم تكن غير بقية من همجيّة القـرون الوسطـى عند الغربيين ، حالـة مُصطَنَعَة مخالفـة للطبيعة ، ولرأيت معي وجـوب إشغال المرأة بالأعمال المنزلية ، مع تحسين غذائها وملبسها فيه ، وضرورة حجبها عن الاختلاط بالغير وتعليمهات الدين .

هذا ما يشهد به عقلاء القوم قبل سفهائنا !!!

وأما زعمه أن المرأة في المجتمع السعودي بلا حقوق ، فهذه محض فرية .
أليست المرأة في الإسلام لها من الحقوق أكثر من الرجل عندما تكون أُمّـاً وزوجة في الوقت نفسه ؟؟؟
من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك . أمك . أمك . ثم أبوك .

أليست زوجة لها حقوقها المقررة شرعا ؛ من السكنى والنفقة والكسوة والعشرة بالمعروف ؟؟؟
أليست تتعلّم وتعمل في ضوء الشريعة الربانية ؟؟

إن كان الهجوم على الإسلام والتمسّك به فليُصرّح به كاتبه
وإن كان هجوماً على السلفية ، فهي أكثر الناس حرصاً على التمسّك بالكتاب والسنة
وليس معنى وجود حالات مخالفة لشرع الله أن ذلك نتيجة لاتباع منهج ومذهب سلف هذه الأمة من الصحابة فمن بعدهم .

أم القصد إخراج المرأة إلى أن تُصبح عاملة نظافة يُرثى لحالها إن كانت قبيحة !!
وراقصة وغانية وعاهرة إن كانت جميلة .

ووالله لقد رأيت بعيني ما تعيشه المرأة الغربية من بؤس وشقاء .
حتى رأيت امرأة كبيرة تركب ما يُسمى ( الاسكوتر ) كل صباح لتذهب إلى عملها ، فسألت
حينها كنت أتذكّر تلك الأمنيات الغاليات الغائبات لنساء غربيات عاقلات تمنّين لو عِشْنَ حياة امرأة شرقية ( عربية )

وهذه نماذج وأمثلة ، تجدها هنا :
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/94.htm

ثم إن نظرة المجتمع السعودي أو تعامله مع المرأة ليست كما صورت
فخذ – على سبيل المثال - هذه نظرة سلفية إلى المرأة
هنا
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/75.htm

وهذه أخرى
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/61.htm

وهذه ثالثة
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/12.htm

وهذه نظرة رابعة :
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/28.htm  

وأما قوله :
((( ومجتمعاتنا هي مجتمعات ذكورية ، حيثُ يصبح الرجل فيها هو المسيطر ، فهو الذي يسنُ القوانين ، ويرسخ الأعراف ، ويجذر العادات والتقاليد . وهوالحاكم والقاضي و الجلاد في الوقت ذاته . والرجل ينطلقُ في ذلك كله ليس لتحقيق تفوقه وسيادته وتسلطه فحسب ، وإنما أيضاً من أجل أن يُحيلَ المرأة إلى كائن مستعبد لخدمته وتحقيق رغباته ومتعه الحيوانية ، تماماً كما كان " الرقيق " في عصور الرق و العبودية )))

فليس بصحيح .
لماذا ؟؟
وكيف ؟؟

أما لماذا ؟ فلأن للمرأة دور أكبر من أن يُقدّر بثمن ، حتى وهي في بيتها .
وأما كيف ؟ فالواقع يشهد أن المرأة تتواجد في كل مكان ساغ وجودها فيه أو لا .

نشرت مجلة البنات في مقال لها جاء فيه :
لقد كانت المـرأة في الغرب تنادي بتحريرها من عقدة المجتمع الذكـوري وسيطرة الرجل ، ثم بدأت تُطالب بـ المسـاواة بمفهومها الشمـولي ، وبعـد فترة من الزمن إذا بتلك المجتمعات تتحول إلى مجتمعات أنثوية ! تستقبلك فيها المرأة منذ صعودك على متن الطائـرة وحتى استقبالك في الفندق ! وبـدأ يتلاشى دور الرجـل ، وقد يجـد أولئك الذين يُنـادون بتحرير المـرأة أنفسهم يومـاً ما يُنادون بـ تحرير الرجل ! انتهى .

