اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/Doat/arrad/64.htm?print_it=1

خطبة الجمعة في الجامع الكبير بسبت تنومة
يوم الجمعة 4 / 8 / 1428هـ

الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية بكلية المعلمين في أبها
ومدير مركز البحوث التربوية بالكلية

 
الخطبة الأولى
=-=-=-=-=-=
الحمد لله الذي يُنعم على عباده بالنعم ويصرف عنهم الشدائد والنقم ، الحمد لله الذي بيده الخير ، وهو الذي يهب الأجر الكثير والثواب العظيم على العمل اليسير ، وهو على كل شيءٍ قدير .
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله خير الخليقة وأزكاها ، وأبرها وأتقاها ، سيد ولد آدم ، والهادي إلى خير الأقوال والأعمال ، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار ، وصحابته الأخيار ، وسلّم تسليماً كثيراً . أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله العظيم ، وأوثق العُرى كلمة التقوى ، وخير السُنن سنة نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وأشرف الحديث ذكر الله عز وجل ، وخير العلم ما نفع ، وخير الهدي ما اتُبع ، وشر الأمور مُحدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعةٍ ضلالة ، وكُل ضلالةٍ في النار .
أيها الناس :
= كم هي فضائل الله تعالى علينا ؟
= وكم نحن فيه من النِعم التي لا نستطيع أن نعُدها أو نُحصيها ؟
= وكم أكرمنا الله به من العطايا و المزايا و الكرامات ؟
= وكم تفضّل الله به علينا من النِعم التي نعيشها ونتقلب فيها ليلاً ونهاراً وسراً و جهاراً ؟
= وفي المُقابل كم من النعم أدينا شكرها وحمدنا الله تعالى عليها ؟
= إننا - بدون شك - نشتكي إلى الله تعالى ما نحن فيه من تقصيرٍ شديد في أداء واجب الحمد والشكر لله تعالى والثناء عليه ، ولو أننا قضينا العمر كله في حمده وشكره لما أوفيناه حقه ولا بعض حقه سبحانه ، ولكننا مع هذا كله لا نملك إلا أن نقول : اللهم لك الحمد حمد الشاكرين ، ولك الحمد في كل وقتٍ وحين ، ولك الحمد يا من نحمده فيرضى ويزيد .
عباد الله : حديثي في هذه الخطبة سيكون تذكيراً ببعض الطاعات والعبادات القولية والفعلية التي حثتنا عليها تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، وجاءت بها أحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، لتكون ميداناً نتسابق فيه إلى تحقيق عظيم فضل الله سبحانه ، ونيل عطاياه العظيمة ، فمن كرم الله جل في عُلاه أن جعل الأجر الكثير والثواب العظيم على العمل القليل الذي يقوم به العبد خالصاً لله تعالى ، وموافقاً لسُنّة النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وقد جاءت تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، وتوجيهات تربيته الإسلامية السامية دالةً ومُرشدةً لكثيرٍ من الأعمال والأقوال التي يترتب عليها عظيم الأجر من الله تعالى للعبد ، والتي منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :
= إن من فضل الله تعالى أن من حافظ على قراءة أعظم آيةٍ في كتاب الله وهي ( آية الكرسي ) بعد كل صلاة مكتوبة لم يكن بينه وبين الجنة إلا أن يموت .
= ومن فضل الله تعالى أن من قرأ الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة في كل ليلةٍ كفتاه ، ودفعتا عنه الشر والمكروه بإذن الله تعالى .
= ومن فضله سبحانه أن من قرأ سورة ( البقرة ) في بيته لم يدخل الشيطان ذلك البيت ثلاث ليال .
= ومن فضله عز وجل أن من قرأ سورة ( آل عمران ) يوم الجمعة صلت عليه الملائكة إلى الليل .
= ومن فضل الله تعالى أن من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصِم من فتنة الدجال . وأن من قرأ سورة ( الكهف ) ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق .
= ومن فضل الله وكرمه أن من قرأ سورة ( الواقعة ) كل ليلةٍ لم تُصبه فاقةٌ أبداً ، ومعنى ذلك أن يكفيه الله من الفقر والحاجة .