ثم أنحى الكاتب باللائمة على الفكر السلفي المتمثل بالتمسك بالكتاب والسنة فقال :
((( أما المسؤولُ الأول و الأخير فهو الفكر السلفي المتخلف ، والذي هو العقبة الكأداء الحقيقية التي تقف أمامنا وأمام التحضر ، والهروب من قاع التخلف إلى مواكبة الركب الحضاري العالمي ..

السلفيون ليس لديهم لإهانة المرأة و إستعبادها إلا أحاديث أحادية ، إذا ما توليتها بالتفكير و التمحيص و المقارنة ، تجدها تختلف أول ما تختلف مع الإسلام في توجهاته و مراميه ومقاصده السامية .. )))

دندن الكاتب حول ( أحاديث أحادية ) وأجزم أنه لا يعرف كيف تنطق هذه الكلمة !
ولا ما هي أحاديث الآحـاد ؟؟؟
ولا ما هو قول أهل السنة فيها ؟؟؟

بدليل أنه استدل بحديث موضوع بعد ذلك !!!!

فالذي يرد أحاديث الآحــاد يروي حديثاً موضوعاً ، مكذوب على رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم ؟؟؟؟

أليس هو من استدل فقال :
فكيف يستقيم هذا الحديث مع حديث آخر نصه : ( خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء . أي عائشة )

وهذا تناقض عجيب أن يرد آحاديث الآحاد ويستدل بالموضوعات المكذوبات !!!

لقد أبى الكاتب إلا أن يُعلن عن إفلاسه من العلم !
ولقد أبى إلا أن يحشر نفسه مع زمرة الكذابين الذين يكذبون على رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم .

ولا أدري هل الكاتب يُريد انتقاد السعودية ووضع المرأة فيها ؟
أم أنه يُريد أن ينتقـد دين الله عز وجل فيُجهز على أحاديث الصحيحين بحجة أنها أحاديث آحـاد ؟؟
كما أجهز أسلافه من قبله على القرآن والسنة
فالمعتزلة حكموا عقولهم فأدّاهم ذلك إلى القول بأن القرآن مخلوق !
والسنة أحاديث آحــاد
وهكذا يُهدم الإسلام ، فليس هناك شيء فوق النقد ، وإن كان كتاب الله وسنة نبيِّـه صلى الله عليه على آله وسلم !

والرافضة ردّت الكتاب والسنة بهذه الطريقة ، فالقرآن عند أكثرهم مُحرّف !
والسنة أصلاً لا يعترفون بها !

والصوفية اعتمدوا على ( حدّثني قلبي عن ربي ) !

وهكذا يُريد الكاتب شاء أم أبى !

فهو بعد أن وجّـه هجومه على وضع المرأة في السعودية كمدخل ، وجّـه النقد بعذ ذلك على السنة !

ليكشف الكاتب عن حقيقة وجهه ولينزع القناع !

وقد أبى الكاتب إلا أن يكشف لنا عن بعض حقيقة مراميه ومقاصده ، حيث يُدندن في الأخير على مسألة قيادة المرأة للسيارة !!!

إذاً الهدف الأول : إخراج المرأة وتحريرها من كل فضيلة وأدب وخلق فاضل !

ولماذا لم يُوجّـه النقد إلى الغرب الذي امتهن المرأة في كل مهنة ، فلم يعد لها حق فيما جبلها الله عليه ودعت إليه الفطرة ، ليس لها حق في التربية والأمومة ، إلا نادراً ؛ لأنها هي والآلة سواء !!!

ثم إني أتساءل :
ما علاقة الأحاديث النبوية التي ينتقدها الكاتب بالسلفية أو بقيادة المرأة للسيارة ؟؟؟؟

ثم انتقد الكاتب حديث : ‏يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه مثل ‏ آخرة ‏ ‏الرحل ‏ "‏المرأة والحمار والكلب الأسود . الحديث .
وعزاه لمسند أحمد ، وهو في صحيح مسلم .

وإنما أُتـيَ ودخل عليه النقص من سوء فهمه ، ولو فهم المراد بل لو فهم لغة القرآن لما قال ما قال .
نعم . صحيح أن عائشة رضي الله عنها اعترضت على المساواة ، واستدلّت بفعلها بين يدي النبي صلى الله عليه على آله وسلم .
بدليل أنها سألت ابن أختها عروة بن الزبير فقالت : ما يقطع الصلاة ؟ قال فقلنا : المرأة والحمار . فقالت : إن المرأة لدابة سوء ! لقد رأيتني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم معترضة كاعتراض الجنازة وهو يصلي . رواه مسلم .

وعائشة رضي الله عنها حدّثت بما علمت ، وأبو ذر حدّث بما سمِع .
ونظائر هذا وأشباهه كثيرة يكفي منها أن حذيفة رضي الله عنه حدّث عن النبي صلى الله عليه على آله وسلم أنه بال قائما وحذيفة خلفه ، وعائشة نَفَتْ ذلك ، بل قالت : من حدثكم ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائما فلا تصدقوه ، ما كان يبول إلا جالسا . كما في المسند وغيره .

فيُقال : عائشة حدّثت بما علمت من حال النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، وحذيفة حدّث بما رأى .
والقاعدة أن المُـثـبِـت مُقدّم على النافي .
كما أن من كان معه زيادة علم فإنه يُقدّم .

وليس في حديث أبي ذر رضي الله عنه ما يُشعر بالمساواة ، وليس فيه ما يدلّ على ذلك .
وليس في لغة العرب ما يُحتمّ ذلك .
فلو قلت : لا يجوز أكل لحم الإنسان ولحم الكلاب والحمير .
فهل ساويتُ بين الأشياء المذكورة ؟؟؟
الجواب : لا . لم أُساوِ بينها من كل وجه ، وإنما اشتركت هذه الأشياء في حُـكم مُعيّن .
كقوله عليه الصلاة والسلام : إنكم سترون ربكم ، كما ترون هذا القمر . متفق عليه ( رواه البخاري ومسلم )
فهل يقتضي ذلك مشابهة القمر لرب العزة جل جلاله من كل وجه بحُـكم التشبيه أو جمع المذكورَيْن في نص واحد ؟؟؟؟؟
وإنما المقصود جامع الرؤية وصفائها .
فـتـنبـّـــه .

ومع أن الكاتب ذكر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في أكثر من موطن إلا أنه لم يترضّ عليها مرة واحدة !

والكاتب – هداه الله – لم يقتصر في نقده على المرأة السعودية ولا على السلفية بل تهجّم على السنة النبوية الصحيحة في مقابل الاستدلال بالمكذوبات ! ، وهذه طريقة الرافضة .
بل تعدّى انتقاده ذلك إلى أن ينتقد صحابة رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم ويغمزهم ، فها هو يقول :
((( والغريب أن أباذر لم تهمه المرأة ، بقدر ماهمه لون الكلب ، وكأنه يقول ليس موضع التساؤل في الحديث أنه ساوى بين المرأة والحمار و الكلب الأسود ، وإنما لماذا الأسود تحديداً . فأجابه راوي الحديث : بأنه شيطان ! ، معنى ذلك أن المرأة ايضاَ شيطان !! )))

وهذا سوء فهم ولا شكّ ! وسوء أدب مع هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه .
فليس بالضرورة أن تتساوى الأشياء المذكورة في نص واحد أو في موضع واحد كما تقدّم .
ثم انتقد الكاتب حديث " المرأة خُلقت من ضلع " ليستدل بعد ذلك بحديث موضوع !!!