= ومن عظيم فضله سبحانه أن من حافظ على قراءة سورة المُلك ( تبارك ) ؛ فإنها تشفعُ لصاحبها حتى يغفر الله له ، وتمنعه بإذن الله تعالى من عذاب القبر .
= ومن كريم عطاياه وفضله سبحانه أن من قرأ سورة الإخلاص ( قل هو الله أحد ) ، فقد قرأ ثُلث القرآن الكريم .
= ومن فضله جل جلاله أن من قرأ حرفا من كتاب الله ، فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، والله يُضاعف لمن يشاء .
= ومن فضل الله تعالى أن من صلى على النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، عشر مراتٍ حين يُمسي وحين يُصبح أدركته شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
= ومن فضله عز وجل أن من تاب من الذنوب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه .
= ومن الفضل الإلهي أن من عاد مريضا لم يزل في خَرَفة الجنة ( أي ثـمرها وجناها ) .
= ومن فضل الله وكرمه أن من يسَّر على مُعسِّرٍ يسّر الله له أمره في الدنيا والآخرة .
= ومن فضل الرب سبحانه أن من ستر عبداً من عباد الله ذكراً كان أو أُنثى في الدنيا ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة .
= ومن فضله جل في علاه أن من كظم غيظاً وهو قادرٌ على أن ينفذه دعاه الله - جل في عُلاه - على روس الخلائق يوم القيامة يُخيِّره من الحور العين .
= ومن فضله تعالى أن من توضأ فأحسن الوضوء وأسبغه خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره .
= ومن فضل الله سبحانه أن من جلس في مجلسٍ فكثُر فيه لغطه ( أي كلامه ) ، ثم قال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك " غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك .
= ومن كريم فضله وعطاياه أن من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله تعالى بنى الله له مثله في الجنة .
= ومن فضله تعالى أن من غدا ( أي سار في أول النهار ) إلى المسجد ، أو راح ( أي سار في آخره ) ، أعد الله له نُزلاً في الجنة كلما غدا أو راح .
= ومن فضل الله تعالى أن من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بنى الله له بهن بيتا في الجنة .
= ومن فضله عز وجل أن من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعةً تطوعاً لله سبحانه بنى الله له بيتاً في الجنة .
= ومن فضل الله تعالى وعظيم كرمه أن من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلُع الشمس ، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجةٍ وعُمرةٍ تامةٍ تامةٍ تامة .
= ومن فضله سبحانه أن من صلى البردين دخل الجنة . ( أي من حافظ على صلاتي الفجر والعصر ) .
= ومن كريم فضل الله أن من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة ، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان له كقيام ليلة .
= ومن فضله جل جلاله أن من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله حتى يُمسي .
= ومن فضله تعالى أن من صلى قبل الظهر أربعا وبعدها أربعا حرمه الله على النار .
= ومن فضل الله وكرمه أن من أتى الجمعة مُبكراً ؛ فأنصت واستمع وتأدب بآداب الجمعة غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الأُخرى وزيادة ثلاثة أيام .
= ومن فضل الله تعالى أن من وقع في ذنبٍ من الذنوب ، فندم واستغفر الله تعالى ، ثم صلى لله ركعتين غفر الله له ذلك الذنب .
= ومن فضله جل في علاه أن من صام من كل شهرٍ ثلاثة أيامٍ فقد صام الدهر كله ، وأجر الصيام عند الله عظيم .
= ومن فضل الله سبحانه أن من صام شهر رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه ، وأن من أتبعه بصيام ستة أيامٍ من شهر شوال ؛ فكأنما صام الدهر ( أي السنة كلها ) .
= ومن فضل الله وكرمه أن من صام يوم ( عرفة ) كفّر الله عنه السنة الماضية والباقية ، وأن من صام يوم ( عاشوراء ) كفّر الله عنه السنة الماضية .
= ومن كريم فضله عز وجل أن من صام يوماً في سبيل الله تعالى باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً .
= ومن فضله سبحانه وتعالى أن من حج فلم يرفُث ولم يفسُق رجع كيوم ولدته أمه .