ومع أنه عزا الحديث أيضا للبخاري فقط ، إلا أن الحديث في الصحيحين ( البخاري ومسلم )

لقد قلت في موضع سابق :
يا بني قومي ألا تفقهون ؟؟
ما بالكم تبترون النصوص وتستدلّون ببعضها دون بعض ؟؟

إن نص الحديث – كما في رواية في الصحيحين – : استوصوا بالنساء ، فإن المرأة خُلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء .
أين أنتم من هذه الوصية بالنساء ؟؟
افتتح الحديث بقوله : استوصوا بالنساء
واختتم الحديث بقوله : فاستوصوا بالنساء
فأين أنتم من هـذا ؟؟

أم هو النقد لأجل النقد ؟؟؟
إن قوله عليه الصلاة والسلام : إن المرأة كالضلع إذا ذهبت تقيمها كسرتها ، وإن تركتها استمتعت بها وفيها عوج . متفق عليه .
هذا الحديث محمول على قوله عليه الصلاة والسلام : فإن المرأة خُلقت من ضلع . متفق عليه .
وأحاديث النبي صلى الله عليه على آله وسلم يجب أن يُحمل بعضها على بعض لا أن يُضرب بعضها ببعض ، فتُسقط ، ليأتينا من يأتينا فيستدلّ بالموضوعات بدلاً من أحاديث الصحيحين !!!!

ألست تعلم أن الله خلق حواء من ضلع آدم ؟؟؟

هل تُنكر هــذا ؟؟؟؟

وإن انحناء الأضلاع هو أصل خلقتها وطبيعة تكوينها ، فلا عيب أن تنحني الأضلاع على القلب حماية له .

هذا هو المقصود فتنبّـه !

ثم قال الكاتب :
((( ثم تتلفت يمينك و شمالك ، فتجد أن بني سلف ، قد غمموا المرأة من الرأس وحتى أخمص القدمين ، حتى أطرافها غلفوها بالقفازين !، واعتبروا أن الحجاب في الإسلام يقتضي إتباع عاداتهم وتقاليدهم البدوية القروية المتخلفة ، وكأن الإسلام قد نزلَ في "بريده" نصرة لأهلها ولعاداتهم وتقاليدهم ... )))

من انتقد سنة النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، وكذب عليه ليس بمستغرب عليه أن يكذب على آحـاد الناس !!!

من الذي اعتبر الحجاب اتـِّـباعاً للعادات والتقاليد ؟؟؟

أم أن المسألة قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولوا العرفان ؟؟؟

يا هذا :

إنك استدللت أنت بنفسك بحديث آحاد
بل بكلام إمام من أئمة أهل السنة

أليس هذا تناقضاً ؟؟؟

أن ترفض أحاديث الآحاد ثم تستدلّ بها بل بالموضوع ؟؟؟
وأيهما أقوى في الدلالة حديث الآحاد أم كلام إمام وعالم ؟؟؟

وللعلم فأحاديث الآحاد حُـجّـة بنفسها في العقائد والأحكام عند أهل السنة .
أما عند البدع فلا !

ما العيب أن تلبس المرأة القفاز صيانة لها ؟ وقد قال النبي صلى الله عليه على آله وسلم : لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين . كما عند البخاري .
هل أتينا بجديد من عندنا كما تزعم ؟؟؟
أم تمسكنا بسنة نبينا صلى الله عليه على آله وسلم ؟؟؟

إذا لبست غير المحرمة القفازين فهل ارتكبت محظوراً ؟؟؟

لبس القفاز محظور فقط في حق المحرمة ، أما غير المحرمة فلا ، بل هو ستر لجزء من بدنها الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام : المرأة عورة . رواه الترمذي وصححه الألباني .

ثم قال الكاتب :
((( فتتساءل : وما سبب إذن تلك المناظر المخزية ، والمتزمتة ، والبشعة ، التي كممت المرأة وألبستها حتى القفازين ، وأظهرتها وكأنما هي كيس من الفحم الأسود ، رغم أن الأدلة الدينية تقول بخلاف ذلك ... )))

المناظر المخزية والبشعة !!
وكأنه يتحدّث عن مناظر عري فاضح !

أين أنت من عاريات الشواطئ والمسابح والمراقص ؟؟؟
لم تغمزهن بكلمة ! أم أن الأمر ينال إعجابك واستحسانك ؟؟؟؟

مناظر العُـري . تلك المناظر المخزية البشعة ليست من الإسلام ولا من الأخلاق في شيء ، ومع ذلك في مأمن من نقد الكاتب !!!