= ومن فضل الله جل جلاله أن من تصدّق بصدقةٍ يبتغي بها وجه الله تعالى أطفأ الله بها خطاياه كما يُطفيءُ الماء النار .
= ومن فضل الله وكرمه من تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما جرت ( أي ما بقيت تلك الصدقة ) .
= ومن فضل الله تعالى أن من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق ، والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل .
= ومن فضل الرب سبحانه أن من شهد الجنازة حتى تُدفن كان له قيراطان من الأجر والثواب ، وكلُ قيراطٍ مثل الجبل العظيم .
= ومن فضل الله جل جلاله أن من قال : " سُبحان الله العظيم وبحمده " ، غُرست له بها نخلةٌ في الجنة .
= ومن فضل الله وكريم عطاياه أن من قال : " باسم الله الذي لا يضُر مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم "، ثلاث مراتٍ لم يضُره شيءٌ ، ولم تُصبه فجأة بلاء .
= ومن فضله سبحانه أن من سبّح الله تعالى بعد كل صلاةٍ مكتوبة ثلاثاً وثلاثين ، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين ، وكبّر الله ثلاثاً وثلاثين ، وقال تمام المئة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيءٍ قدير ، غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر .
= ومن أعظم فضائله عز وجل أن من كان آخر كلماته لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة .
= ومن كريم فضل الله تعالى أن من سأل الله الشهادة صادقا بلَّغه الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه .
= ومن فضله سبحانه أن من سأل الله الجنة ثلاث مرات ، قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة ، ومن استجار من النار ثلاث مرات ، قالت النار : اللهم أجره من النار .
= ومن فضل الله تعالى أن من بات طاهرا بات في شعاره ملكٌ ، فلم يستيقظ إلا قال الملك : اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرا .
= ومن كريم فضل الله أن من أكل طعاما ثم قال : الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ، غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
= ومن فضله جل جلاله أن من لبس ثوبا فقال : الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوةٍ غُفر له ما تقدم من ذنبه .
فيا عباد الله :
إن فضل الله تعالى عظيم ، وخيره عميم ، ورحمته واسعة ، ونعمه لا تُعدُ ولا تُحصى ، وما أكثر ما أتاحه لنا هذا الدين من أبواب الخير في كل شأنٍ من شؤون الحياة ، وفي كل جزئيةٍ من جزئياتها .
فعليكم - بارك الله فيكم - بتقوى الله تعالى ، واغتنام الأوقات في كل عملٍ أو قولٍ أو نيةٍ صالحةٍ تُقربكم من الله تعالى ومرضاته ، ولا تنسوا أن الله تعالى يقول في كتابه العزيز : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) ( آل عمران : 133 ) .
ويقول جل في عُلاه : ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ( الحديد:21 ) .
أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنبٍ ؛ فاستغفروه وتوبوا إليه ، إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية
=-=-=-=
الحمد لله ، نحمده ، و نستعينه ، و نستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يُضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد ؛
فيا عباد الله ، اتقوا الله تعالى حق التقوى ، وأعلموا - بارك الله فيكم - أن اليد العليا خيرٌ من اليد السُفلى ، وأن ما قل وكفى خيرٌ مما كثُر وألهى ، وأن خير الغنى غنى النفس ، وأن خير الزاد التقوى ، وأن المُسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، وأن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة ، وأن مع الحياة موتاً ، وأن مع الدنيا آخرة ، وأن لكل حسنةٍ ثواباً ، ولكل سيئةٍ عقاباً ، وأن الله تعالى على كل شيءٍ رقيباً ؛ فاتقوه واخشوه يا معاشر المؤمنين .
وأعلموا - يا عباد الله - أنكم إليه صائرون ، وعن أقوالكم مُحاسبون ، وبأعمالكم مجزيون ، ولا يغرنكم حلمه - جل وعلا - على العاصين ، وإمهاله للطاغين والظالمين ؛ فما ذلك إلا استدراجٌ لهم - والعياذ بالله - حتى إذا أخذهم كان أخذه لهم شديداً ، وكان عقابه لهم أليماً .