وأما قوله عن المرأة : ((( وأظهرتها وكأنما هي كيس من الفحم الأسود ، رغم أن الأدلة الدينية تقول بخلاف ذلك )))

أقول ليس هذا في بريدة فحسب ، بل هو بحمد الله وفضله حتى في أوربا ، ورأيته بأمّ عيني !
وهو في أفريقيا
وفي كل مكان ، فليمت كمداً وغيظاً من يغيظه ذلك !

ألم تصف أم سلمة رضي الله عنها النساء في زمانها بالسواد ؟؟
فما العيب أن تلبس المرأة السواد ؟؟
قالت أم سلمة رضي الله عنها : لما نزلت ( يُدنين عليهن من جلابيبهن ) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية . رواه أبو داود .

ولم يقل أحد كأنهن أكياس الفحم إلا من كان لديه [[ رغبات جنسية مريضة ، ضاربة في أعماقهم ، لا ترى المرأة إلا من خلال شهوة شبقة نهمة لاتقف عند حـد ]] !!!

بمكيالك أكيل لك .
هذه بعض عباراتك !

وأما مسألة الحجاب وتقريره ومناقشة الأدلة بين موافق ومُخالف فتجدها هنا :
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/4.htm 

وكنت أتناقش مع بعض الكتاب في أحد المنتديات قال : الحجاب الذي عندكم عادة من عاداتكم ! وليس له أصل في دين الله !
فلما سُقت له الأدلة من الكتاب والسنة ، وبسطت القول لم يردّ عليّ جواباً !

وأما قول الكاتب : ((( وهذا ما يقوله أيضاً حتى علماؤهم مثل الشيخ الألباني ، الذي أفتى هو ايضاً بأن الحجاب لا يعني غطاء الوجه )))
وهذا سوء فهم عن الشيخ – رحمه الله – .
فإنه – رحمه الله – يرى أن تغطية الوجه سُنّـة ، ولأجل ذلك كان – رحمه الله – يأمر بناته بالحجاب ! وليس هذا تناقضا عنده ، بل يقول : هذا من الأمر بالمعروف .

ويُخطئ بعض الناس فينسب إلى الشيخ ما لم يقـُـلـه ، فإن الشيخ لم يقل ببدعية غطاء الوجه ، وإنما نازع في الوجوب ، ولم يختلف مع القائلين به عند خشية الفتنة .
فتنبـــه .

كما أن الخلاف لا يرد في هذه المسألة إذا خُشيَ وقوع فتنة .
وأي فتن أعظم مما نراه في الأسواق والأماكن العامة ؟؟؟

فإن تغطية المرأة لوجهها واجب بالاتفاق إذا خُشيت الفتنة .

ثم قال الكاتب :
((( بل هاهم يقفون أمام حقها في العمل و التكسب فيحرمونه بدعوى منع الإختلاط . والأدهى و الأمر أنهم يسلبونَ حقها حتى في "الهوية " التي هي حقٌ طبيعي للإنسان في كل أصقاع الدنيا ، بحجة حرمة الصورة في بطاقات الهوية ! )))

الاختلاط شيء ، والعمل شيء آخر .

الاختلاط ممنوع
لقد كانت النساء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا يختلطن بالرجال حتى في أشرف البقاع .
روى البخاري عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال . قال : كيف تَمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال ؟
قلت : أبعد الحجاب أو قبل ؟
قال : إي لعمري . لقد أدركته بعد الحجاب .
قلت : كيف يخالطن الرجال ؟
قال : لم يكن يخالطن ، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حَجْرة من الرجال لا تخالطهم ، فقالت امرأة : انطلقي نستلم يا أم المؤمنين قالت : عنكِ ، وأَبَتْ .
ومعنى ( حَجْرَة ) أي ناحية . يعني أنـها لا تُـزاحم الرجال في الطواف .
ومعنى " أبت " : أي رفضت أن تُزاحم الرجال لِتستلم الحجر أو الركن .

وقالت أم سلمة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ويمكث هو في مقامه يسيرا قبل أن يقوم . قالت : نرى - والله أعلم - أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال . رواه البخاري .

بل قال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء في زمنه لما اختلط الرجال مع النساء في الطريق وهو خارج من المسجد فقال : استأخرن ، فأنه ليس لكن أن تحققن الطريق . عليكن بحافات الطريق ، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به . رواه أبو داود .

ولما دخلت مولاة لعائشة عليها فقالت لها : يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعا ، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا ، فقالت لها عائشة رضي الله عنها : لا آجرك الله . لا آجــرك الله . تدافعين الرجال ؟ ألا كبّرتِ ومررتِ . رواه الشافعي والبيهقي .

ألا تدلّ هذه الأدلـة على تحريم الاختلاط ومنعه ؟؟؟؟؟

والمرأة في الإسلام تعمل وتتكسّب دون اختلاط بالرجال .
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : خُلِق الرجل من الأرض فجعلـت نهمته في الأرض ، وخُلِقَـتْ المـرأة من الرجل ، فَجُعِلَتْ نهمتها في الرجـل ، فاحبسوا نساءكم .
أي عن الرجال .
والمـراد بالحبس هنا : الحجْب ، فـإذا تحجّبت وغضّت بصرها ، عفّتْ نفسها ، وهذا هـو المقصد الأسنى ، والمطلب الأعلى ، لحياة أفضل .

لا مانع أن تعمل المرأة ولكن بحيث لا تُخالط الرجال ، وهذا يتفق عليه العقلاء .
ولعلك قرأت ما قالته الكاتبـة الشهيرة النصرانية " آتي رود " حيث قالت : لأن يشتغـل بناتنـا في البيوت خوادم أو كالخوادم ، خير وأخفّ بلاءً من اشتغالهن في المعامل حيث تـُصبح البنت ملوثـة بأدرانٍ تذهب برونق حياتها إلى الأبد . ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين ، فيهـا الحِشمة والعفاف والطهارة … نعم إنه لَعَـارٌ على بلاد الإنجليز أن تجعـل بناتَهـا مثَلاً للرذائل بكثرة مخالطـة الرجال ، فما بالنا لا نسعى وراء مـا يجعل البنت تعمل بمـا يُوافـق فطرتها الطبيعيـة من القيـام في البيت ، وتـرك أعمال الرجال للرجال سلامةً لِشَرَفِها .

لم يقل هذا كاتب من بريدة !!! بل قالته امرأة نصرانية من أوربا !!!
( يعني متحضرة على حد فهم الكاتب )
وهذا مذكور في رابط وضعته لك سابقاً .

ثم إن الكاتب ومن كان على شاكلته لا يتحدّثون أبداً عن وضع المرأة في الغرب ومقدار الظلم الواقع عليها !

أليست المرأة في الغرب ليس لها حق في الهوية !!!

كيـــف ؟؟
ليس لها حق في أن تحتفظ باسم أبيها أو عائلتها بعد أن تتزوّج !!!
بل تُنسب لزوجها ! ( نقل ملكية ) !!!
وإذا ترمّـلت احتاجت إلى تعديل أوراقها الثبوتية !

ثم إن بإمكان المرأة أن تُبت هويتها وأن تحمل هوية لا توجد فيها صورة ، وهي أدق من الصورة التي يُمكن أن تزوّر أو يُتلاعب بها ، وذلك عن طريق البصمة .
ولكني أجزم أن الشهوانيين لا يُريدون ذلك ، وإنما يُريدون انتشار صور النساء !
وصدق الله ( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا )

والله أسأل أن ينفع بهذا العمل قائله وقارئه
وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم

وأن يهدينا سبل السلام .

رابط الموضوع من منتدى مشكاة

كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
فجر الأحد 23 / 6 / 1423 هـ
حامداً ربي ، مصلياً على نبيي عليه الصلاة والسلام .
assuhaim@al-islam.com

الصفحة الرئيسة