إخوة الإيمان : إياكم والغفلة عن اغتنام الأوقات والأعمار في التجارة الرابحة مع الله تعالى ، واحرصوا على العمل الصالح الذي تدّخرونه ليومٍ لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم . وإياكم والانشغال بالدنيا وما فيها من أموالٍ ، وأولادٍ ، وأزواجٍ ، وزينةٍ ، ومتاعٍ ، ومناصب ، ومشاغل ؛ فإنها فانيةٌ وزائلة ، وليس ينفع منها إلا ما كان في طاعة الله ورضوانه .
فيا معاشر المؤمنين : علينا جميعاً أن نتوب إلى الله تعالى قبل الموت ، وأن نُكثر من الاستغفار قبل أن نندم على تفريطنا وغفلتنا، وأن نبادر إلى الأعمال الصالحة قبل المرض أو العجز أو الفقر ، وأن نُكثر من الصدقة والبذل في أوجه الخير قبل أن نُحاسب عن أموالنا وأعمارنا وأقوالنا وأفعالنا ونوايانا وسرنا وعلانيتنا . كما وأن من الواجب الذي نعلمه ونعرفه ولا نعمل به - إلا ما قلَّ وندر - أن نتفكّر في من سبقونا إلى الدار الآخرة وماذا خرجوا به من الدنيا .
عباد الله ؛ أكثروا من الصلاة والسلام التامان الأكملان على سيدنا ونبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم القائل : " من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلى الله عليه بها عشرا " .
فصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا محمدٍ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي علّمنا وهدانا وأرشدنا إلى كل قولٍ سديدٍ وكل هديٍ رشيد .
اللهم أعز الإسلام والمُسلمين ، ودمِّر أعداء الملة والدين ، واكفنا اللهم وإخواننا المسلمين في كل مكانٍ من كيد الكائدين ، ومكر الماكرين ، وحسد الحاسدين ، وحقد الحاقدين ، وشماتة الشامتين ، وظلم الظالمين .
اللهم إنا نسألك حُسن القول وحُسن العمل وحُسن النية . ووفقنا اللهم لحُسن المحيا وحُسن الممات ، وأكرمنا بحُسن الختام وحُسن المآل ، وتفضل علينا بحُسن الحساب وحُسن الثواب .
اللهم نوِّر قلوبنا بنور الإيمان ، واشرح صدورنا بالقرآن ، ويسِّر أمورنا ، واستُر عيوبنا ، وأمِّن خوفنا ، وأكفنا اللهم بحلالك عن حرامك ، وأغننا بفضلك عمَّن سواك .
اللهم اغفر لنا وارحمنا ، وعافنا وأعف عنا ، واغفر اللهم لآبائنا وأُمهاتنا ، وأجدادنا وجداتنا ، وأولادنا وبناتنا ، وإخواننا وأخواتنا ، وأزواجنا وزوجاتنا ، وأحيائنا وأمواتنا .
اللهم ادفع عنا الغلا ، والوبا ، والربا ، والزنى ، والزلازل ، والمحن ، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن . اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته ، ولا مريضاً إلا شافيته ، ولا مُبتلىً إلا عافيته ، ولا ميتاً إلا رحمته ، ولا غائباً إلا رددته ، ولا حاجةً من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها ويسّرتها يا رب العالمين .
اللهم زين حياتنا بذِكرك ، واستعملنا في طاعتك ، وامنُن علينا بكريم لطفِك وجميل بِرِّك ، وأعنَّا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك .
اللهم وفق ولاة أمرنا لما تُحبه وترضاه من القول والعمل والنية ، وارزقهم اللهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير ، وتُعينهم عليه ، وترشدهم لما فيه الصلاح والفلاح والنجاح .
اللهم أهد شباب المسلمين ، وأحفظهم من كل شرٍ يُراد بهم ، وأعزهم بالإسلام ، وأعز الإسلام بهم ، ورُدهم إليك رداً جميلاً .
عباد الله : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . فاذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، واستغفروه يغفر لكم ، وأقم الصلاة ...


 

صالح أبوعرَّاد
  • كتب وبحوث
  • رسائل دعوية
  • مقالات تربوية
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية